عربة مواد طبية من دمشق لمعمل إسمنت في قطار فارغ للشحن بطرطوس

الحكاية التي سأرويها لاحقاً قد يكون الإهمال بطلها المطلق ونرجو ذلك... كي لا ندخل في فرضيات أخرى على الأقل حالياً.
فأثناء الكشف على عربات القطار القادم لشحن الاسمنت من معمل اسمنت طرطوس تبين أن إحدى عرباته ليست فارغة وإنما مملوءة بالأدوات الطبية.
أما من اكتشفها فهم قسم التسويق في فرع طرطوس للسكك الحديدية وتم ترصيصها لاحقاً من قبل اللجنة التي كشفت عليها.
أما كيف وصلت هذه العربة «الطبية» إلى معمل الاسمنت في طرطوس بعد أن تمت معاينتها في فرع دمشق وحمص وحتى في طرطوس.... من دون أن يكتشف أحد ممن كشف عليها أنها ليست فارغة فهذا سؤال يفترض بالجميع البحث عن إجابة له؟!!
معلومات فرع طرطوس تؤكد أن الشاحنة رقم «1500117» وردت إلى فرع طرطوس بالقطار رقم 2013 من محطة حمص باعتبارها عربة فارغة... وعند الفحص تبين أنها محملة بالمواد الطبية حيث شكلت لجنة تحقيق من فرع طرطوس وقامت بالكشف عليها حيث كانت متوقفة في محطة «الرويسة» بالقرب من معمل اسمنت طرطوس فأحال مدير الفرع «السابق» الموضوع إلى الرقابة الداخلية للتحقيق فيه أصولاً مع العلم أن محطة قطارات الشحن بدمشق راسلت فرع طرطوس بالبرقية رقم 21/102 تاريخ 3/6/2008 بينت فيها أن الشاحنة رحّلت من دمشق بالقطار 2107 باعتبارها فارغة بتاريخ 31/5/2008 إلى حمص... كما تؤكد البرقية أنها محمّلة وتطلب إعادتها إلى دمشق لكي تسلّم أصولاً لأصحابها... وبالفعل أعيدت الشاحنة إلى دمشق لتسليمها.
ومن الطريف أيضاً أنه تم اكتشاف العربة أنها مملوءة أثناء وزنها لكي يتم تحميلها... ولدى الكشف عليها تبين أنها غير مرصّصة لذلك لا أحد يعرف أن موجوداتها من الأدوات الطبية كاملة أم لا... ومعرفة ذلك قد تطرح أسئلة إضافية أخرى... وهي من قام بفتحها؟!
وهل فتحت بحضور «صاحبها» ولماذا لم تفرغ؟!
كذلك هناك تساؤل مريب وهو... ما السر وراء اكتشاف فرع دمشق غياب العربة في اليوم نفسه الذي وجدت فيه في طرطوس.
أخيراً.. في حين كنت أجمع المعلومات عن هذه القضية أعفي مدير فرع طرطوس «المهندس حسن عبد الرحمن» صباح أمس ولم أتمكن من معرفة ما إذا كان هذا الإعفاء على خلفية هذه الحادثة... وإذا كان الأمر كذلك كان يجب إعفاء مديري فرعي دمشق وحمص وأقله فرع دمشق الفرع الذي خرجت منه العربة لأن الإهمال يطول الجميع وأقلّهم فرع طرطوس... ولكنه الإهمال في قطاع يستلزم الدقة أكثر من أي شيء آخر.

المصدر: الوطن السورية