تقرير يدين البيت الأبيض بشأن عمليات التعذيب
حملت خلاصة تقرير مفصل أتمه المفتش العام لوزارة العدل الأمريكية إدانة لسدة الحكم في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، وكذلك وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات (C.I.A) بشأن ممارسات الاستجواب الخشنة (وهو اللفظ الجديد الذي استبدل به وصف التعذيب) وذلك في كل من جوانتانامو وافغانستان والعراق، وكان التقرير الذي يتكون من 4 آلاف صفحة وبنسختين إحداهما تم شطب بعض الأسماء فيها باللون الأسود وهي النسخة المعلنة، قد فضح بالتفصيل الخروقات التي تمت في استجواب المعتقلين، مما حدا بالسيناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ للسخرية من هؤلاء الذين دأبوا على القول إن ممارسات وخروقات التعذيب كانت تتم من قبل بعض “التفاح الفاسد” وهو الوصف الذي دأب الرئيس بوش وادارته على استخدامه دفاعاً عقب كل عملية فضح لوقائع تعذيب، وأضاف ليفين ان تقرير وزارة العدل الجديد والمفصل يوثق استخدام المحققين الأمريكيين لوسائل الاستجواب الخشنة “التعذيب”.
وبينما يتوقع أن يشهر الكونجرس الأمريكي مجدداً بعد هذا التقرير “الوثيقة” جلسات استماع ستضيف المزيد من الحرج للرئيس بوش وإدارته قبل مغادرته، وربما ستؤثر تاريخياً في إرثه الذي يتوق لتسجيله، اعرب رئيس لجنة العدالة في مجلس النواب النائب جون كونيورز عن قلقه من الأمر، وانتقد ال “FBI” لعدم اتخاذها اجراءات أكثر قوة في حينها لدى اكتشاف عمليات التعذيب، وبعد معرفتهم بالخروقات التي ارتكبت.
وكان التقرير قد تضمن أيضاً مشاهدات وتوثيق وقراءة لما يزيد على نصف مليون وثيقة، ولقاءات وتحقيقات، ومن ضمن ما ذكره التقرير قيام جون اشكروفت وزير العدل الأمريكي الأسبق بالتحدث مباشرة مع كوندوليزا رايس مستشارة مجلس الأمن القومي آنذاك حول ممارسات رجال “البنتاجون” و”سي.آي.أيه” في الاستجواب والتي شهدها رجال ال “إف.بي.اي” وان حوالي نصف عدد موظفي ال “اف.بي.اي” الذين عملوا في جوانتانامو وعددهم 450 قالوا إنهم شاهدوا او سمعوا عن ممارسات تعذيب ضد المعتقلين وقد امتنع شون ماكورماك المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن التعليق على الأمر “أي أمر علم كوندوليزا رايس بما يحدث” واكتفى بالقول إن التقرير غير واضح وضبابي فيما يتعلق بكوندوليزا رايس.
وقال التقرير ايضاً لم يسلم دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاسبق، والمعروف بإصداره موافقة على استخدام وسائل استجواب قاسية “تعذيب” بمذكرة له استخدمت في الشهر الأول من غزو افغانستان، ثم عاد وخفض من بعض الوسائل بعد شهر من اصدار المذكرة الأولى، وقد قال المتحدث باسم وزارة الدفاع برايان وتيمان إنه لا يوجد جديد في التقرير، واضاف مدافعاً إن هناك طرقاً أحدث وأكثر تطوراً الآن تستخدم في إدارة المعتقلات وكذلك في الوسائل المسموح باستخدامها في الاستجواب.
على أية حال، فإن هذا التقرير الطويل يعد وثيقة تاريخية في موضوع أساسي وجدلي حول استخدام الولايات المتحدة لوسائل التعذيب في استجواب معتقليها في العراق وجوانتانامو وأبوغريب، وان كان قد سجل اعتراضات رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي “اف.بي.اي” على ممارسات شاهدوها خلال عملهم في هذه الأماكن بمشاركة زملاء من جهات أخرى أي من القوات المسلحة ومن وكالة الاستخبارات “سي.اي.ايه” كما سجل قيام رئيس ال”اف.بي.اي” روبرت موللر باصدار أوامره لرجاله بوضوح بالانسحاب من المكان والتوقف عن التعاون وعدم المشاركة فور اكتشافهم أو مشاهداتهم لعمليات تعذيب. إلا أنه مما يحسب ضد ال”اف.بي.اي” انتظارهم أو تلكؤهم حتى أصبحت ممارسات التعذيب معلنة.
حنان البدري
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد