الولد البكر ليس حاضنة أطفال
من الضروري أن يحظى الولد البكر باحترام إخوته وأخواته. إن هذا الاحترام شرط ضروري لتحقيق الترابط العائلي. إلا أن التضحية التي يُطلب من الابن البكر القيام بها حيال إخوته، وخصوصاً الأصغر في العائلة، تولّد عنده استياءً كبيراً، وقد تجر المشاكل، إذ تفرض عليه مسؤولية شبه أبوية لم يطلب تحمّلها، فيجعل منه الوالدان بديلاً للأب أو للأم من دون طلب رأيه في ذلك، وكثيراً ما يغيب عن بالهما أن البكر هو أيضاً أحد الأولاد في العائلة، وليس حاضنة جيدة لمراقبة الصغار، وهذه المسؤولية غالباً ما تترافق لدى البكر بشعور بالذنب. واستناداً إلى كتب تربوية صادرة في هذا المجال، تلفت دراسات صادرة عن مراكز أبحاث دولية إلى أن 63 في المئة من «بنات الهوى» في العالم هنّ بكر إخوتهن وأخواتهن، وكان عليهن الاهتمام بهم في طفولتهن فأدى شعورهن بالذنب والمسؤولية إلى سلوك الطريق الخاطئ. ولا تزال الفتاة البكر في بعض الأوساط الفقيرة تتعرض لـ«الاستعباد العائلي»: فهي خادمة إخوتها وأخواتها، وأحياناً تحل مكان والدتها. ولكن ما لا يعرفه الوالدان هو أنهما بهذه الطريقة يدمران العائلة ويدخلان مفاهيم خاطئة إلى تربية أولادهم، كما تشير الأستاذة في علم النفس التربوي والمعالِجة النفسية بيللا عون، مضيفة أنه بإمكان الأهل الطلب من البكر مشاركة أخيه الأصغر في ما يعرفه: «إذا أردت، يمكنك أن تشرح لأخيك كيف يقوم بذلك، فأنت تقوم به بشكل رائع!».
ولا تطلبوا أبداً من ولدكم البكر أن يكون القدوة والمثال لإخوته، ولكن تكلموا عنه متخذين إيّاه مثالاً كلما استحق ذلك، فكلما كافأتموه وأثنيتم عليه شعر بارتفاع قدره في أعين إخوته، والولد الذي يُعطى اعتباراً وتقديراً يعجز عن إعطاء المثال السيئ.
حلا ماضي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد