150 حادثة سرقة خطوط الكهرباء النحاسية في ريف دمشق خلال عام

هذه المرة شركات الكهرباء لا تشتكي الزيادة في الفاقد الكهربائي أو ارتفاع تكلفة المنتج... ولا تشكتي التعدي والاستجرار العشوائي للشبكة..

وإنما الآن تضيف شكوى أخرى تعتبر تحدياً كبيراً أمام الشركات يتعلق هذا التحدي بكثرة «لصوص خردة النحاس» أي التجار الذين يتعاملون مع تجارة الخردة حيث يقومون هؤلاء بسرقة الأسلاك الكهربائية وخاصة النحاسية منها والمنتشرة على شكل شبكات هوائية في كل محافظات القطر حيث يكاد لا يخلو يوم يمر في شركات الكهرباء إلا وتسجل حالات تعد وسرقة للأسلاك النحاسية والتي تؤدي بدورها إلى انقطاع التيار الكهربائي والوقوع في أزمة تأمين الأسلاك ومن ثم التغذية المطلوبة للتيار وتزويد المستهلكين به وهذه السرقة تتم إما من مراكز التحويل مباشرة أو من خلال قص الشبكات الهوائية.. 
 بدليل أن شركة كهرباء ريف دمشق أكدت ظاهرة انتشار سرقة الكابلات النحاسية منذ العام 2006، وخاصة بعد أن شهد سوق النحاس ارتفاعات متتالية ليس على المستوى المحلي وإنما على مستوى السوق العالمية الأمر الذي شجع تجارة الخردة من مادة النحاس باعتبارها أصبحت ذات مردودية اقتصادية كبيرة وخاصة لضعاف النفوس من التجار العاملين في تجارة الكابلات والخردوات. ‏

وذكرت الشركة أنها سجلت خلال العام الماضي أكثر من 150 حالة سرقة لشبكتها الكهربائية «الأسلاك النحاسية» وتم إلقاء القبض على العديد من لصوص الأسلاك وتحويلهم إلى الجهات القضائية والرقابية إلا أن هذه الإجراءات لم تردع السرقات ولم تحد من مخاطرها التي تتعرض لها الشبكة الكهربائية في سورية وبالتالي مازالت هذه الظاهرة مستمرة حتى تاريخه دون أي إجراءات حاسمة لا رقابية ولا قضائية تمنع ضعاف النفوس من التعدي على المال العام.. ‏

ألا يجدر بالجهات الوصائية والحكومية المسؤولة اتخاذ قرارات حاسمة بهذا الشأن لمنع الاتجار بخردة النحاس وحصرها بالجهات الحكومية وخاصة شركتي كابلات دمشق وحلب منعاً لانتشار ظاهرة اللصوصية النحاسية. ‏

ألا يكفي شركات الكهرباء ما تعانيه من عبء الفاقد والاستجرار غير المشروع للطاقة والكلفة المتزايدة لتأمين استمرارية التغذية حتى يأتي تجار الخردة ويغيرون على الشبكة وسرقة الأسلاك النحاسية .. ‏

نأمل بإجراءات حاسمة لقمع كل هذه الظواهر وليس ظاهرة دون اخرى.. ‏

سامي عيسى

المصدر: تشرين

‏