سجال في لبنان يسبق وصول موسى وصعوبات أمام "اللقاء الرباعي”

07-02-2008

سجال في لبنان يسبق وصول موسى وصعوبات أمام "اللقاء الرباعي”

استعر التشنج والتوتر السياسيان في لبنان، قبيل وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم إلى بيروت، لمعاودة مشاوراته حول إحياء المبادرة العربية، وبدت مهمته بالغة الصعوبة في إعادة إحياء “الاجتماع الرباعي” بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح المعارض النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري بحضور الرئيس الأسبق أمين الجميّل، وبرعاية موسى نفسه، مع تصعيد الاتهامات المتبادلة بين طرفي الموالاة والمعارضة، وخصوصا اتهام رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، بُعيد ساعات من لقائه القادة السعوديين قي الرياض، لحزب الله بالمشاركة في الجرائم السياسية التي استهدفت قادة سياسيين وضباطاً أمنيين. وفيما دعا حزب الله إلى إبعاد الجيش من “التجاذبات السياسية الحادة بين الموالاة والمعارضة”، قال قائد الجيش العماد ميشال سليمان إن التحقيقات التي يجريها الجيش بشأن أحداث “الأحد الدامي” تثبت التزامه المساءلة والمحاسبة بعيدا عن أي تسييس أو تدخل سياسي، وشدد على أن الفتنة خط أحمر. وحذر المطارنة الموارنة في بيان أمس من “مخطط” يفضي إلى الفراغ، واعتبر أن الرئاسة والبرلمان والحكومة مؤسسات معطلة.

 واستبعد أمين الجميل عقد جلسة جديدة من الحوار بين الموالاة والمعارضة، عبر إعادة إحياء اللقاء الرباعي، بين الحريري وعون، وبحضوره وحضور موسى، وقال إنه لا تباشير توحي بإمكان عقده.

 وخطا موسى، وسط هذه التعقيدات أمام المبادرة العربية، خطوة لافتة، تراجع فيها عن تفسيره للبند الثاني من المبادرة العربية المتعلق بتوزيع المقاعد في حكومة الوحدة الوطنية عقب انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، فقد قال إنه لا يمانع أي صيغة حكومية جديدة تخرج الأزمة من عنق الزجاجية، بما فيها المثالثة على صعيد توزيع المقاعد الحكومية بين الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية على أساس 10 وزراء لكل منهم.

 وصرح موسى بأنه يعود إلى لبنان من أجل “تخليص ضميره”، وأنه يعمل “لله وللبنان، وليس لحساب أحد ولست منحازاً كما يتهمني بعضهم إلى تيار المستقبل ولا إلى حزب الله أو غيرهما. أسعى من موقعي للدفاع عن مصالح لبنان العليا بوصفها جزءاً لا يتجزأ من المصالح العربية العليا، وبالتالي لا مصلحة لأحد بأن يخرب الوضع في لبنان، ولذلك كانت المبادرة العربية”. وأضاف “أنا لا أمانع في اعتماد النصف زائداً واحداً ولا الثلث الضامن ولا اعتراض عندي على صيغة العشرة عشرة عشرة، لكن المشكلة ليست عندي بل عند هذا الفريق أو ذاك”.

 ودعا حزب الله عبر كتلته النيابية الأمين العام عمرو موسى إلى أن يأخذ في تحركه المقبل في بيروت أن الشراكة الحقيقية في القرار السياسي داخل الحكومة المقبلة تشكل المدخل الوحيد لإنهاء الأزمة الراهنة. ودعت إلى إبعاد مؤسسة الجيش اللبناني عن التجاذبات السياسية الحادة بين الموالاة والمعارضة، على خلفية التحقيقات التي يجريها الجيش في أحداث “الأحد الدامي”. وقالت ان الجيش مؤسسة ضامنة للسلم الأهلي في لبنان، ورحبت بالجدية التي أظهرها الجيش في “الخطوات الأولى” التي باشرها في مسار التحقيق، ودعت إلى مواصلته، وتحديد المسؤوليات، وإحالة المرتكبين على القضاء ومحاسبتهم.

 وشدد أمس قائد الجيش العماد ميشال سليمان على أن تحقيقات الجيش في الأحداث تثبت بصورة قاطعة التزام المؤسسة العسكرية مبدأ المساءلة والمحاسبة بعيدا عن أي تدخل سياسي، واستعداد العسكريين لتحمل مسؤولياتهم بكل جرأة وشجاعة، وأبدى استغرابه لما أثير حيال التبديل الجزئي في عدد من الوحدات العسكرية، وقال إنه تدبير داخلي ضمن المؤسسة، وليس له أية خلفية سياسية على الإطلاق. وأضاف أن الفتنة خط أحمر والحياد لا يعني تخلي العسكريين عن دورهم في متابعة تنفيذ المهمات المنوطة بهم، وجدد التأكيد أن دور الجيش تكليف وطني وحق للمواطن اللبناني أملته الإرادة الوطنية الجامعة المعبرة عن رغبات الشعب اللبناني وآماله وطموحاته.

 إلى ذلك، شدد مجلس المطارنة الموارنة على وجود “محاولات لتعطيل الجيش والنيل من الكنيسة تنفيذا لمخطط يفضي إلى الفراغ”، وقال في بيان عقب اجتماعه الشهري أمس “إن تعطيل مواقف السلطة يلحق الضرر بشؤون المواطنين وحقوقهم”، و”إن المؤسسات الدستورية معطلة من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب والحكومة”، وحذر من إفراغ لبنان من كل مقوماته، وقال إن “تيئيس اللبنانيين من وضعهم وحلمهم سيدفعهم إلى الهجرة”.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...