رالف نادر يدخل سباق الانتخابات الأمريكية
ارتفع السجال بين المرشحين الديموقراطيين في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون وباراك أوباما ليصل الى حد التلاسن أمس، مع بدء العد العكسي للاقتراع الحاسم في ولايتي أوهايو وتكساس الثلثاء المقبل. واتهمت الأميركية الأولى سابقاً منافسها المتصدر السباق باللجوء الى «أدوات رخيصة ومخجلة للديموقراطيين»، وجاء الرد منه باعتبار تصريحاتها «ألاعيب مسرحية».
في غضون ذلك، تلقى الديموقراطيون ضربة موجعة بإعلان زعيم أقصى اليسار و»الحزب الأخضر» رالف نادر خوضه السباق الرئاسي للمرة الثالثة على التوالي. ويراهن نادر، اللبناني الأصل والمعروف بميوله اليسارية، في ترشحه للرئاسة، على أصوات الليبراليين المستائين من مرشحي الحزب الديموقراطي. وأكد نادر لشبكة «أن بي سي» التلفزيونية امس، نيته دخول المعركة كمرشح مستقل، ليمثل الطبقة «غير الراضية» عن أداء الحزب الديموقراطي ومرشحيه أوباما وكلينتون، وعدم تصديهما لمصالح الشركات الكبرى أو اعتراضهما على الموازنة الضخمة لوزارة الدفاع (بنتاغون).
ولام عدد كبير من الديموقراطيين نادر على خسارة آل غور عام 2000 وجون كيري في الـ 2004 أمام الرئيس جورج بوش، بعد سلبه أصوات ليبيراليين ومستقلين في ولايات حاسمة. الا أن شعبية أوباما بين الليبيراليين، في حال فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي، قد تقطع الطريق أمام سيناريو مشابه هذا العام في المواجهة مع الجمهوري جون ماكاين.
وجاء ترشيح نادر، في وقت أنهت كلينتون «هدنة» مع أوباما كانت انعكست في مديحها له خلال مناظرة تلفزيونية بينهما أخيراً، عبرت خلالها عن «اعتزازها» لمشاركته السباق. وتحولت المرشحة الديموقراطية الى الهجوم والكلام العنيف على ابواب الانتخابات في ولاية أوهايو (وسط) في الرابع من آذار (مارس) المقبل، مشيرة الى «غضبها» خلال مؤتمر صحافي في مدينة كليفلاند لإرسال أوباما مناشير الى بريد الناخبين اورد فيها اتهامات لمنافسته بإفادة شركات التأمين الصحي من خطتها للضمان الشامل. واستعاد اوباما تصريحات سابقة لكلينتون حول جدوى اتفاق التجارة الحرة. وتحولت المناشير موضع جدال، بسبب أهمية الورقة الاقتصادية في أوهايو، واقتراب كلينتون من مرحلة اليأس وحاجتها الماسة الى الفوز في تلك الولاية وفي تكساس للتعويض عن خسارتها 11 ولاية أخيراً ذهبت اصواتها الى أوباما.
وأثارت الأميركية الأولى هذه المسألة، وخاطبت منافسها قائلة: «باراك أوباما... عار عليك» وقارنته بالرئيس بوش لجهة «افتقاده الخبرة» مثلما كان بوش عام 2000، ولاستخدامه تكتيكات شبيهة بحملات بوش الرئاسية والتي اعتمدت كثيراً على المناشير لمهاجمة منافسيه. وردت حملة أوباما باتهام كلينتون بممارسة ألاعيب «مسرحية» لجذب اهتمام الإعلام والناخبين. وأكد انصار اوباما أن المعلومات في المناشير «دقيقة وصحيحة». وتتقدم كلينتون بفارق ثماني نقاط على منافسها في استطلاعات الرأي في أوهايو، وستحاول الحفاظ على هذه النسبة في الأسبوع الأخير قبل التصويت، ذلك أن أي خسارة هناك ستعني خروجها من السباق.
وتنطبق الاستراتيجية نفسها على ولاية تكساس والتي تصوت مع أوهايو، وتمثل نقطة محورية للمرشحين. الا أن المعركة هنا تبدو أصعب على كلينتون التي تتقدم بفارق جد ضئيل على أوباما. وحاول الأخير اجتذاب الصوت اللاتيني في الولاية (32 في المئة) بإعلانات باللغة الاسبانية، فيما ركزت منافسته على أصوات البيض بإعلان يصور مزارعين و «رعاة بقر» في الولاية الجمهورية الميول ومسقط رأس بوش. وتبرز أهمية أوهايو وتكساس بسبب عدد المندوبين فيهما (حوالى 400 مندوب) خصوصاً في هذه المرحلة من السباق، اذ سيكون أي فوز لأوباما فيهما كفيلاً بالقضاء على كلينتون، في حين ان خسارته تمهد لعودة قوية لكلينتون الى المعركة.
وأفادت احدث الإحصاءات ان أوباما حصل حتى الآن على تأييد 1374 مندوباً أي أكثر من هيلاري بـ 99 مندوباً، بينما يحتاج كل منهما الى تأييد 2025 مندوباً للفوز بترشيح حزبه.
وبدا المرشح الجمهوري جون ماكين الأكثر افادة من تلاسن أوباما وكلينتون والتهائهما بالتراشق الاعلامي والانتقادات المتبادلة. وأظهر استطلاع لمركز «راسموسن» المتخصص، أن حظوظه تحسنت أخيراً أمامهما، وعكست قدرته على هزم أي منهما في المرحلة الاخيرة من الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
جويس كرم
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد