قلْ لي ما موسيقاك أقلْ لكَ من أنت
إذا كنت من هواة فرق الروك الشعبية (إيندي روك)، فلا شكّ في أن شعرك أشعث، غير مرتّب، أما لو كنت من محبي موسيقى الراب، فالأرجح أنك حليق الرأس، تفيض ثقة بالنفس.
هذه ليست أفكارا نمطية ضيقة الأفق، بل هي نتائج دراسات نفسية مكثفة اعتمدت على ٣٦ ألف متطوع من عشاق الموسيقى، بمختلف مدارسها، وهي، بحسب معديها، تحسم الجدل نهائياً في حقيقة أن أذواقنا الموسيقية تؤثر بالفعل على شخصياتنا. لكن أبرز ما في الدراسة يكمن في أن محبي الموسيقى الكلاسيكية الراقية يتشاركون الكثير من السمات في شخصياتهم، مع أولئك الذين يهوون الأنواع الصاخبة من الروك (»هافي ميتال«).
الدراسة، التي أعدها قسم علم النفس في جامعة »هاريوت وات« في إدنبرة، بريطانيا، استطلعت آراء الناس من مختلف أرجاء العالم، طالبة إليهم أن يصفوا شخصياتهم، ويحددوا أنواعهم المفضّلة من الموسيقى. وأظهرت النتائج ارتباطاً واضحاً بين سمات شخصيات الناس، وبين صنف الموسيقى الذي يفضلونه.
وبحسب الدراسة، تبيّن أن هواة موسيقى الروك الشعبية، مثلاً، يحملون درجات متدنية من تقدير الذات والمحفزات، وإن كانوا يصفون أنفسهم بأنهم »خلاقون«. أما عشاق الراب، فيميلون إلى الفخر بأنفسهم ومزاياهم، ويتمتعون بشخصية اجتماعية جداً. وأولئك الذين يحبون الموسيقى الراقصة هم منفتحون أيضاً، لكنهم في الوقت نفسه ليسوا ودودين، مع ميل إلى التركيز على أنفسهم.
يقول البروفيسور أدريان نورث، الذي قاد الدراسة، إن »الناس في معظم الأوقات يعرِّفون عن هوياتهم عبر أذواقهم الموسيقية، بارتدائهم ثياباً معينة، وارتياد حانات بعينها، واستخدام لكنات وأنماط من الكلام دون غيرها«.
وبرأي نورث، تفسّر نتائج هذه الدراسة السبب في تعلّق معظم الناس بالموسيقى، لدرجة أن بعضهم يبذلون جهداً للدفاع عن أذواقهم الموسيقية والترويج لها. وقد وجد نورث أن هواة الموسيقى الكلاسيكية والـ»هافي ميتال« يشتركون في طبع مهم: »الإحساس بالعظمة«.
»رغم الفارق بين أعمارهم (هواة الكلاسيكي والهافي ميتال)«، يقول ثورن، »إلا أنهم في الأساس يشكلّون الصنف نفسه من الناس«. يضيف »سيقول لك الكثيرون من هواة الهافي ميتال إنهم يحبون أيضاً فاغنر، لأنه كبير وصاخب وجريء. كما أن الصنفين من هؤلاء الهواة يملكون حساّ مسرحياً، وأعتقد أن هذا ما يسعون إليه حين يستمعون إلى الموسيقى المسرحية أو الهافي ميتال«.
هذه الخلاصة تنسجم ورأي جون غريغسون (٢٣ عاماً)، وهو موسيقي تدرّب على القطع الكلاسيكية، لكنه شغوف بالهافي ميتال: »كعازف، أجد أنه بين جميع أنواع الموسيقى، هما الهافي ميتال والكلاسيكي اللذان يتطلبان على الأكثر انضباطاً في الأداء، لأنهما نوعان صعبان تقنياً، ويتطلبان العزف بسرعة تكاد تفوق القدرة البشرية«.
مـن أنـت؟
والآن، اختبرْ نفسك واعرف من أنت.. من ذوقك الموسيقي:
الروك الشعبي: هواة هذه الموسيقى يقللون من تقدير أنفسهم، ميالون إلى الكسل، وليسوا فعلاً من النوع الكريم أو اللطيف، لكنهم خلاقون.
روك إن رول: ثقة مرتفعة بالذات، خلاقون جداً، مجتهدون، متصالحون مع أنفسهم، ولكنهم ليسوا، أيضاً، من النوع الكريم أو اللطيف.
البلوز: ثقة مرتفعة بالذات، اجتماعيون ومتصالحون مع أنفسهم.
الكلاسيكي: ثقة مرتفعة بالذات، خلاقون، متصالحون مع أنفسهم ولكنهم ليسوا اجتماعيين.
هافي ميتال: خلاقون للغاية، متصالحون مع أنفسهم، ليسوا اجتماعيين للغاية، ويميلون إلى الكسل.
ريغا: ثقة مرتفعة بالذات، خلاقون، متصالحون مع أنفسهم، اجتماعيون، لطفاء وكرماء، ولكنهم ميالون إلى الكسل.
الكاونتري والوسترن: مجتهدون جداً واجتماعيون.
الموسيقى الراقصة: خلاقون واجتماعيون ولكنهم ليسوا لطفاء أو كرماء.
الراب: ثقة مرتفعة بالذات، واجتماعيون.
المصدر: السفير نقلاً عن (إندبندنت)
إضافة تعليق جديد