منتظر الزيدي يتعرّض للتعذيب
كشفت عائلة الصحافي العراقي منتظر الزيدي، أمس، عن الفظاعات التي ارتكبتها السلطات العراقية بالصحافي الذي رمى الحذاء على الرئيس الأميركي جورج بوش، موضحة أنه تعرض للضرب والتعذيب بالكهرباء، كما تم تشويه وجهه بسبب الحرق بأعقاب السجائر. وذكر محاموه انه تقدم بشكوى ضد معذبيه من افراد الاجهزة الامنية. وفيما كانت عائلة الزيدي تواصل تحدي الحظر الحكومي على التظاهر أمام المنطقة الخضراء في بغداد، أعلن رئيس الحكومة نوري المالكي انه سيلتزم بقرار القضاء في قضية الزيدي وان أفرج عنه، مشيرا إلى أن الصحافي قال له »في رسالة ان احد الأشخاص المتورطين بذبح عراقيين يقف وراء الموضوع«.
وقال عدي، الشقيق الأكبر لمنتظر، في مقابلة مع قناة »البغدادية«، إن »شقيقه ابلغه خلال لقائه معه اليوم (أمس) في مكان اعتقاله انه تعرض للضرب بالأحذية من قبل الحمايات الأمنية العراقية بعد الحادث (قذف بوش بالحذاء) حتى أغمي عليه«.
وأضاف عدي أن القضاء العراقي سمح له بمقابلة منتظر لأكثر من ساعة وربع الساعة، مؤكدا أن »منتظر تعرض للتعذيب بالكهرباء بعد تعريته، كما انه تعرض للتعذيب المستمر والمذل طوال فترة احتجازه وانه يعاني من رضوض وكدمات في مختلف أجزاء الوجه والجسم، وان أفراد الحمايات العراقية شوهوا وجه منتظر بسبب الضرب والحرق بأعقاب السجائر وان الاعترافات انتزعت منه بالقوة«.
ونقل عدي عن منتظر قوله انه »لو كان من دفعني لأفعل ما فعلت ذباحا أو سفاحا فإن اليتامى والأرامل والأطفال والعراقيين المظلومين سفاحون جميعا«. وأكد أن »منتظر ابلغه أن ما فعله قليل من أجل الأرامل واليتامى، وأن ما دفعه للقيام بما فعله هو الشعب العراقي المظلوم، وأنه لو عاد به الزمن لأعاد ما فعله مع بوش، وانه أكد بقوة انه لا يتبع أي جهة سياسية بعينها، وانه لم يقصد اهانة المالكي«.
إلى ذلك، أعلن ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين ورئيس فريق الدفاع عن منتظر »أن الصحافي تقدم بشكوى ضد الأشخاص الذين قاموا بضربه والاعتداء عليه، وهم من المنتسبين للدائرة الأمنية التابعة للمركز الإعلامي« التابع للحكومة العراقية. وأضاف »هناك آثار بادية على جسده، منها فقدان احد أسنانه في الفك العلوي ووجود نزف دموي في العين اليسرى وكثير من الكدمات، وهذه الأضرار الجسدية مثبتة بموجب تقرير طبي«. وأكد انه »بعد تسليمه (منتظر) إلى السلطات القضائية لم تجر ممارسة الضرب أو الاعتداء أو المعاملة غير الجيدة«.
وأعلن السعدي أن منتظر »أكد انه لن يقدم أي اعتذار للرئيس بوش حاليا وفي المستقبل، ووجه التحية إلى جميع الذين وقفوا إلى جانبه من منظمات حقوقية وإنسانية وإعلامية في العراق وفي العالم والتي تعبر عن مساندته في رفضه للاحتلال«. وأضاف »انه لا يستهدف بعمله هذا إلا بوش باعتباره هو الذي أقدم على احتلال العراق وما ترتب على هذا الاحتلال من آثار خطيرة من أبرزها حرمانه من حقه في الحياة بصورة آمنة«. وأشار إلى أن التحقيق قد انتهى وان موعد جلسة المحاكمة سيتحدد في الأيام القليلة المقبلة.
إلى ذلك، أعلن المالكي، خلال لقائه صحافيين عراقيين في بغداد، »انه مع فكرة أن يأخذ القانون مجراه الاعتيادي في قضية الصحافي منتظر الزيدي، حتى إذا أدى ذلك إلى الإفراج عنه«. وأكد أن »على الصحافي أن لا يتوقف عن التعبير عن آرائه بكل صراحة وحرية شرط أن لا يتنافى ذلك مع أخلاقيات المهنة«.
وأشار المالكي إلى أن »الحكومة العراقية تفخر بأن أي صحافي في البلد لم يتعرض للاعتقال بسبب عمله، كما تفخر بأجواء الحرية المتوفرة حاليا للإعلام قياسا بما كانت عليه الحال في عهد الدكتاتورية«. وتابع »بالنسبة للمتهم الزيدي فقد أعرب عن ندمه في الرسالة التي وصلتني منه، وكشف فيها أن شخصا قد حرضه على ارتكاب هذه الفعلة وهذا الشخص معروف لدينا بقطعه الرقاب«.
وكانت عائلة الزيدي تحدت، أمس الأول، حظرا حكوميا على التظاهر أمام المنطقة الخضراء إلى حين الإفراج عن الزيدي. وأوضح ضرغام الزيدي أن قوات الأمن دهمت العائلة فجر السبت و»رمت أغطيتنا، وقالت لنا إن علينا أن نرحل. لكننا لن نبارح أمكنتنا«. وأعلنت قيادة عمليات بغداد، في بيان، أنها حذرت المتظاهرين من مغبة الاعتصام من دون الحصول على ترخيص مسبق من وزارة الداخلية، مؤكدة ضرورة احترام قواعد النظام العام.
وفي مونتريال، تحدى العــشرات البرد أمس الأول، ورشقوا بالأحذية صورة لبوش أمام القنصلية الأميركية مطاــلبين بالإفراج عن الزيدي. وجرى تجـــمع مماثل في مديــنة تورونتو في مقاطعة اونــتاريو. كما خــرجت تظاهرات في أنقرة وبودابست وكراتشي.
في عمان، اعتصم أعضاء النقابات وزعماء المعارضة، أمس الأول، أمام مبنى مجمع النقابات المهنية تأييدا للزيدي. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها »أطلقوا سراح من ودع بوش بالصرماية«، و»نعم للإفراج الفوري عن منتظر«، و»هذا ما تستحقه الامبريالية«، و»الحرية للبطل منتظر«.
وقال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد، لشبكة »سي ان ان«، إن حادثة قذف بوش بالحذاء أظهرت مشاعر العداء تجاهه.
وأضاف »إنني لا أستطيع تخيل وقوع مثل هذه الحادثة في الوقت الذي كان يحكم فيه صدام حسين العراق«، معـتبرا أن هـذا يدل على أن العراق أصبح مختلفا عن ذي قبل.(»السفير«، ا ف ب، ا ب، رويترز، د ب ا)
إضافة تعليق جديد