هدايا التلوث إلى السوريين: ضغط وتوتر وربو وأمراض قلب
باتت ظاهرة تلوث الهواء وتجاوزها المعايير السورية والدولية الموضوعة والحد المسموح به في بعض المحافظات والمدن تشكل هاجسا ملحا لدى الجهات المعنية ودافعا للعمل على ايجاد الحلول السريعة والمناسبة خاصة مع تنامي المشكلات والاخطار الناجمة عنها بشكل ملحوظ في الاونة الاخيرة.
ويبين عدد من خبراء الهيئة العامة لشؤون البيئة في سورية ان اهم مسببات التلوث يعود الى النمو الاقتصادي والسكاني ومارافقهما من انشطة اجتماعية وتجارية وصناعية وزيادة في الطلب على الطاقة اضافة للهجرة من الريف الى المدينة وانتشار السكن العشوائي المتزامن مع تقلص الغطاء النباتي وقلة المساحات الخضراء والزيادة الكبيرة الحاصلة في عدد الاليات والمركبات.
ويشير الخبراء الى ان نتائج المراقبات المحدودة التي اجريت في بعض المدن وتحديدا في دمشق وحلب وحمص التي توجد فيها محطات لرصد تلوث الهواء اظهرت تدني نوعية الهواء عن الحدود الموضوعة في المعايير السورية بشكل ملحوظ ولاسيما انها تجاوزت الحد المسموح به من منظمة الصحة العالمية المحدد بـ 120ميكرو غرام م3 اذ تراوحت في هذه المدن ما بين 115 و 600 ميكروغرام/ م3 خاصة في المناطق المزدحمة مروريا والاخرى القريبة من معامل الاسمنت ومصافي النفط.
كما بينت نتائج القياسات قصيرة الامد التي اجريت وجود تراكيز مرتفعة في اكاسيد النتروجين حيث وصلت قيمة المتوسطات اليومية الى 3ر0جزءا بالمليون في دمشق و 5ر0في حلب، في حين وصلت قيم المتوسطات الصناعية من ثاني اوكسيد النتروجين الى 2ر1 جزءا بالمليون اوقات الذروة المرورية لتفوق بذلك القيمة المسموح بها من منظمة الصحة العالمية بـ 11 ضعفا.
واما المنشآت التي تعد من مصادر التلوث في سورية فقد اظهرت الدراسة المعدة من قبل وكالة جايكا اليابانية ان 1098 منشأة عامة وخاصة تتسبب في هذه الظاهرة منها 456 منشأة في دمشق وحدها اذ جاءت معامل الصناعات الكربونية وعددها 235 معملا بالمرتبة الاولى بين المنشآت المسببة للتلوث تليها معامل الصناعات الغذائية وزيت الزيتون بالمرتبة الثانية ثم مصانع الانسجة ثالثا فمصافي النفط ومعامل الصناعات البتروكيماوية بالمرتبة الرابعة.
وفيما يخص الاثار الصحية الناجمة عن تلوث البيئة والهواء بينت الدراسات الصحية التي اجريت في هذا المجال ان اهم الامراض التي يسببها التلوث تتمثل في الربو وضغط الدم والقلب والصداع والسعال والانتفاخ الرئوي وتصلب الرئة والقرحة اضافة للتوتر العصبي الناتج عن الضجيج والذي قد يؤدي للانهيار العقلي والشرود الذهني وتقليل القدرة على التركيز حيث اظهر العديد من تقارير وزارة الصحة ان ما نسبته 75 بالمئة مثلا من المرضى الذين يراجعون المراكز الصحية في طرطوس هم ممن يقطنون بالقرب من معمل الاسمنت و 51 بالمئة ممن راجعوا المركز الصحي في بانياس هم من الذين يعيشون بالقرب من محطة توليد الطاقة ومصفاة النفط فيها.
وحول المشاريع والخطط المستقبلية التي تجري دراستها والعمل لانجازها للحد من التلوث والتخفيف منه بحسب المعنيين بحماية البيئة فتتمثل في انشاء شبكات بيئية لرصد ملوثات الهواء الاساسية في المدن لمراقبة تغير نسب تراكيز الملوثات واتخاذ التدابير في الوقت المناسب وزيادة المساحات الخضراء مع نقل الفعاليات المسببة للتلوث والاختناقات المرورية الى خارج واطراف المدن اضافة للتوسع في استخدام الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة كالرياح وتعزيز وسائل النقل الجماعي ذات المواصفات العالمية الصديقة للبيئة.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد