حماس تبحث التهدئة بدمشق ومبارك يجري محادثات بباريس
غادر وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مطار القاهرة في وقت مبكر من صباح اليوم متجها إلى دمشق، وذلك بعد أن أجرى مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن مساعي التهدئة أطلعوهم خلالها على التوضيحات الإسرائيلية إزاء بعض مقترحات الحركة.
وترأس الوفد الفلسطيني القيادي في الحركة محمود الزهار في أول ظهور علني له منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة مبددا بذلك تقارير سابقة تحدثت عن احتمال إصابته في الهجوم الإسرائيلي.
وضم الوفد إلى جانب الزهار عضو المجلس التشريعي الفلسطيني القيادي في الحركة صلاح البردويل، والقيادي نزار عوض الله، والمتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو.
وسيجري الوفد أثناء زيارته لدمشق مباحثات مع مسؤولي الحركة قبل عودته مرة أخرى إلى القاهرة في الساعات القادمة برفقة وفد من الحركة في دمشق لإعلان رأي الحركة النهائي إزاء اتفاق التهدئة مع إسرائيل.
وقالت مصادر إن وفد حماس الذي سيعود إلى القاهرة سيضم عضوي المكتب السياسي عماد العلمي ومحمد نصر.
وقال الزهار إن حماس ستعطي التهدئة الفرصة لترميم ما دمرته الحرب طالما أن إسرائيل ستوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني، متمنيا على مصر ألا تتعامل مع الحركة على أنها جزء من محور معين أو طبقا لخبرتها الداخلية مع حركة الإخوان المسلمين.
وقال الزهار إن المشاورات التي أجراها وفد الحركة سابقا مهدت الطريق أمام وصول الوفد برئاسته إلى القاهرة حيث سيعمل الوفد على تسلم التوضيحات التي طلبتها الحركة بشأن فتح المعابر ورفع الحصار.
وأكد أنّ الحركة راغبة في التهدئة في القطاع ولكنها يجب أن تتم بشروط غير مجحفة بحقوق الشعب الفلسطيني. وأكد أيضا أن الحركة تؤيد بقاء منظمة التحرير الفلسطينية بهيكلها كمرجعية ولكن ليس ببرنامجها الذي قال إن كثيراً من البنود شُطبت منه.
ومن المقرر أن يصل الرئيس المصري حسنى مبارك إلى العاصمة الفرنسية باريس اليوم في زيارة تستغرق عدة أيام يجرى خلالها مباحثات مع نظيره الفرنسى نيكولا ساركوزى بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما تتناول المحادثات الاستعدادات الخاصة بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة والمقرر أن تستضيفه مصر في الثاني من مارس/ آذار المقبل.
ومن المتوقع أن تبحث الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها الأسبوعي اليوم برئاسة إيهود أولمرت ما وصلت إليه الجهود المصرية للتوصل لاتفاق تهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة.
وكان أولمرت قد التقى أمس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك الذي أطلع أولمرت وليفني على نتائج مباحثات رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد في مصر.
وفي الإطار نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين أن الاقتراح المصري لتحقيق التهدئة في غزة يدعو إلى هدنة مطولة بين إسرائيل وحركة حماس، وتبادل للأسرى، ولفتح مبدئي لمعبرين على الأقل من معابر قطاع غزة الحدودية.
وبموجب الاتفاق ستوقف إسرائيل الهجمات في قطاع غزة وتوقف حماس إطلاق الصواريخ عبر الحدود لفترة تصل إلى 18 شهرا.
وفي المرحلة الثانية من الاقتراح ستوافق إسرائيل على مبادلة السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم بجنديها جلعاد شاليط الذي أسره مقاومون من غزة في هجوم عام 2006.
ويتزامن مع تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى سماح إسرائيل بزيادة كمية السلع التي تدخل قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، كما سيعاد فتح معبر رفح مع وجود مراقبين دوليين وحراس حدود يرفعون تقاريرهم إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
أما في المرحلة الثالثة من الاقتراح المصري فستتفق حركتا التحرير الوطني الفلسطيني فتح وحماس على محاولة التفاوض على تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفنيين التي ستتولى الحكم إلى أن تجرى انتخابات.
ويعد ملف الجندي شاليط من أهم محاور التهدئة لإسرائيل التي تسعى لتحقيق إنجاز مهم فيها قبل الانتخابات التي ستجري في العاشر من فبراير/ شباط الجاري.
وقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس بأن إسرائيل تحاول الإسراع بمحادثات الإفراج عن الجندي شاليط، وقال "نحن نريد أن نرى جلعاد شاليط هنا ونتعامل مع ذلك نهارا وليلا".
إلا أن أسامة المزيني-أحد المسؤولين في حركة حماس- نفى الجمعة الماضي مزاعم إسرائيل بشأن التقدم، مشيرا إلى أن إسرائيل وافقت على 71 اسما من قائمة الأسرى التي تضم 450 أسيرا وتطالب حماس بإطلاقهم منذ أكثر من عام.
إلا أن مسؤولا من حماس قال لوكالة رويترز إنه مع الوساطة الإضافية من جانب تركيا وقطر ومحادثات الإفراج عن الجندي شاليط تحقق في الآونة الاخيرة "تقدما مهما" ولم يذكر تفاصيل.
وتتجه الأنظار حاليا إلى وفد تركي من رئاسة الوزراء يجري محادثات مع قيادة حركة حماس في دمشق في محاولة للتوصل لاتفاق بشأن إطلاق الجندي شاليط.
وفي الخرطوم، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن المعركة العسكرية في غزة انتهت معظم فصولها، وإن الشعب الفلسطيني تنتظره معركة سياسية قاسية.
وقال مشعل إن "مفاجآت قد تكون قادمة" فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، دون أن يوضح طبيعة هذه المفاجآت.
وجاء تصريح مشعل عقب لقاءات أجراها ووفد الحركة الزائر للخرطوم مع عدد من المسؤولين السودانيين، في مقدمتهم علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني ونافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد