مقتدى الصدر يستقيل من العمل العام ويتفرغ للعبادة
قال الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، إن سبب غيابه مؤخراً عن العمل العام يعود "بشكل جزئي" إلى ابتعاد بعض أتباعه عنه وخروجهم عن طاعته، وإلى فشله في تحرير العراق "وجعله مجتمعاً إسلامياً مؤمناً مخلصا."
وذكر الصدر، في بيان صدر خلال صلاة الجمعة وبث على موقعه الإلكتروني الرسمي أنه يتفرغ حالياً "لعبادة الله وطاعته وتدارك ما فات من طاعات،" وقال إنه أعطى المجتمع قسطاً وافراً من حياته حتى "ضعف بدنه وكثر مرضه وزاد همه" مشيراً إلى رغبته بالانصراف إلى الدراسة والمطالعة وقراءة الكتب "إن استطاع إلى ذلك سبيلا."
وانتقد الصدر، الذي جدد قبل فترة الهدنة مع القوات الأمريكية. بشدة خروج بعض مؤيديه عن طاعته وتفرقهم عنه "لأسباب دنيوية ونزعة استقلالية تسلطية،" وطلب من المقربين إليه "ترك الدنيا وسياساتها وتحويل المجتمع إلى ناحية التثقيف والتعليم"، وحثهم على الطاعة والانصياع لكل من يمثله بورقة مختومة منه أو من مكتبه.
مواقف الزعيم الشيعي جاءت على رد على سؤال وصله من "مجموعة من محبي آل الصدر" حول انقطاعه عن "الرعية" والأثر "المحبط" لذلك عليها، فرد الصدر بالقول إن شوقه "للرعية" يفوق بكثير شوقها إليها.
وبعد أن أشاد الصدر بالقسم الأكبر من أتباعه الذين قال إنه لم يخذلوه "لا في حرب ولا في سلم،" لفت إلى أن على كل مسؤول يحتاج في طريقه إلى "التكامل" أن ينعزل لفترة "لعبادة الله وطاعته وإدراك ما فاته من طاعات وما فعله من ذنوب."
وذكر الزعيم الشيعي الذي يقود تياراً عريضاً يمتلك كتلة نيابية كبيرة أن والده أوصاه "بالدرس،" فقرر القيام بذلك من خلال "المطالعة وقراءة الكتب" بعدما أعطى للمجتمع قسماً كبيراً من حياته.
غير أنه سرعان ما عاد ففتح نافذة على الوضع السياسي في البلاد بالإشارة إلى فشله في إنجاز الهدف الثاني الذي كان ينوي تحقيقه وهو: "تحرير العراق وجعله مجتمعاً إسلامياً مؤمناً مخلصاً،" مضيفاً: "إذن بقاء المحتل، أو قل عدم تحرير العراق من جهة، وعدم انصياع الكثير وانحرافهم عن جادة الصواب دفعني للانعزال عنهم احتجاجاً واعتراضاً وإفراغاً لذمتي أمام الله."
واتهم الذين خرجوا عن طاعته بأنهم فعلوا ذلك: "لأسباب دنيوية ونزعة استقلالية تسلطية،" وحث أنصاره على الانصراف للعلم والثقافة، مع الانصياع لأوامره التي يحملها من يمثله بورقة ممهوره بختمه أو ختم مكتبه.
أما شروط عودته فحددها بـ"وجود المصلحة" و"زوال الأسباب (للعزلة) شيئاً فشيئاً."
وكان الصدر زعيم التيار الصدري وجناحه العسكري، جيش المهدي، قد أعلن في 22 فبراير/شباط الماضي من خلال مكتبه أنه قرر تمديد الهدنة التي أعلنها الصيف الماضي لستة أشهر إضافية، الأمر الذي كان موضع ترحيب الولايات المتحدة التي تعتبر تلك الهدنة مسؤولة بشكل كبير عن تراجع العنف بالعراق.
وقال مصدر من مكتب الصدر أن مكتب القيادي الشيعي في النجف أرسل رسالة مختومة إلى جميع المكتب التابعة له، والموزعة في أنحاء العراق أعلمهم فيها بقرار تمديد الهدنة، دون أن يوضح ما إذا كان مقتدى الصدر قد كتب الرسالة بنفسه أم أن مكتب النجف فعل ذلك.
وقد لاقت الخطوة استحسان القوات الأمريكي في العراق، خاصة وأنها تعتبر أن تجميد عمليات جيش المهدي خلال الفترة الماضية كان له أبعد الأثر في تهدئة العنف في البلاد خلال الفترة الماضية والتركيز على التصدي لتنظيم القاعدة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد