تشاد تنسحب من أراض سودانية ودعوات لضبط النفس
قال وزير الدفاع التشادي آدم يونسمي الأحد إن الجيش التشادي انسحب من الأراضي السودانية المحاذية لبلاده بعد أن قام بتطهيرها من كل جيوب المتمردين، على حد وصفه.
وأضاف "دمرنا سبعة جيوب من تجمعات المرتزقة، أصبناهم بطائراتنا على الحدود دون إلحاق أضرار بالمدنيين". وتابع "أسرنا نحو 100 سجين سيتم عرضهم في غضون 48 ساعة".
وكانت الخرطوم قد اتهمت إنجمينا بشن غارات جوية على أهداف على عمق 60 كيلومترا من الحدود مع تشاد داخل الأراضي السودانية، ملمحة إلى مشاركة فرنسا في تلك الغارات.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العميد عثمان الأغبش للصحفيين إن دولة ثالثة ربما تكون قد ساعدت تشاد في الهجوم، في إشارة محتملة إلى فرنسا التي تتهمها الخرطوم بدعم نظام إنجمينا.
وأضاف أن "الغارات التي وقعت تتجاوز نطاق قدرات تشاد العسكرية مما يعني أن تشاد ليست وحدها".
ويأتي القصف التشادي للأراضي السودانية بعد اتهامات وجهتها تشاد للحكومة السودانية بدعم وإيواء متمردين تشاديين هاجموا مؤخرا الأراضي التشادية في مناطق الحدود الشرقية "وكانوا يتخذون من غرب دارفور مناطق تمركز لهم قبل الهجوم الأخير" وفقا للتصريحات الرسمية التشادية.
وفي دارفور قالت حركة العدل والمساواة المتمردة إنّها هاجمت القوات الحكومية السودانية واستولت على بلدة كَرْنُويْ شمال شرق مدينة كُتُم الإستراتيجية بولاية شمال دارفور، وأعلن رئيس الحركة خليل إبراهيم أنّ حركته ستواصل عملياتها لتُخرج الجيش السوداني من عواصم ولايات دارفور الثلاث الفاشر ونيالا والجنينة.
ولم تعلق الحكومة السودانية أو حكومة ولاية شمال دارفور على هذه الأنباء لكنّ شهود عيان في الفاشر أكدوا وصول تعزيزات أمنية كثيفة للمدينة.
ومن جانبها دعت لجنة حكماء أفريقيا إلى وضع حد للصراع في إقليم دارفور بأسرع وقت ممكن. وقال رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو إمبيكى إن المباحثات في الخرطوم تتناول عملية تحقيق السلام وإجراء مصالحة عاجلة وتحقيق العدالة.
على الصعيد نفسه تسلم الزعيم الليبي معمر القذافي الأحد رسالة خطية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ناشده خلالها مواصلة جهوده لتجاوز الأزمة بين السودان وتشاد، معربا عن ارتياح بلاده لاستئناف المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة الذي تم برعاية قطرية ليبية.
وفي القاهرة ناشد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأحد السودان وتشاد ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب اندلاع مواجهات عسكرية محتملة لن ينجم عنها سوى المزيد من التعقيد للعلاقات بين البلدين وإضافة عراقيل جديدة أمام جهود التسوية السياسية لأزمة دارفور.
جاء ذلك تعقيبا على ما نقلته وسائل الإعلام عن قصف قام به الطيران التشادي لمنطقة جبل سندو جنوب مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور التي تقع على بعد حوالي 60 كم داخل الحدود السودانية.
وأكد أبو الغيط أن مصر تتابع عن قرب وعلى مدار الساعة تطورات الوضع بين البلدين، وأنها ستقوم باتصالات عاجلة مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لمحاولة احتواء الأزمة.
وحذر من عواقب وخيمة يمكن أن تزيد الوضع خطورة وتعقيدا في المناطق الحدودية وتقوض جهود تحقيق التسوية السلمية لأزمة دارفور وتهدد بزيادة حالة عدم الاستقرار في المنطقة بشكل عام.
المصدر: الجزيرة+ وكالات
إضافة تعليق جديد