الجيش العراقي يعتقل 400 من أتباع الصدر
حذر أنصار الزعيم الشاب مقتدى الصدر الحكومة العراقية، أمس، من أنها تعرض هدنة هشة للخطر متهمين قوات الأمن بمهاجمة المصلين من أتباع الصدر في بغداد والبصرة واعتقال أكثر من 400 منهم، وهدد التيار ب “موقف حازم” إذا تم منع أنصاره من صلاة الجمعة، وقتل 7 عراقيين على الأقل وأصيب 8 آخرون في هجمات متفرقة بالعراق.
وكانت محافظة البصرة وبغداد ومناطق أخرى قد شهدت أول أمس الجمعة اعتقالات وتوتر بين قوات الجيش العراقي وأتباع التيار الصدري.
وفي أول رد فعل للتيار على الاعتقالات، قال الناطق باسم التيار الصدري في النجف، صلاح العبيدي، إن قوات الأمن منعت إقامة أكثر من 5 صلوات جمعة في بغداد والبصرة، واعتبر ذلك استهدافاً منظماً لصلوات الجمعة التابعة للتيار بقوة السلاح واعتقال السلاح واعتقال المصلين. وأكد العبيدي أن التيار يشجب مثل هذه المحاربة لصلوات الجمعة بهذه الطريقة المنظمة. واعتبر الهدف من العملية التي تدعمها أحزاب سياسية إقصاء التيار الصدري وأنصاره عن انتخابات مجالس المحافظات المقبلة.
وكان مسؤول مكتب الصدر في الكرخ، الشيخ مازن الساعدي، قد أكد أن قوات الجيش العراقي اعتقلت أثناء خطبة الجمعة جميع مصلي صلاة الجمعة الذين يقارب عددهم 400 مصل وإمامها الشيخ حيدر الأنصاري و”أبي وعمي اللذين يناهز عمرهما السبعين عاما بصورة عشوائية”. وشدد الساعدي على أن ما قامت به القوات العراقية ظهر الجمعة “سابقة خطيرة” لم تحدث حتى في زمن النظام السابق. وأكد أن القوات الأمريكية التي رافقت القوات العراقية يوم الجمعة منعت أمس السبت أهالي المعتقلين من القيام بتظاهرة احتجاجا على اعتقال آبائهم وأبنائهم منبها إلى انه في حال لم تطلق القوات العراقية سراح المعتقلين فان ذلك سيكون له تأثير سلبي وكبير في الاتفاقية التي تم توقيعها بين التيار الصدري والائتلاف الموحد الحاكم لحل الأزمة بين التيار والحكومة، والتي وصفها التيار ب”الهشة”. وأضاف “اتصلنا بالمكتب الرئيسي للتيار في النجف واطلعنا الشيخ صلاح العبيدي على ما جرى”، مشيرا إلى أن أعضاء التيار الصدري بدأوا تحركا سياسيا لإطلاق سراحهم.
وهدد النائب عن التيار الصدري، عقيل عبد الحسين، بان التيار سيكون له “موقف حازم” إذا تكررت عملية منع إقامة صلاة الجمعة في الأسبوع المقبل في الحسينيات التابعة للتيار، و”سنستخدم كافة الطرق الدستورية والقانونية والشرعية بوجه كل من يحاول منع الصلاة”، فيما نظم عشرات المتظاهرين معظمهم من النساء والأطفال من أهالي حي العامل تظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم.
وفي إطار احتواء الوضع، أكد اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع ل”الخليج” أن وفدا من التيار الصدري يضم النائب صالح العكيلي وبعض مسؤولي مكاتب الصدر التقى أمس وزير الدفاع عبد القادر العبيدي، لبحث موضوع التوتر والاعتقالات التي قامت بها قوات الجيش العراقي ضد أكثر من 400 من أتباع التيار خلال صلاة الجمعة.
وأوضح العسكري أن اللقاء كان ايجابيا وتم بحث موضوع التوتر والاعتقالات التي قامت بها قوات الجيش العراقي ضد أتباع التيار الصدري، مضيفا انه تم الاتفاق على احترام فرض القانون الذي تقوم به القوات الأمنية وأيضا احترام إقامة صلاة الجمعة وعدم استخدام المنابر الدينية للتصعيد السياسي والإعلامي، مشيرا إلى انه من حق القوات الأمنية اعتقال أي مطلوب، مؤكدا “أن جميع الاعتقالات جرت بمذكرات قضائية”.
وعلى الصعيد الأمني، قال ناطق باسم الجيش الأمريكي إن القوات العراقية نفذت عملية أمنية ظهر الجمعة واستولت على أسلحة كانت مخبأة في أحد جوامع مدينة الأعظمية، من دون الحصول على توضيح أو تفاصيل حول ما جرى من اعتقالات في حي العامل من قبل الجيش العراقي.
وفي محافظة نينوى، فتح أفراد دورية أمريكية النار على مدنيين فقتلوا شخصين وأصابوا طفلا، وأشارت المصادر إلى أن القوات الأمريكية أطلقت النار بعد انفجار عبوة ناسفة في منطقة النبي يونس في مدينة الموصل شمال العراق. ولم ترد تفاصيل أخرى كما لم تعلق السفارة الأمريكية في بغداد على الهجوم عند محاولة الاتصال بها.
وسيم كريم
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد