الخلافات بين فتح وحماس تدفع إلى تعليق حوار القاهرة
أنهت وفود الفصائل الفلسطينية المختلفة الجولة الثالثة من الحوار الوطني بالعاصمة المصرية القاهرة الخميس، دون اتفاق بشأن القضايا الخلافية، مما دفع إلى تعليق جلسات الحوار، مع توقعات باستئنافه مجدداً في غضون ثلاثة أسابيع.
وبينما ألقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤولية تعليق الحوار على نظيرتها حركة التحرير الوطني "فتح"، فقد قال مسؤولون في السلطة الفلسطينية إن التعليق جاء نتيجة "طرح أفكار جديدة"، تتطلب التشاور مع قادة الفصائل المشاركة بجلسات الحوار.
وذكرت حركة "حماس"، في بيان مكتوب مساء الخميس، إن تعليق حوارات القاهرة، يرجع إلى إصرار "فتح" في الجولة الأخيرة من الحوار، على آرائها السابقة، وحديثها عن خطوط حمراء، ورفضها إعطاء أية مرونة.
ونقل البيان عن القيادي بالحركة، صلاح البردويل، أن "حركة فتح أصرت على آرائها السابقة، وبدأت تؤكد الالتزام بقرارات والتزامات المنظمة، وأن إصلاح أجهزة الأمن في الضفة الغربية غير مطروح بتاتًا على طاولة الحوار، وأن الحديث والإصلاح يقتصر على قطاع غزة فقط."
كما أشار إلى أن فتح تصر على أن تبقى "منظمة التحرير" هي المرجعية الوحيدة في حالتها هذه، دون تشكيل إطار يضم الجميع، أو حتى إصلاحها وإجراء الانتخابات، بحسب البيان الذي نشره المركز الفلسطينب للإعلام المقرب من حماس.
وأضاف البردويل أنه "من الواضح أن وفد فتح جاء ولديه تعليمات بألا يعطي أي تنازل أو مرونة، في أية قضية من القضايا المطروحة"، مشيراً إلى أنه تم تعليق المحادثات دون تحديد مواعيد محددة، مضيفاً قوله: "سننتظر حتى تترتب الأمور بشكل أفضل."
من جانبه، أكد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وعضو وفدها لحوار القاهرة، أن الحوار الوطني سيعود للانعقاد في جولة رابعة بوقت لاحق ما بين 21 و26 أبريل/ نيسان الجاري، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وأوضح شعث أن "سبب التأجيل يعود إلى أن هناك أفكاراً ومبادرات جديدة، قد طرحت خلال الحوار، وقد تكون ملائمة لحل قضية المشكلات التي استعصت على المجتمعين، غير أنها تتطلب عودة الوفود إلى قيادتها للتشاور بشأن هذه الأفكار."
وتابع قائلاً إن "الوفود جميعاً بدأت مغادرة القاهرة، وهي مصممة على العودة إليها، من أجل متابعة الحوار وإنجاحه في الجولة المقبلة."
وكانت القاهرة قد دعت في وقت سابق، الأطراف المشاركة في الجولة الثالثة من الحوار الفلسطيني، وفي مقدمتها حركتي فتح وحماس، إلى تقديم "تنازلات متبادلة" وإظهار مزيد من "المرونة"، سعياً إلى إنهاء حالة الانقسام في الشارع الفلسطيني في أسرع وقت ممكن.
وعقد رئيس جهاز المخابرات المصري، عمر سليمان، اجتماعاً الخميس، مع أعضاء وفدي فتح وحماس بالقاهرة، داعياً إياهم إلى ضرورة حسم القضايا الخلافية المتبقية، وإنهاء الانقسام فوراً، من خلال تشكيل حكومة فلسطينية في أسرع وقت، من أجل رفع الحصار، وإعادة إعمار قطاع غزة، والإعداد لانتخابات جديدة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن سليمان أطلع الوفدين الفلسطينيين على نتائج زيارته للولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، مشيرةً إلى أنه شدد لأعضاء الوفدين على أن موقف الإدارة الأمريكية لم يتغير، وهو "ضرورة أن تلتزم أي حكومة فلسطينية جديدة بشروط الرباعية الدولية."
وكانت الجولة الثالثة من الحوار بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، قد بدأت أعمالها في العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء، حيث يُتوقع أن تكون هذه الجولة "أكثر تعقيداً"، نظراً لصعوبة الملفات "الشائكة" المطروحة للنقاش، والتي لم تحسم خلال الجولتين السابقتين.
وما زالت الخلافات بين حركتي التحرير الوطني "فتح"، والمقاومة الإسلامية "حماس"، بشأن ملفي الحكومة والاعتقالات "المتبادلة" تخيم على أجواء حوار القاهرة، مما يقلص من إمكانية توصل ممثلي الفصائل المختلفة إلى "تسوية" تنهي الانقسام في الشارع الفلسطيني قريبا.
ويأتي ملفا "الحكومة" و"الانتخابات"، التي تم الاتفاق على إجراؤها قبل حلول 25 يناير/ كانون الثاني 2010، على رأس قائمة القضايا المطروحة، إضافة إلى ملف "المرجعية الوطنية"، إلى حين انتخاب مجلس وطني جديد، وكيفية إيجاد آليات لإعادة بناء الأجهزة الأمنية في كل من الضفة الغربية وغزة.
وفي تعليق له على صعوبة هذه الجولة من الحوار، أكد المتحدث باسم "حماس"، فوزي برهوم، أن الجلسة الثالثة، ستناقش قضايا "تراكمية"، تم ترحيلها من الجولتين السابقتين، مشددًا على أن "حركة فتح تقف في جهة، والفصائل جمعيها في جهة أخرى، فيما يتعلق ببرنامج الحكومة"، بحسب قوله.
وأوضح المتحدث باسم حماس، في تصريحات أوردها المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من الحركة الإسلامية، أن كافة الفصائل، باستثناء حركة فتح، رفضت أن تلتزم الحكومة المقبلة بالاتفاقيات الموقعة من قبل "منظمة التحرير الفلسطينية"، مع الجانب الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بنظام الانتخابات، أضاف برهوم أن "هناك بعض الفصائل، بما فيها حركة "فتح"، ترى أن مصلحتها في التمثيل النسبي الكامل، بينما ترى "حماس" أن المصلحة الوطنية، من أجل إفساح المجال لأكبر شريحة من شعبنا في المشاركة بالانتخابات، لن تتأتى إلا في ظل النظام المختلط."
كما نقل بيان نشره المركز الفلسطيني عن برهوم قوله إن النقاش سيدور كذلك حول الملف الأهم، وهو "الاعتقال السياسي بالضفة"، متهماً حركة "فتح" بـ"عدم الالتزام بما تعهدت به"، في 26 فبراير/ شباط الماضي، في لقاء الفصائل بالقاهرة.
كما أوضح برهوم أن ملفات هذه الجولة، تتضمن قضايا مؤجلة منذ عام 2005، وأخرى تفجرت في "اتفاق مكة"، معتبراً أنها "الأصعب" في المرحلة الحالية.
وتابع في الوقت نفسه، أنه "حتى اللحظة ما زالت الأمور في طي النقاش، ومن المبكر تحميل طرف تعطيل الحوار."
إلا أنه أضاف قائلاً: "لكن يجب أن نتحدث بلغة التعاطي مع المطلب الفلسطيني الملح، وهو إنجاح الحوار، ونتمنى أن يتحقق الحلم الفلسطيني بتشكيل حالة جديدة، على قاعدة صون الحقوق والثوابت والتوافق الوطني"، بحسب البيان.
المصدر: CNN
إقرأ أيضاً:
المعلن وغير المعلن في سيناريو القاهرة لمصالحة الفصائل الفلسطينية
هل يتمكن المعتدلون العرب من انتزاع اعتراف حماس بدولة إسرائيل
إضافة تعليق جديد