بمساعدة عباس: رايس تغمس يدها في الدم الفلسطيني

05-03-2008

بمساعدة عباس: رايس تغمس يدها في الدم الفلسطيني

عباس ورايس خلال لقائهما في رام الله أمسأكرم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وفادة وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، حيث تزامن لقاؤهما في القدس المحتلة، امس، مع توغل جديد لقوات الاحتلال شمالي القطاع، ادى الى استشهاد رضيعة لم يتجاوز عمرها الـ20 يوماً، وإصابة ,11 بعد ساعات على سقوط ثلاثة شهداء آخرين في غزة، فيما كان لسان حال رايس والرئيس الفلسطيني محمود عباس واحداً في مواجهة حركة حماس: فهي أعلنت «لن ندعها تنتصر»، فيما تعهد هو بأنه «لن يسمح» للمتطرفين «بجرنا إلى دوامة عنف لن نخرج منها».
ورداً على سؤال من أحد أعضاء الوفد الصحافي المرافق لها على الطائرة، حول «حقوق الأطفال والنساء في غزة ـ ثمة انتقادات لإسرائيل، والوضع يشبه كثيراً ذاك في لبنان خلال (حرب تموز) العام ,2006 ومرة أخرى الولايات المتحدة لا تدعو الى وقف للنار»، رفضت رايس المقارنة بين العدوان على غزة والحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، موضحة «دعونا نتذكر كيف بدأت حرالرضيعة أميرة أبو عصر (20 يوماً) التي قتلها الاحتلال في غزة أمسب لبنان، لقد بدأت بالتوغل الذي قام به حزب الله عبر الحدود والخط الأزرق، وبالتالي لا يمكننا رسم خطوط متوازية بين حالتين مختلفتين بشكل كبير».
لكن تصريحات رايس خلال جولتها اظهرت التطابق بين موقفها خلال العدوان على لبنان والعدوان الحالي على غزة، سواء بتأييدها «حق» اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وضرورة وقف الصواريخ الفلسطينية، وتجاهلها حمام الدم الفلسطيني، وتهديدها بضرورة أن «تحاسب» حركة حماس على افعالها واتهامها بالتسلح من ايران، ومنعها من تحقيق الانتصار، ما يشكل اذنا اميركيا صريحا لاسرائيل بمواصلة مجازرها.
وتصدت المقاومة لوحدة إسرائيلية مدعومة بمروحيات و25 آلية ودبابة، توغلت شرقي خان يونس جنوبي القطاع، وحاصرت منزل القيادي في «سرايا القدس» الجناح العسكري للجهاد الاسلامي يوسف السميري في بلدة القرارة، قبل ان «تعدمه بدم بارد» بحسب «سرايا القدس» وتقتل ابنة شقيقته الرضيعة اميرة خالد ابو عصر (20 يوما) فيما اصيب 11 شخصا، وانسحبت بعدها القوات الغازية.
وكان الفلسطينيان محمد عبد الرحمن مهنا وأسعد توفيق القهوجي قد استشهدا، في غارتين جويتين إسرائيليتين على شرقي غزة وشمالي القطاع، فيما توفى الجريح الفلسطيني وليد توفيق سلام في المستشفى في مصر، متأثرا باصابته خلال «المحرقة» الإسرائيلية في غزة. وبذلك يرتفع الى 133 عدد الشهداء منذ الاربعاء الماضي.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان «العمليات ستتواصل ولن نقف عند هذا الحد»، مضيفاً «ارد على منتقدينا، ومن بينهم اصدقاء لنا، ان من يطلق الصواريخ هو الذي يتحمل المسؤولية». وشدد على ان «الحكومة الاسرائيلية ستقوم بواجبها السامي بإعادة الهدوء والامن لسكان عسقلان والبلدات المجاورة لغزة، حتى لو استدعى ذلك تصعيد عملياتنا العسكرية ضد حماس».
وكان باراك يتحدث في شلومي، قرب الحدود مع لبنان، حيث تفقد ملاجئ تم تجديدها، وذلك في إطار مشروع لتحديث 1700 ملجأ في المستوطنات القريبة من الحدود، تم ترميمها في الأشهر الثمانية الماضية بعدما تبين خلال حرب لبنان الثانية أن قسماً كبيراً من الملاجئ لم يكن صالحاً للاستعمال.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني خلال لقائها، أمس الاول، سفراء الدول الأجنبية المعتمدين لدى تل أبيب، «لا نستطيع أن نتحمل هذا النوع من الدولة الإسلامية المتطرفة التي تسيطر عليها حماس»، مضيفة ان إسرائيل انسحبت من القطاع «لا لتعود إليه مجدداً، ولكننا قد نجد أنفسنا في وضع لا يوجد أمامنا فيه خيار آخر». غير ان وزارة الخارجية الاسرائيلية أوضحت، في وقت لاحق، ان ليفني كانت تشير فقط الى عمليات التوغل في القطاع. واعتبرت ليفني إن قرار عباس وقف المفاوضات «مظهر ضعف» يشكل إشارة لحماس بأن هجماتها من غزة يمكن أن تؤثر على أفعاله.
وقال عباس، في مؤتمر صحافي مع رايس في رام الله، «أؤكد وجوب تثبيت تهدئة شاملة ومتزامنة في غزة والضفة الغربية لكي نحقق هدفنا بجعل 2008 عام السلام»، مضيفاً «ادعو حكومة اسرائيل لوضع حد لعدوانها حتى يتوافر المناخ اللازم لانجاح المفاوضات والوصول الى السلام عام 2008».
وتابع «لا بد ان تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ وان تتوقف اسرائيل عن كل هجماتها في غزة والضفة الغربية ايضا، ثم يفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وتفتح المعابر، وبذلك يعيش الشعب الفلسطيني حياة طبيعية ولا يسير وراء مزايدات حماس»، موضحا «أكدنا أكثر من مرة أن المفاوضات بالنسبة لنا هي خيار استراتيجي... أن الغالبية العظمى من الشعبين تدرك أن هناك قوى متطرفة تعارض التسوية والمفاوضات، وتسعد لتوقفها، ولا تريدها أن تستمر، وهذا ما لا نريده. ولكن هل نترك لهؤلاء المتطرفين جرنا إلى دوامة عنف لن نخرج منها؟ كلا لن نسمح لهم».
وقالت رايس، من جهتها، ان «من حق الاسرائيليين ان يدافعوا عن انفسهم»، مشددة على «اهمية وضع حد لاطلاق الصواريخ على المدنيين الاسرائيليين». ودعت اسرائيل الى «بذل جهود جدية جداً لتحييد الأبرياء»، معتبرة أن «حماس تريد تدمير عملية السلام من خلال الاستمرار في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، ويجب أن تحاسب على ذلك... لن ندعها تنتصر».
وتابعت «علينا جميعاً أن نبقي عيوننا مفتوحة على ما نريد تحقيقه وهو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ونحن نتطلع الى استئناف المفاوضات في اقرب وقت ممكن بين الجانبين»، موضحة «اعتقد اننا لا نزال قادرين على بلوغ» اتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس جورج بوش مطلع العام المقبل.
وقال رئيس طاقم المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع ان «الاسباب التي علقت المفاوضات من اجلها لا تزال قائمة، ويجب ان تلغى في غزة والضفة الغربية لاستئناف المفاوضات»، فيما أشار مسؤولون أميركيون الى إن رايس ضغطت على عباس في مسألة استئناف المحادثات، موضحين أنهم يتوقعون عودته قريباً الى طاولة المفاوضات، إذ انه من غير المجدي سياسياً له العودة للمحادثات الآن.
وبعد لقائها عباس، انتقلت رايس الى القدس المحتلة حيث التقت اولمرت، من دون ان يرشح اي شيء عن محادثاتهما.
وكانت رايس قد قالت في القاهرة، حيث التقت الرئيس المصري حسني مبارك ونظيرها المصري احمد ابو الغيط ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، ان «وجهة نظرنا هي ان المفاوضات ينبغي ان تكون قادرة على الصمود في وجه جهود الرافضين الذين يسعون لإجهاضها ولخلق الفوضى، بحيث يكون رد الفعل هو وقف المفاوضات»، مضيفة «ان هذه هي اللعبة التي يلعبها الذين لا يرغبون في رؤية دولة فلسطينية، وحماس لا تريد قيام دولة فلسطينية... حماس تفعل ما قد يكون متوقعا وهو استخدام الهجمات الصاروخية على إسرائيل لوقف عملية سلام لن تجني منها شيئاً». وتابعت «إن حماس مسؤولة عما آلت إليه الأوضاع في غزة».
وقال أبو الغيط، من جهته، ان «مصر تسعى إلى التوصل لوقف لإطلاق النار والتهدئة... علينا الاعتراف بأن حماس جزء من المعادلة الفلسطينية وينبغي التعامل معها، بما يعني أنه عند مرحلة معينة عندما تحقق السلطة الفلسطينية وإسرائيل تقدماً (في المفاوضات)، سيكون من الضروري إقناع حماس بالانضمام الى هذه العملية».
وردا على ما ذكرته مجلة «فانيتي فير» الاميركية حول محاولة ادارة الرئيس جورج بوش سرا الاطاحة بحماس بعد فوزها في انتخابات العام ,2006 بالتعاون مع القيادي في حركة فتح محمد دحلان، قالت رايس «في ما يخص مقال فانيتي فير الذي لم اقرأه، لن اعلق على هذا المقال»، ولكن «من الواضح جدا ان حماس تتسلح ومن الواضح جدا ان جزءا من هذا التسليح يأتي من ايران». اضافت «وبالتالي فانه اذا كانت حماس تحصل على اسلحة من الايرانيين ولا احد يساعد على تحسين قدرات القوات الامنية للسلطة الفلسطينية الشرعية، فان هذا ليس وضعا جيدا». وتابعت «ولهذا فإنني اتوقع ان يستمر دعم المجتمع الدولي والولايات المتحدة ضمنه، بالتعاون مع دول المنطقة والفلسطينيين، من اجل انشاء قوة امنية مهنية وقادرة ان تكون جزءا من الحل وتستطيع الدفاع عن الدولة الجديدة وتستطيع مواجهة الارهاب».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان «الوزيرة رايس والمتحدث باسمها شون ماكورماك تحدثا عن هذه القضية اليوم (امس) وقالا ان المقال غير دقيق».
واعلنت رايس ان الولايات المتحدة افرجت عن 100 مليون دولار من المساعدات المخصصة لمصر، بعدما تم تجميدها لحث القاهرة على مكافحة تهريب الاسلحة الى غزة. وقالت إنها «طبقت حق التراجع عن التجميد، لأننا نؤمن بأن هذه العلاقة مع مصر مهمة».
في المقابل، قال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري ان «تصريحات رايس التي حملت فيها حماس المسؤولية عن التصعيد الجاري، تعكس طبيعة اهداف جولتها في المنطقة والتي تتركز حول التحريض على استمرار الحرب ضد الحركة والمقاومة».
واعتبر المتحدث الآخر باسم حماس فوزي برهوم، من جهته، ان «الادارة الأميركية شريك مباشر في جرائم هذا الاحتلال وتحديدا ما جرى من المجازر الاخيرة في غزة، وزيارة رايس المشؤومة إلى المنطقة تأتي في اطار ممارسة مزيد من الضغط على الأطراف العربية لضمان عدم تجاوبهم مع نداءات الاستغاثة وطلب العون للقطاع». وأدانت حماس «فضيحة غزة» بعد تقرير «فانيتي فير».
قال الرئيس الأميركي جورج بوش خلال لقائه الملك الاردني عبد الله الثاني في البيت الابيض «أبلغت جلالته أنني متفائل، ما زلت متفائلا كما كنت قبل (مؤتمر) انابوليس»، مضيفا ان «عشرة اشهر فترة طويلة. هناك الكثير من الوقت للوصول لاتفاق». وتابع «ثمة جدول زمني يعنيني لأن ولايتي ستنتهي. ووزيرة الخارجية موجودة في المنطقة للتعبير عن وجهة نظرنا، وننتظر من الجانبين (أولمرت وعباس) ان يفيا بالتزاماتهما ويتخذا قرارات صعبة». واوضح «نحن امام عملية نقوم فيها دائماً بخطوتين الى الامام وخطوة الى الوراء. وعلينا ببساطة ان نتأكد من القيام بخطوة واحدة الى الوراء»، مكررا ان بلاده لا تستطيع «فرض السلام».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...