سورية تقع على خط زلزالي وبرنامج الأمم المتحدة يحذر
في ظل التغييرات الجيولوجية التي طرأت مؤخرا في العالم والتحذيرات المتكررة لعلماء المناخ من تأثيراتها السلبية في المنطقة وبينها سورية يرى برنامج الامم المتحدة الانمائي انه على الرغم من الموقع الجغرافي المميز لسورية الذي يتوسط قارات العالم الثلاث وخصوبة أراضيها واعتدال مناخها فان ذلك لم يمنع من وجود العديد من الكوارث الطبيعية اضافة الى الكوارث التي شاركت فيها يد الانسان وأثرت سلبا في النمو الاقتصادي كما حصل في عام 2002 عند انهيار سد زيزون فضلا عن تعرض العديد من القرى والمزارع للغرق.
ويؤكد برنامج الامم المتحدة أن الاهتمام بهذا الموضوع مهم جدا بالفعل ولاسيما ان سورية تقع جيولوجيا على فالق سبق ان كان سببا لتسهيل ظهور العديد من الكوارث الزلزالية، ويرى العديد من الجيولوجيين أن سنوات الاستقرار الزلزالى التي مرت بها سورية منذ مئات السنين لا تعني أنها غير معرضة لمثل هذه الكوارث فالحيطة والحذر أمران ضروريان لابد أن يسهما بالتخفيف من مثل هذه الكوارث المحتملة.
ويشير البرنامج الى أنه كان بالامكان تجاوز العديد من الاضرار المادية أو تقليصها لو كانت الاستعدادات والاحتياطيات متخذة. وادراكا لهذه الحقيقة قام البرنامج بالتعاون مع وزارة الادارة المحلية والبيئة بالعمل على مشروع شامل يهدف الى تعزيز القدرات الوطنية في ادارة أخطار الكوارث وحملت هذه المبادرة عنوان «البرنامج الشامل للحد من الكوارث».
وقد استهدف هذا المشروع صناع القرار والمنظمات غير الحكومية ووضع في مقدمة أولوياته مساعدة الحكومة السورية في تطوير أدوات أساسية في تقييم وادارة المخاطر وضمن هذا الاطار تم تشكيل فريق متميز سعي بجهد لوضع خطة سريعة ودقيقة للتعامل مع أي مشكلة من هذا النوع وفي هذا الصدد أوضح فادي جنان مساعد المدير الوطني للمشروع أن هذا البرنامج بني على أساس برنامج سابق أطلق عليه اسم دعم القدرات الوطنية لادارة الكوارث وقد بوشر العمل به في شهر نيسان عام 2003 واستمر حتى شهر نيسان عام 2005
وبيّن جنان أنه بعد انهيار سد زيزون تم الاتفاق مع برنامج الامم المتحدة الانمائي ووزارة الادارة المحلية والبيئة على البدء في تنفيذ برنامج لدعم ادارة الكوارث في سورية بهدف تبني رؤية شاملة ترتكز على اعداد استراتيجية وطنية للتخفيف من اثار الكوارث ورفع الوعي لدى فئات المجتمع كافة اضافة الى ذلك دعم النظم المؤسساتية والتشريعية للتخفيف من الكوارث وتأهيل كوادر بشرية من خلال برامج تدريبية على مستوى المحافظات ورفع مستوى الوعي لدي المجتمعات المحلية وتنمية القدرات المحلية ورفع كفاءة العاملين في مجال ادارة الكوارث. ضمن هذه الرؤية انطلق فريق البرنامج بالعمل في جوانب عدة تتمثل في التدريب وخطط الطوارئ واعداد منظومة اتصالات خاصة بادارة الكوارث في سورية ونظام معلومات جغرافية والعمل على ايجاد وسائل للتوعية المجتمعية وسنأتي على كل جانب منها بالتفصيل.
وفيما يخص التدريب أوضح خلدون عفوف منسق التدريب وادارة الكوارث في المشروع أن البرنامج نفذ العديد من البرامج التدريبية للكوادر البشرية على مستوى المحافظات وأقام ورشات تدريبية نظرية وعملية في عدد من المحافظات هي طرطوس واللاذقية وحمص والقنيطرة ودرعا وفي عدد من مؤسسات الدولة مثل نقابة المهندسين بدمشق.
وأشار الى أنه ضمن هذا الجانب تم الاتفاق مع وزارة التربية لتدريب كوادرها على كيفية ادارة الكوارث والسلامة العامة في مؤسسات وزارة التربية كان أولها الدورة التي أقيمت في الاسبوع الاول من شباط الجاري في مركز التنمية المستدامة وأضاف انه تم الانتهاء من اعداد خطة طوارئ لمحافظة حمص ستكون نموذجا لخطة طوارئ تعمم على كل المحافظات اضافة الى ذلك يقوم البرنامج باعداد خطة طوارئ للمدن القديمة وبدأ في تنفيذ خطة طوارئ لدمشق القديمة وهي في المراحل النهائية لها موضحا أن هذا النموذج سيطبق على مدينة حلب القديمة.
وبشأن منظومة الاتصالات لادارة الكوارث بيّن محمد خليل خبير الاتصالات في البرنامج أنه تم بناء نظام اتصالات مرئي ومسموع لربط القيادات الفرعية لعمليات الادارة المدنية والدفاع المدني في المحافظات بالقيادة المركزية في دمشق يعمل هذا النظام ضمن شبكة افتراضية مغلقة تحصر استخدامها ضمن مجموعة محددة مسبقا من المستخدمين وتستخدم أجهزة اتصال مخصصة مزودة بكاميرات حيث يتم عرض الصورة على شاشات العرض الموصولة بهذه الاجهزة ما يسمح بنقل الصوت والصورة بجودة عالية لافتا الى أن القسم الكبير من النظام أنجز والباقي تحت الاعداد.
وقال انه تم تركيب نظام اتصالات بعيد المدى للربط بين المحافظات بشكل مباشر وهي عبارة عن عربات متنقلة تسهل الاتصال بالجهات المعنية بالحدث مباشرة وادارتها موزعة على قطاعات المنطقة الساحلية والشرقية والشمالية والوسطى والمركزية دمشق موضحا أن أجهزة الاتصالات القريبة المدى هي لإدارة فرق العمل والانقاذ في موقع الكارثة وتغطي مدينة دمشق بشكل كامل.
وفيما يخص تدريب الكوادر في قطاع الاتصالات أوضح خليل أنه تم تنفيذ دورات تدريبية خاصة باستخدام أجهزة الاتصالات اللاسلكية القريبة المدى والبعيدة المدى وكيفية التخاطب اللاسلكي في كل من دمشق وريفها وادلب والسويداء واللاذقية وحمص والرقة ويسعى البرنامج لتغطية باقي المحافظات عبر تنفيذ دورات حول كيفية ادارة العمليات ضمن نظام القريب المدى.
وحول تطوير نظام المعلومات الجغرافي الخاص بخطط الطوارئ وادارة الكوارث قال أمين الحريري خبير نظم المعلومات الجغرافية في البرنامج: انه تم في عام 2006 اعادة بناء برنامج نظام المعلومات الجغرافي الخاص بخطة طوارئ كل محافظة وتم تعميمه على كل المحافظات السورية والهدف الرئيسي منه هو الحد قدر الامكان من آثار الكوارث في حالة حدوثها من خلال برنامج يقوم على تحديد أماكن وجود كل الامكانيات البشرية والصحية والمعدات الثقيلة والشرطة والاطفاء والملاجئ وغيرها الموجودة في التجمعات السكانية وذلك ضمن أقرب نطاق لموقع الكارثة من خلال واجهات عمل للمستخدم وخريطة لسورية تمثل كل التجمعات السكانية عبر استخدام نظام معلومات جغرافي والربط بينها.
وبيّن أن هذا النظام يساعد على حصر كل الامكانيات ضمن نطاق البحث وابلاغها وتوجيهها الى موقع الكارثة بأقل وقت وأقل ضرر ويعتمد هذا البرنامج على خطة الطوارئ الخاصة بكل محافظة والتي يتم تحديثها كل ثلاثة أشهر ويقوم المشروع بالتنسيق مع محافظة دمشق بتنفيذ برنامج نظام معلومات جغرافي خاص بمدينة دمشق يقوم بتحديد كل الابنية والشوارع رقميا ضمن المدينة كما يقوم بتنفيذ خطتي طوارئ لمدينتي دمشق القديمة وحلب القديمة حيث تم تجميع كافة البيانات والخرائط المطلوبة لوضع الخطط المطلوبة.
وفي مجال التوعية أوضح اياد قطنا منسق التوعية في المشروع ان البرنامج ركز اهتمامه الاكبر على الاطفال لكونهم أهم شريحة في المجتمع فقام باصدار مجلة البيئي الصغير تتضمن معلومات عن الكوارث الطبيعية وكيفية الاعداد لها والتعامل معها ومعلومات أخرى حول كيفية الحفاظ على البيئة تم اخراجها بأسلوب سلسل مبسط وواضح بشكل يتقبله الطفل ويوصل آليه المعلومة بكل أريحية كما تم انتاج لعبة بشكلين كرتوني ورقمي ويتم عبرها نقل المعلومة للطفل بشكل ممتع.
وأشار الى أن البرنامج رأى أن ذلك غير كاف لهذا وجد أن أفضل طريقة لتعميم المعلومة بشأن هذا الموضوع يكون عبر التعاون مع وزارة التربية والتوجه الى المدارس مباشرة لكونها تحتوي على جميع الفئات العمرية هذا الموضوع حدث بالتزامن مع حملة عالمية لادخال المفاهيم المتعلقة بالكوارث الطبيعية في المناهج التعليمية التي تقوم الوزارة حاليا بتحديثها وتم اصدار مجلة حائط موجهة لطلاب المدارس تحتوي على أهم المعلومات المتعلقة بالتحضير والتصدي للكوارث والحفاظ على البيئة كوسيلة لتخفيف آثار الكوارث وذلك بأسلوب مبسط وتصميم أنيق حيث سيتم توزيع هذه المجلة على كافة المدارس ووضعها في لوحة الاعلانات لتعميم الفائدة على كافة الطلاب وتم القيام بحملات توعية على المدارس في كل المحافظات تتضمن تقديم عروض ومواد توعية واجراء تجارب عملية للطلاب حول كيفية الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية والتعامل معها اضافة الى القيام بورشات عمل للمدرسين حول تطوير الطرق التعليمية في مجال الاعداد والتصدي للكوارث الطبيعية كما تم اجراء استبيان على بعض المدارس في محافظتي دمشق وحماه بالتعاون مع وزارة التربية للوقوف على درجة الوعي لدى الطلاب ومعرفة مدى ادراكهم للكوارث وكيفية التعامل معها بالشكل الصحيح.
أما بالنسبة للكبار فتم طرح ثلاثة كتيبات في مجال التوعية والارشاد والتعامل مع الكوارث والحالات الطارئة بشكل علمي وسليم وبأسلوب مبسط هذه الكتيبات هي الدليل المنزلي للسلامة وتجنب آثار الزلازل والاسعافات الاولية كما تم إصدار أربعة كتيبات اختصاصية عن الحرائق والزلازل والفيضانات والعواصف وموجات البرد وملصق حول مرض انفلونزا الطيور يتضمن أهم المعلومات حول أعراض المرض لدى الانسان والحيوان وسبل الوقاية منه وذلك خلال فترة انتشار المرض في منطقة الشرق الاوسط في الربع الاول من عام 2006 وقد تم نشره بكافة المحافظات السورية اضافة لذلك يوجد موقع للمشروع على شبكة الانترنت يحتوي على جميع هذه الكتيبات لتعميم المعلومة وايصالها بشكل أوسع ومؤثر ويسعى البرنامج على تطوير موقع المشروع على شبكة الانترنت من خلال تحميل كافة المواد التوعية المنتجة والمعلومات والالعاب الخاصة بالاطفال اضافة الى تغذية الموقع بالمعطيات الحديثة حول الكوارث الطبيعية في العالم من خلال التعاون مع مواقع عالمية أخرى مختصة في هذا الشأن.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد