جدار إسرائيلي جديد وتهديدات لغزة
قللت القاهرة، أمس، من أهمية الجدار الذي قررت الحكومة الإسرائيلية إقامته على الحدود المصرية، واصفة هذا المشروع، بأنه «شأن خاص»، في وقت رأت حركة حماس أنّ الجدار الجديد يظهر أنّ «الجدار الفولاذي» الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة لا علاقة له بالأمن المصري.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، رداً على سؤال حول الجدار الإسرائيلي، إنّ «هذا الأمر يخصّ إسرائيل ولا يعنينا في شيء»، موضحاً أنه جدار «تقيمه إسرائيل على أراضيها، ولا صلة بين هذا الجدار وإنشاءاتنا على حدودنا». وأضاف أنّ «هذا أمر يتعلق بهم (الإسرائيليين)، أمّا من يسعى لربط شيء بآخر فهو واهم ولن يجد قضية يتحدث فيها».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن هذا الجدار «شأن إسرائيلي»، مشيراً إلى أنه في حال كانت لدى الجانب المصري أية أمور فنية تخص هذا الجدار، فإنّ هناك قنوات مخصصة لبحثها وفق معاهدة السلام بين الدولتين. وشدد على أنّ هذه المعاهدة تنص على قدر معيّن من التنسيق المصري ـ الإسرائيلي في هذه المسائل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، مساء أمس الأول، أنّ حكومته وافقت على خطط لإقامة جدار على امتداد الحدود مع مصر. وأوضح نتنياهو أنّ «الجدار الالكتروني سيبدأ من جنوبي مدينة رفح، بعيداً عن الحدود المصرية مع قطاع غزة، وسيجهز برادارات حديثة وبعض التقنيات المتطورة بهدف كشف المتسللين عبر الحدود»، مشيراً إلى أنّ «الحكومة اتخذت قرار إغلاق الحدود الجنوبية لإسرائيل أمام المتسللين والإرهابيين، كقرار استراتيجي يستهدف حماية الطابع اليهودي والديموقراطي لإسرائيل».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن نتنياهو قوله، في أحاديث مغلقة، أنه «في نهاية المطاف لن يكون هناك من مفر سوى إغلاق دولة إسرائيل من كل جوانبها»، لافتاً إلى أنّ إسرائيل هي «الدولة الوحيدة التي يمكن السير إليها على الأقدام من دون العالم الثالث، ومن أفريقيا».
وأشارت الصحيفة إلى أنّه «من اليوم، ستكون الحدود مع سوريا ولبنان مغلقة بجدار يتضمن كل عناصر الأمن اللازمة، وهناك جدار قديم نسبياً على الحدود الطويلة مع الأردن، فيما قطاع غزة محاط بجدار (ذكي)، في الوقت الذي تم إنجاز معظم أجزاء الجدار العازل مع غزة، أي 510 من أصل 810 كيلومترات».
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإنّ هذا الجدار، الذي أقرّت اقامته بناء على اقتراح من وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهارونوفيتش، يمتد على طول 266 كيلومتراً، من نقطة «أم المرشراش ـ إيلات» حتى نقطة «الــعوجة»، التي تعد آخر نقطة تفصل بين غزة وسيناء والنقب. وذكرت مصادر إسرائيلية أنّ الجدار سيكون مكملاً للجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر مع قــطاع غزة، مشيرة إلى أن فترة بنائه ستسغرق نحو عامين.
وتفاوتت التقديرات حول كلفة هذا الجدار، حيث ذكرت مصادر إسرائيلية أنها تبلغ نحو مليار شيكل إسرائيلي (270 مليون دولار)، وهو المبلغ الذي رصدته حكومة نتنياهو لإقامته، فيما توقعت مصادر أخرى أن تتراوح كلفة المشروع ما بين 400 مليون دولار ومليار دولار.
وذكرت «يديعوت» أن هذا «السياج الجديد لن يكون محكماً، وإنما بسيطاً بما يكفي لإعاقة أي متسلل محتمل لمدة ساعة على الأقل إلى حين وصول قوات الأمن». ونقلت عن نتنياهو قوله إنه «من دون إحاطة أراضي إسرائيل بالجدران، فإنّها سوف تعج باللاجئين غير القانونيين»، فيما أشارت صحيفة «معاريف» أنّ المشروع سيتضمن أكثر من مقطع، بحيث ستتم إقامة جدار اسمنتي في بعض أجزائه، وسياج حديدي وأسلاك شائكة في أجزاء أخرى.
واعتبر المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي أبو زهري إنّ إقامة هذا الجدار تشكل «دليلاً قاطعاً على أنّ الجدار الفولاذي الذي تبنيه السلطات المصرية على الحدود مع قطاع غزة لم يكن إجراءاً مصرياً له علاقة بالأمن المصري، وإنما يأتي وفق خطة موثقة ومتفق عليها مع العديد من الأطراف»، فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أنّ «الموقف الرسمي الفلسطيني يرفض سياسة الجدران الإسرائيلية، وأن إسرائيل ماضية قدماً بخروقاتها للقانون الدولي».
المصدر: السفير+ وكالات
إقرأ أيضاً :
إضافة تعليق جديد