بدانة الأطفال من المسؤول؟
تساءلت مجلة تايم الأميركية بشأن ما إن كان سحب الأطفال المصابين بالسمنة أو البدانة المفرطة بعيدا عن حضانة الوالدين أمرا واجبا؟ وقالت إن هذا التساؤل بات يثار في العديد من الدول خاصة الغربية منها في ظل تفشي ظاهرة السمنة الوبائية بين أطفال الولايات المتحدة وعدة دول أخرى.
وقالت تايم إن من أحدث القضايا التي تصدرت العناوين وأثارت الاهتمام هي تلك المتعلقة بسحب طفلين من حضانة والديهما في أسكتلندا في ظل ما وصف بعدم تمكن الوالدين من السيطرة على وزن الطفلين المتزايد إثر التحذير الذي تلقياه والمهلة الزمنية التي حددتها لهما إدارة الخدمات الاجتماعية المعنية في البلاد.
وأوضحت أن الوالدين الأسكتلنديين اللذين لم يفلحا في إنقاص وزن طفلين من أسرتهما المكونة من ستة أطفال، خسرا استئناف تقدما به للإبقاء على حضانة طفليهما السمينين في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في مدينة دندي ستي، مضيفة أن مسؤولين في المدينة يقولون إنهم لن يقوموا بسحب أطفال من ذويهم بسبب مسألة تتعلق بزيادة الوزن.
وذكرت تايم أن الأم في ولاية كارولينا الجنوبية جيري غراي خسرت قضية لحضانة ابنها البالغ من العمر 14 عاما ويزن قرابة 252 كيلوغراما في مايو/أيار الماضي بعد أن تغيبت عن جلسة أمام المحكمة التي تبحث إمكانية استعادتها حضانة ولدها، مضيفة أن الولد يعيش الآن في حضانة عمته وأن والدته باتت تواجه قضايا جنائية تتعلق بإهمالها رعاية الأطفال.
وأثارت قضايا أخرى متعلقة بخسارة الوالدين حضانة أطفالهم الذين يعانون من السمنة القلق والاهتمام في ولايات أميركية أخرى مثل كاليفورنيا ونيو مكسيكو وتكساس ونيويورك بالإضافة إلى قضايا أخرى شبيهة في كندا.
ونسبت تايم إلى رئيس مجلس إدارة المنتدى القومي البريطاني للسمنة ماثيو كيب هورن قوله إن هناك قضايا كثيرة متعلقة بخسارة الآباء حضانة أطفالهم المصابين بالسمنة أو البدانة ولا يعرف عنها الناس بسبب ما تحاط به من سرية بموجب قوانين خصوصية الأطفال.
وأضافت المجلة أنه في حين يتساءل خبراء عن مدى وجدوى الفائدة الصحية التي قد تعود على الأطفال المصابين بالسمنة بعد عزلهم عن حضانة الوالدين، فإن السمنة في هذا العمر المبكر من شأنها أن تجعلهم عرضة للإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وإلى تباطؤ أو توقف التنفس أثناء النوم.
ونسبت المجلة إلى رئيس مؤسسة نمو الطفل في بريطانيا تام فري القول إن تقديم الطعام للأطفال والطلب منهم تناول وإكمال ما هو موجود في الصحون من شأنه أن يغريهم بأكله ومن ثم يزداد وزنهم شيئا فشيئا إلى أن يصابوا بالسمنة في ظل عدم ممارستهم التمارين الرياضية.
وفي حين يحث فري خبراء السمنة على جعل التغذية الزائدة شكلا من أشكال الإساءة للأطفال، ترى الدكتورة دانا روفي من جامعة بيتسبرغ الأميركية أنه ليس من العدل الإنحاء دوما باللائمة على الوالدين في ظل وجود ما سمته آلاف العوامل الأخرى التي تؤدي إلى السمنة.
وتساءلت فري عن مدى توفر الملاعب الرياضية أو البرامج الأخرى أو قيام الأطفال بتناول وجبات إضافية بعيدا عن أنظار والديهم الذين قد لا يكونون قادرين على مراقبة أطفالهم على مدار الساعة؟
ويرى مراقبون أن هناك عوامل أخرى تتعلق بتفشي ظاهرة البدانة المفرطة بين الأطفال مثل انتشار الوجبات السريعة أو تلك التي تكون فيها الدولة أو المجتمع هما المسؤولين في الأصل في ظل الاهتمام بإنتاج مواد تجارية بهدف جني الأرباح أكثر من الاستثمار في محاصيل غذائية.
المصدر:الجزيرة نقلاً عن «تايم »
إضافة تعليق جديد