فوز المرشح الرئاسي التايواني المعارض لأمريكا
حقق مرشح الحزب الوطني (كومنتانغ) في تايوان المؤيد للتقارب مع الصين فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة.
ودعا الرئيس المنتخب ما ينغ جيو (57 عاما) -الذي يتسلم مهام منصبه في مايو/ أيار القادم- في أول تصريح له عقب إعلان النتائج الصين إلى تفكيك صواريخها الموجهة نحو الجزيرة، مؤكد أن هذا التصرف يرهن توقيع أي اتفاق سلام مع بكين.
لكنه شدد على رغبته في تطبيع العلاقات التجارية وتعزيز الروابط الاقتصادية مع الصين مثلما فعلت تايوان مع دول أخرى، وأضاف قائلا "سأباشر الحوار مع الصين حول مواضيع عديدة لكنني سأضمن هوية تايوان وأمنها"، متجنبا بحذر التطرق إلى مسألة إعادة التوحيد الشائكة.
واعتبر ما ينغ جيو في كلمة أمام مقره الانتخابي أن فوزه اليوم هو انتصار لشعب تايوان "الذي يريد الإصلاح والتغيير"، متعهدا بترجمة رغبات الشعب إلى سياسات ملموسة وتحسين مستوى حياته.
أما في مقر الحملة الانتخابية للحزب التقدمي الديمقراطي (الحاكم) الذي أقر بهزيمته الكبرى في الانتخابات، فقد انحنى زعيم الحزب ومرشحه للرئاسة فرانك هسيه مكتئبا أمام أنصاره ومعتذرا لتخييب آمالهم، مؤكدا تحمله مسؤوليات الهزيمة.
وكان هسيه -الذي يؤيد الاستقلال عن الصين- اتهم ما ينغ جيو بخدمة مصالح بكين وبالمساومة على السيادة الوطنية.
وسجل ما ينغ جيو تقدما واضحا في موضوع الاقتصاد الذي يتصدر مخاوف 23 مليون تايواني، بعدما وعد بمكافحة البطالة وتحقيق إصلاحات اقتصادية دعما للاقتصاد التايواني الذي يصنف في المرتبة الـ17 في العالم.
وأعلنت اللجنة الانتخابية فوز ما ينغ بنسبة 58% متقدما على منافسه هسيه بـ17 نقطة بعد فرز أكثر من 90% من أصوات الناخبين الذين بلغت نسبة مشاركتهم نحو 80% من أصل 17.3 مليون ناخب.
ويمثل انتخاب ما ينغ انتهاء قبضة الحزب التقدمي الديمقراطي على السلطة في تايوان بعدما هزم الحزب الوطني الحزب المؤيد للاستقلال في الانتخابات البرلمانية التي جرت مطلع العام الحالي.
كما أعلنت اللجنة الانتخابية فشل استفتاءين أجريا بموازاة الانتخابات الرئاسية حول احتمال انضمام تايوان إلى الأمم المتحدة وذلك نتيجة عدم حصول الحد الأدنى من المشاركة وهو 50%.
وسئل الناخبون في الاستفتاء الأول الذي جرى بمبادرة من الحزب الحاكم ما إذا كانوا يؤيدون احتمال انضمام الجزيرة إلى الأمم المتحدة تحت اسم تايوان.
أما في الاستفتاء الثاني الذي اقترحه الحزب الوطني الفائز في الانتخابات الرئاسية، فسئل المشاركون ما إذا كان ينبغي على البلاد الانضمام إلى الأمم المتحدة وتحت أي اسم.
وأثار الاستفتاءان غضب بكين، فيما أعربت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا عن عدم موافقتهم على هذا الاستفتاء.
وكانت الصين تخشى من تحول الاستفتاء إلى استفتاء على استقلال الجزيرة التي تعتبرها جزءا من أراضيها منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949 وتلوح أحيانا باستخدام القوة لإخضاعها لسيطرتها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد