اسرائيل وأمريكا اتفقتا على مواصلة العدوان اسبوعاً آخر

دخل العدوان الإسرائيلي على لبنان أسبوعه الثاني، فيما ذكرت صحف غربية امس ان واشنطن وإسرائيل، اتفقتا على منح الخيار العسكري لاسرائيل أسبوعا إضافيا قبل السعي الى إقامة منطقة عازلة ونشر قوة دولية جديدة. في هذا الوقت، استمرت المقاومة بقصف مدن شمال فلسطين المحتلة، ما أدى الى مقتل ثلاثة وسقوط أكثر من أربعين جريحا في مدينتي الناصرة وحيفا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين بارزين، قولهم إن إسرائيل وواشنطن اتفقتا على مواصلة العدوان لمدة أسبوع آخر، قبل توجه وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس الى المنطقة، في وقت يجري التفكير بإقامة منطقة عازلة بمساحة 19 كيلومترا على الحدود. وأضاف المسؤولون ان إسرائيل تخلت عن مطالبها بنزع أسلحة حزب الله قبل بدء وقف إطلاق النار.
وذكر مسؤول أميركي بارز للصحيفة، ان الأطراف ليست راضية جميعا عن الموقف الأميركي، موضحا نحن حذرون للغاية حول كيفية التحدث عن المسالة. وأضاف ان الولايات المتحدة تقول لإسرائيل ان هناك حدا للوقت الذي سيسمح لها فيه بمواصلة ما تقوم به حاليا. وقال لن نغامر بحياة الأبرياء هناك.
بدورها، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية نقلا عن مصادر أوروبية وإسرائيلية، ان الولايات المتحدة أمهلت إسرائيل أسبوعا إضافيا لتستمر في عدوانها. ونقلت عن دبلوماسي أوروبي كبير قوله ان <الأميركيين أعطوا الإسرائيليين الضوء الأخضر. والهجمات ستستمر بعض الوقت ربما لأسبوع إضافي. وأوضحت المصادر انه تم تحديد مدة للهجوم الإسرائيلي تخوفا من ان يفلت النزاع عن السيطرة في حال طال أمده.
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة والجيش ان اثنين من فلسطينيي ال48 هما الشقيقان محمد (8 سنوات) وربيعة طلوسي (4 سنوات)، قتلا وجرح عشرون آخرون اثر سقوط صاروخ على منزل في مدينة الناصرة، على بعد حوالى أربعين كيلومترا عن الحدود مع لبنان. وذكرت الشرطة أن أربعة صواريخ أطلقت على المدينة.
وحمّل فلسطينيو ال,48 إسرائيل مسؤولية الأمر. وقال رئيس بلدية الناصرة رامز الجريصي في الماضي شهدنا حوادث مثل خطف الجنديين وتمت تسويتها بالمفاوضات وليس في حرب مكثفة كهذه مضيفا ندفع ثمناً باهظاً جداً. يجب أن نفاوض. أطلب من أولمرت وقف هذه الحرب فوراً.
وأطلقت المقاومة على حيفا ثمانية صواريخ ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح. وسقطت خمسة من الصواريخ الثمانية في البحر وأصاب احدها منزلا خاليا قيد البناء وآخر سقط قرب مطعم ولم يلحق سوى أضرار مادية. ولم تطلق صفارات الإنذار لسبب لم يعرف، وقد طلبت السلطات الإسرائيلية من سكان حيفا النزول الى الملاجئ، كما أعلن الجيش الإسرائيلي انه تم إخلاء 90 في المئة من المواد الخطرة من خليج المدينة التي تعتبر من ابرز المناطق الصناعية في اسرائيل.
وذكرت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أن 70 صاروخ كاتيوشا سقطت في ساعة واحدة على شمالي فلسطين المحتلة. وأضافت أن هذه الصواريخ سقطت في طبرية وحيفا وكريات شمونة ومرج بن عامر ونهاريا وكرمئيل. وقد تم تمديد حال الطوارئ التي أعلنت في الأيام الاخيرة في المناطق المعرضة لصواريخ المقاومة لمدة عشرة أيام.
الى ذلك، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي في تل أبيب ان الجيش الإسرائيلي بدأ بشن عمليات برية محدودة داخل الحدود اللبنانية. وأكد ان العمليات محدودة ومحددة الأهداف ترمي الى إبعاد خطر إطلاق حزب الله صواريخ على أراضينا. وأوضح ان هذه القوات تتوغل في الأراضي اللبنانية وتنسحب منها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس، انه لن يقبل <بأي شكل من الأشكال بأن يرفرف علم حزب الله قرب السياجات الأمنية لإسرائيل. وأضاف للإذاعة العسكرية سنعمل على منع حزب الله من الاقتراب من حدودنا الشمالية.
ودافع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز عن العدوان، معتبرا ان المجتمع الدولي يبدو أضعف من أن يحل الأزمة. وقال للإذاعة الإسرائيلية ايران جعلت من المجتمع الدولي أضحوكة بدعمها حزب الله. وأضاف منذ الحرب العالمية الثانية لم أشهد موقفا دوليا بهذا الضعف . وشكك في أن يلتزم حزب الله بأي هدنة. وقال ان على إسرائيل مواصلة هجماتها الى أن يتم نزع سلاح حزب الله.
وأعلن المسؤول الكبير في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الجنرال الون فريدمان، ان الجيش الإسرائيلي دمر منذ بدء هجومه على لبنان نصف القذائف الصاروخية والصواريخ التي يملكها حزب الله. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي سلاح الجو الإسرائيلي يواصل غاراته لمنع وصول إمدادات (من الصواريخ) من سوريا الى حزب الله، معتبرا ان وقف إطلاق النار لن يحصل في المستقبل القريب.
وفيما أعلن خبراء ان محاولات إسرائيل الوصول الى قيادات حزب الله يعوقها نقص في القنابل التي تخترق الملاجئ، قال نائب مدير الميزانية العسكرية الإسرائيلية يوسي غوردون، ان وزارة الدفاع الإسرائيلية قد تضطر في حال استمرت في عدوانها لأكثر من ثلاثة أسابيع، ولإضافة 226 مليون دولار الى ميزانيتها التي تبلغ حوالى 7.4 مليارات دولار.

المصدر: وكالات