عراقيو سورية في الذكرى الخامسة لمأساتهم

21-03-2008

عراقيو سورية في الذكرى الخامسة لمأساتهم

يتذكر اللاجئون العراقيون في سوريا بدء الغزو الأميركي لبلادهم بألم وحزن على ما آل إليه الوضع في العراق. مئات الآلاف من هؤلاء انشغلوا في السنوات الخمس الماضية بصعوبات الحياة الجديدة بكل تفاصيلها من البحث عن مسكن وفرصة عمل ومدارس لأبنائهم في بلد اللجوء. وحلم العودة إلى عراق آمن معافى بدا للجميع أصعب مما كانوا يتخيلون في ظل ويلات الحرب والانفلات الأمني.

ترى لاجئة عراقية تدعى منال تبلغ أربعين عاما أن مسلسل الدمار الذي لحق بالعراق مستمر حتى اللحظة. وتضيف الموظفة السابقة في سلك التعليم "لم يعد بدء الحرب مهما بعد احتلال بغداد وتدمير مؤسسات البلد وانتشار فرق الموت ووجود أكثر من مليون ضحية خلال السنوات الخمس الماضية.

وتضيف منال -التي هربت مع زوجها وطفليها من إحدى ضواحي بغداد عام 2005- أن الدمار الذي نشروه في العراق جعل الناس تجهد للحفاظ على حياتها ولم تعد القضايا الكبرى مهمة أو تعني من يبحث عن لقمة عيش ومأوى يلوذ به.

ولا توجد أرقام حديثة عن أعداد اللاجئين العراقيين عدا تلك المنشورة سابقا والتي تحدثت عن نحو 1.5 مليون عاد بعضهم في إطار هجرة عكسية لم تستمر طويلا.

حي يقطنه عراقيون في ضواحي دمشقويؤكد الدكتور علي أن العراقيين مشغولون بالفعل بتأمين قوتهم اليومي وخاصة تأمين مصدر دخل يعيشون منه بعد أن انفق الجزء الأعظم منهم مدخراتهم وأثمان منازلهم التي باعوها في العراق.
ويضيف الأستاذ السابق في جامعة بغداد "فشلت بالحصول على عمل وقدمت أكثر من طلب للهجرة إلى دول أوروبية ولم أفلح حتى اللحظة". ويتابع "لقد تأمروا على العراق وذبحوه من الوريد إلى الوريد ونحن ندفع اليوم ثمن تلك الجريمة".

ويخلص إلى أن حاله أفضل من حال كثيرين دفعوا حياتهم ضمن المجازر المنظمة ضد الطبقة المؤهلة أكاديميا في العراق. ويضيف أن الحال العراقية مثقلة بالهموم لدرجة تجعلهم لا يصدقون أن عمر مأساتهم بلغ خمس سنوات.

ويرى الأكاديمي الدكتور أحمد الدليمي أن السنوات الخمس الماضية كانت كافية لتدمير الدولة والمجتمع العراقيين. ويرسم الدليمي صورة بائسة للوضع في بلده، مشيرا الى أن الولايات المتحدة فشلت عسكريا وتتكبد خسائر فادحة لكنه يضيف أن الأهداف تحققت ولا يمكن إنكار ذلك.

ويتابع الدليمي أن أخطر ما نجح به الاحتلال تفريغ العراق من أبنائه وكوادره وقتل من أصر على البقاء. ويضيف أنهم يستنسخون التجربة الإسرائيلية في الضفة الغربية عبر بناء جدران الفصل في بغداد واليوم تخطط حكومة المالكي لجدار فصل مع سوريا بقيمة ملياري دولار.

ويؤكد الدليمي أنه لا ضوء في نهاية النفق الطويل متوقعا نشوب مزيد من الخلافات بين القوى السياسية الموجودة حاليا في السلطة وخاصة بين الأكراد.

ولا تختلف الحال كثيرا لدى الشباب العراقي الذي بات حلمه الحصول على فيزا أو بطاقة لجوء في عواصم العالم الغربي. وتقول سمر التي تبلغ من العمر 27 عاما إنها تنتظر عقد عمل عبر أخيها في دبي.

وتضيف الشابة التي تحمل بكالوريوس في اللغة الإنجليزية أن العراق الذي كنا نعرفه ونعيش فيه قبل الاحتلال الأميركي بات حلما. وتضيف لقد بعنا كل ما نملك وخسرنا الملايين في عمليات النهب والتعرض لأشقائي ولا يوجد ما نبكي عليه في هذه الأوضاع.

ويواجه العراقيون مصاعب جمة في تأمين فرص العمل في سوريا بسبب وجود أعداد كبيرة من السوريين العاطلين عن العمل.

محمد الخضر

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...