السياح الأوروبيون يستعيدون حريتهم:عملية تحرير مصرية..أم ضربةحظ؟
لم يعرف بالضبط ما إذا كانت عملية تحرير »مصرية« أو »مصرية سودانية«، أم حتى دولية، أم أن فديةً دُفِعت للخاطفين، لكن السياح الـ١١ ومرافقيهم المصريين الثمانية، الذين اختطفهم مسلحون قبل عشرة أيام في مصر، بالقرب من مثلث الحدود مع السودان وليبيا، استعادوا أمس حريتهم.
وقال مسؤولون مصريون إن قوات خاصة مصرية حررت المختطفين الـ،١٩ وهم خمسة ألمان وخمسة إيطاليين ورومانية وثمانية مصريين، »في عملية داخل الأراضي التشادية بالقرب من الحدود السودانية«، أدت إلى »تصفية نصف الخاطفين«، بحسب ما أعلن وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي، في بلاغه للرئيس حسني مبارك.
لكن نجامينا نفت أن تكون تشاد مسرحاً لعملية التحرير المزعومة، حيث قال المتحدث باسم الحكومة محمد حسين »لقد فوجئنا بما شاهدناه عبر الإعلام. لم يحصل شيء في تشاد«، متسائلاً »ما إذا كنا هدفاً لنكتة سمجة«.
وروى مصدر أمني مصري أن قوات مصرية، عدادها نحو ١٥٠ عنصراً من الاستخبارات والشرطة والجيش، قامت بعملية تحرير الرهائن، بالتعاون مع عناصر من الجيش السوداني والاستخبارات، مشيراً إلى أن عناصر من الاستخبارات الألمانية والإيطالية والرومانية كانت في موقع العملية، شارحاً أن القوات المصرية نصبت كمائن عديدة للخاطفين، وهاجمتهم فجراً.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن الخاطفين سودانيون وتشاديون يصل عددهم إلى ،٤٠ وإن جثث القتلى والمعتقلين منهم، هم بحوزة السلطات السودانية.
وفي رواية مختلفة، قال المسؤول في وزارة الخارجية السودانية علي يوسف، إن »الخاطفين تركوا الرهائن لحال سبيلهم«، بعدما قتلت قوات بلاده ستة منهم، أمس الأول، واعتقلت اثنين، مضيفاً أن الرهائن عبروا الحدود من تلقاء أنفسهم إلى مصر، قبل أن تكون هناك عملية إنقاذ.
وأكد كلامه الرهينة المحرر المصري شريف عبد المنعم، مضيفاً أن الخاطفين، وهم بين ١٢ و١٧ عاماً ويتكلمون العربية بركاكة، عاملوهم جيداً، قبل أن يتركوهم فجراً، بعدما أبلغوهم أنهم سيُتركون لحال سبيلهم بمجرد أن تدفع حكوماتهم الفدية، لتأتي قوات أمــنية بعد لحظات لتنقذهم.
وكان الخاطفون قد طالبوا بفدية تبلغ نحو تسعة ملايين دولار، واشترطوا أن تتولى برلين حصراً عملية المفاوضات.
وأكد وزير السياحة المصري زهير جرانة أنه »تم تحرير الرهائن من دون دفع أي فدية«. وأيده في ذلك وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، مشيداً بـ»العملية المحترفة الممتازة« التي شارك فيها »أعضاء من الاستخبارات الايطالية، والقوات الخاصة للجيش الايطالي«، معرباً عن »امتنانه الكبير لأصدقائنا الألمان الذين عملوا معنا ومع مصر والسودان«. وبدورها، أكدت وزارة الخارجية الرومانية نبأ تحرير الرهائن.
ولكن في برلين حيث يبدو الخبر اليقين، أحجم وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير »عن الإفصاح عن أي معلومات حالياً. دعونا ننتظر عودة المختطفين (الألمان) سالمين«.
ولدى وصول الرهائن المحررين إلى مطار عسكري شرقي القاهرة، استقبلهم ضباط من القوات المسلحة المصرية ومسؤولون حكوميون ودبلوماسيون أجانب، وكان المحررون يحملون باقات الورود وبدوا بصحة جيدة، إلا أنهم أُخضعوا لفحوص طبية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد