لاجئون عراقيون: العودة انتحار

18-03-2008

لاجئون عراقيون: العودة انتحار

خمسة أعوام انقضت على غزو العراق، وما تزال العودة إلى الوطن المنكوب بمثابة «انتحار» لمئات الآلاف الذين أرغموا على الفرار من مشروع «الديموقراطية» الأميركي، إلى بلد يحفظ لهم أرواحهم ولو بأدنى ظروف الحياة.
«أفضِّل أن أعاني الأمرين هنا على العودة إلى حيث الموت المحقق»، يقول ماجد حسن (46 عاماً) المقيم في عمان منذ خمس سنوات. التشاؤم يلازم أيضاً حسن، بائع الرصيف للمعدات الكهربائية، الذي يجزم أن «العودة تعني الانتحار». ويفضّل إبراهيم (37 عاماً)، إبن الموصل الذي يعمل في مطعم عراقي في عمان، «أمان واستقرار» الأردن أو سوريا «رغم وضعنا المادي المزري، على العودة الى الموت في العراق».
»كيف يقولون إن الوضع الامني تحسن؟»، يتساءل ابراهيم، «فهل مر يوم واحد منذ العام 2003 من دون أن نسمع بوقوع قتلى أو انفجار سيارات أو عبوات ناسفة؟».
الكلام عن «تحسن» في العراق يصفه ماجد بـ«الهراء»، والتــاجر البغـدادي أبو فرح (45 عاماً) بـ«الكلام الفارغ». ويشــير ماجد إلى أنه «حتى المسؤولين العراقيين الحــاليين، مع كل حماياتهم، لا يشــعرون بالأمان بحيث تنحــصر أنشطتهم في المنــطقة الخضراء». يضــيف أبو فرح «لا يجــدر بأحد ان يعود الى هناك الا اذا رغب شخصياً بالمجازفة بحياته».
رغم أن الاردن أعفى، مؤخراً، اللاجئين العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلدهم من الرسوم المتوجبة على إقامتهم، إلا أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في عمان أكدت «عدم وجود مؤشرات على ازدياد أعداد العراقيين المغادرين المملكة إلى العراق»، والذين يتجاوز عددهم (الرسمي) في المملكة 750 ألف لاجئ.
ويقول ماجد إنه لن يعود إلى العراق «إلا إذا خرجت الولايات المتحدة وأجريت انتخابات حرة ونزيهة لاختيار أبناء البلد، لا أولئك الذين قدموا إلينا على ظهر الدبابات الاميركية واستولوا على خيرات بلدنا».
إبراهيم أيضاً لن يعود سوى «عندما تكون هناك حكومة غير طائفية وعندما تختفي الميليشيات». أما أبو فرح، فينتظر «زوال الاسباب التي أجبرته على الخروج».
من جهته، يتحسر حسن «رغم أنني لست من أنصار النظام السابق» على زمن الرئيس الراحل صدام حسين، قائلاً «كنا نشعر بالأمن والاستقرار... كانت هناك دولة نظام وأمن وقانون لم يتجرأ أحد فيها على الاعتداء على الآخرين».

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...