روسيا تتهم واشنطن بإعادة تسليح جورجيا

اتهم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف واشنطن باعادة تسليح جورجيا تحت ستار المساعدات الانسانية،  فيما حذرت مصادر استخبارية “إسرائيلية” من خطورة صحة المعلومات التي نشرت حول احتلال روسيا لمطارين عسكريين في جورجيا والاستيلاء على طائرات “إسرائيلية” من دون طيار قيل ان “إسرائيل” احضرتها الى جورجيا لاستخدامها في حال قررت تنفيذ حملة عسكرية على إيران.

وقال الرئيس الروسي خلال اجتماع مع مسؤولين روس في الكرملين “ان اعادة تسليح النظام الجورجي متواصل بما في ذلك تحت غطاء المساعدة الانسانية. لقد ارسلوا اسطولا باكمله لتقديم المساعدة الانسانية”. وأضاف مدفيديف في اشارة الى الولايات المتحدة “اني اتساءل كيف سيكون رد فعلهم لو ارسلنا مساعدة انسانية باستخدام بحريتنا الى دول الكاريبي التي تضررت من الاعاصير الاخيرة”. وتابع “ان روسيا دولة يجب ان يحسب لها حساب بداية من الآن. لقد مررنا بلحظة حقيقة والعالم تغير بعد الثامن من اغسطس/آب من هذا العام”، ملمحا الى بداية النزاع بين موسكو وتبيليسي في اراضي اوسيتيا الجنوبية.

ومضى الرئيس الروسي يقول غداة وصول السفينة ماونت ويتني من الاسطول السادس الامريكي لايصال مساعدة الى مرفأ بوتي الجورجي على البحر الاسود، ان تقديم المساعدة الانسانية لجورجيا يشكل جانبا من “الضغط السياسي” للغرب.

 ومن ايطاليا، اتهم نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني روسيا بتأجيج النزاع الداخلي في جورجيا وبالقيام باعمال حربية ضد الديمقراطية فيها.

 من ناحية اخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة “سي ان ان” التلفزيونية الأمريكية إن روسيا لا تريد تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة عقب تهدئة النزاع المسلح في منطقة القوقاز وأكد أن موسكو على استعداد للتعاون مع واشنطن في حقول إستراتيجية مثل حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

في غضون ذلك، اعلنت الرئاسة الفرنسية ان باريس تأمل في الحصول من روسيا خلال زيارة نيكولا ساركوزي غدا الاثنين على موافقتها على سحب قواتها من جورجيا وعلى زمان ومكان بدء المناقشات حول الاستقرار والامن في اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

 وفي السياق، أعتبر أعضاء البرلمان الأوربي الذين يزورون اوسيتيا الجنوبية ان اعتداء جورجيا على اوسيتيا الجنوبية يعد جريمة ضد الإنسانية تتطلب التحقيق الدولي، وشدد عضو الوفد البرلماني الأوربي ونائب رئيس مجلس النواب في برلمان تشيكيا لوبومير زاوراليك على ضرورة التوصل إلى الحقيقة ومعرفة ما حدث بالضبط. وقال “لم افهم حتى الآن الهدف العسكري لهذه العملية. فهنا لا نرى إلا بيوت مدمرة تعود ملكيتها لناس عاديين وهذا يعتبر جريمة ضد الإنسانية”. ويواصل الوفد البرلماني الأوربي برفقة نظرائهم من البرلمان الروسي جولته ويتفحص مناطق عاصمة أوسيتيا الجنوبية التي تضررت خلال قصف القوات الجورجية لها.

الى ذلك، قالت مصادر استخبارية ان نقل الطائرات “الإسرائيلية” الى روسيا قد يتيح لسوريا وإيران الاطلاع على اسرار السلاح الجوي “الإسرائيلي” الذي يشكل الاساس في الضربة العسكرية ضد إيران. كما يوجد في هذه الطائرات اجهزة استخبارية حديثة تستخدمها “إسرائيل” في تجسسها على إيران وسوريا. ونقلت هذه المصادر ان الاستخبارات الامريكية ادعت نقل روسيا اسلحة “إسرائيلية” اضافية.

كريم المظفر

المصدر: الخليج