سوق البزورية في ذمة وزارة الثقافة
تتعرض مدينة دمشق القديمة ضمن السور التراثي العريق لتهديم النسيج العمراني والمعماري للأحياء الأثرية ذات الطابع القديم والدور العربية الدمشقية الآهلة بالسكان.
بحي الحمراوي وحي الصبغة الخضراء وأزقة الزهر والشريف والقاضي الخجا والسرمني ومعاوية الصغير والنقاشات والأسواق الحرفية للصناعات التقليدية سوق القباقبية وسوق الصاغة القديم للمصنوعات والمجوهرات الشرقية. تحت مظلة انشاء سوق تجاري حديث وتغيير ديموغرافية مدينة دمشق عاصمة الثقافة والتاريخ والوجه الحضاري الأصيل بالقرار الاستملاكي رقم 182 لعام 1960 عن المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة ومنذ ذلك التاريخ ونحن نعاني من عمليات التخريب والقلق والمصير المجهول.
مجلس الشعب بعام 1979 رفع اقتراحه لالغاء قرار الاستملاك لرئاسة مجلس الوزراء ومحافظة دمشق اصدرت قرار المكتب التنفيذي رقم 422 لعام 1980 بالموافقة على إلغاء قرار الاستملاك وايضاً مدراء الشؤون الفنية ومدير التخطيط العمراني والدراسات ومديرية الشؤون القانونية ومديرية الاسكان اجمعت كتبها لإلغاء قرار الاستملاك الباطل اصلاً وما نجم عنه من آثار ولا يحمل صفة النفع العام.
القيادة السياسية وجهت قيادة فرع دمشق للحزب لإلغاء قرار الاستملاك بكتبها الـ 6 وعلى اساس ذلك مجلس الشعب اصدر اقتراحاً بقانون بعام 1982 لإلغاء قرار الاستملاك وايضاً الدراسات المتتالية حتى الآن.
الوزراء والنقابات والاتحادات اصدرت كتباً لإصدار قرار الاستملاك رقم 281.
المواطن بدر الدين العوف قال: الآن وزعت وزارة السياحة بعيد الأضحى المبارك لاخلاء محلاتنا موقع ارزاق اطفالنا واولادنا لإخلاء محلاتنا والاستيلاء على ابواب معاش حياتنا بعيد الأضحى المبارك وزعت انذارات الإخلاء وتقطيع اوصال دمشق القديمة وتشريد أهاليها الذي يتعارض مع القوانين والأعراف التي تحمي المواطن وعيشه وامواله وحقوقه الوطنية والارثية .
نرجو من سيادة رئيسنا الدكتور بشار الأسد المفدى رئيس الجمهورية ونستصرخ لرفع هذا الظلم والجور وسلخت المحافظة دورنا بقيم وهمية وتريد أن تبيعنا اياها بالملايين.
المواطن ياسين إيبو قال: انا اقطن في البزورية ومحلي محل موالح وانا موجود بالمحل منذ اربعين عاماً نبعد عن خان الرز مسافة مئة متر ولا يوجد جدار بين محلنا وخان الرز الذي يريدون ترميمه كما أنه يوجد فسحة سماوية بين محلنا وخان الرز تقدر بعشرين متراً ولا علاقة لنا بخان الرز الموجود بالجهة الشرقية ومحلنا بأقصى الجهة الغربية لذا نناشد الجهات المعنية اعادة النظر.
المواطن منصور الخطيب قال: اعيل اسرة مؤلفة من أحد عشر فرداً، أول محل في البزورية اشكل الجيل الرابع من شاغلي المحل مهنة عصارة منذ عام 1889 على عهد والد جدي استملكت وزارة السياحة الجزيرة التي تضم خان الرز ومجموعة محلات مفصولة عن الخان بفسحة سماوية استناداً الى قانون استملاك اراضي فارغة وليس لقانون استملاك ابنية مشيدة وذلك حتى لا تدفع قيمة عقارات مبنية ـ قرار الاستملاك صادر عام 1986.
في عام 1991 اصدر عن مجلس الشعب قراراً أو توصية الى رئاسة الوزراء لإلغاء كل استملاك مضى عليه 15 عاماً ولم يوضع في تنفيذ الغاية منه ولكن رئاسة الوزراء رفضت الأخذ بهذه التوصية.
منذ ثلاث سنوات بدأت وزارة السياحة باجراءات نقل الملكية لاسمها وسمعنا من موظفي الدائرة القانونية ان وزارة السياحة تضع خطة لاخلائنا من محلاتنا وطرحها في مزاد علني لاعادة تسليمها للاستفادة من فروغات جديدة وهذا يتنافى مع المبادئ التي اسست عليها محكمة مجلس الدولة والتي انيط بها مبدأ اثراء الدولة على حساب المواطن.
الآن انذرنا قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام بوجوب اخلاء المحلات خلال عشرة ايام «من ضمنها سبعة أيام عطلة» بحجة أن المبنى متصدع.
ان الانذار مخالف لقانون الاستملاك لعام 82 الفقرة 25 ومحلقاتها الخاصة بالأخلاء الذي حدد مهلة خمسة أشهر كحد ادنى مهلة أخلاء وليس 10 ايام.
ثانيا:ً ان المرسوم الجمهوري الصادر عام 95 منع الهدم في مدينة دمشق القديمة فإذا كانت وزارة السياحة ترغب بتسليم خان الرز كفندق سياحي خمسة نجوم الذي من شروطه مسبح ومرآب سيارات فأين ستكون هذه الأبنية؟
كذلك فإن المصور والمهندس اللذين حضرا الى المنطقة يوم الثلاثاء أفادا أن البناء متين وغير متصدع، كذلك نقابة المهندسين ارسلت مندوبين يضعان الآن تقريراً يفيد ان البناء متين وليس متصدعاً فلماذا هذه البدع والحجج من اجل الإخلاء وان كانت الوزارة ترغب في الترميم فنرجوا اعلامنا عن شكل الترميم لنقوم به على حسابنا خاصة وأن كتلة المحلات مفصولة عن الخان.
ايضاً هذه المحلات لايمكن استثمارها إلا محلات لأن تشكيلها البنائي لايسمح بضمها ككتلة واحدة.
المواطن نذير تيناوي قال: انا من سكان ومن اهالي مدينة دمشق القديمة ومن مواطن ي سورية العريقة المحافظة على أهلها وسكانها وأولادها العريقين فيها منذ قدم السنين نعاني من الاستملاك الجائر الذي مضى عليه 48 عاماً ولم يلق من أي أحد معونة لإلغاء الاستملاك ولاسماع أصواتنا نحن نستغيث بالله وبمحبي هذا الوطن ولم يستجب لنا أحد منذ 48 عاماً ولا نعلم من الذي وراء هذا الاستملاك القائم لهذا الوقت وما الفائدة منه هل تشريد أهاليه وتشريد أهالي مدينة دمشق بالإمس زقاق الحمراوي وتوابعه واليوم أنذار بالإخلاء من خان الرز وسوق البزورية ولا نعرف غداً من المشرد من هذه المدينة العريقة ولكم فائق الاحترام.
المواطن محمد كمال الخطيب: صاحب محل لبيع الزهورات في سوق البزورية قال: انا من الجيل الثالث في هذا المكان بعد والدي وجدي ورثنا المحل. المحل بالنسبة لي وطن ولا أريد التخلي عن وطني لأنني جدير به وأفخر به وبوطني.
المواطن شمس الدين العشا قال: انا من مواليد دمشق 1927 وبتاريخ 13/12/2007 فوجئنا بإنذار من وزارة السياحة باخلاء المحل من منطقة شاغور جواني 800/12 بمدة عشرة ايام مع العلم أني اقطن المحل منذ ستين عاماً وعائلتي مؤلفة من عشرة اشخاص ومع العلم ذهبنا الى مدير السياحة وعرضنا عليه صورة الانذار وطلبنا منه اعطائنا بدلاً عنه فقال لارجوع إليه ولا بدل فهذا معقول بإخلائنا وعدم إعطائنا بدل اجار أو بدل محل بأي منطقة بحيث طرح الموضوع للاستثمار وهذا العمل تجاره على اكتافنا بحيث لنا ديون وعلينا ديون وذمم للناس «قطع الاعناق ولا قطع الارزاق» شكراً للوزير فإننا نشكوه الى الله العزيز فهذا عمل انساني بأيام جبر الخواطر وإنما اشكو امري الى الله.
المواطن محمد هاني بن ياسين السمان قال: محلي ثاني محل بالزورية ورقمه رقم 6 محل ياسين محمد السمان نحن نشغل المحلات سوق البزورية أول السوق
تلقينا من وزارة السياحة انذاراً بإخلاء المحلات للصالح العام مع أنه لا يوجد مشروع هدم أو توسيع طريق أو مستشفى أو حديقة عامة انما الغاية اخراجنا من المحل وتسليمه لمستثمر عربي أو غربي.
مع العلم أن جدي رحمه الله فتح المحل عام 1920 ووالدي استمر بعده من عام 1943 ـ ولا يزال المحل يعمل وهو واجهة سوق البزورية ضمن السور والمحل بعيد عن خان الرز بفسحة سماوية تبعد عن الخان 15 م وجميع المحلات المستملكة خارج الخان هم عقار غير العقار المستملك وهم بناء جيد متماسك ولقد وضعت محافظة دمشق عند اعادة اعمار تغطية السوق بوضع مايقارب 180 طن أجر وفوقهم غطاء السوق وهذا يبين مدى قوة البناء وقد حضرت لجنة من السياحة ومحافظة دمشق ونقابة المهندسين ودرست هذه المحلات ووجدت أنها بقوة ومتانة.
المواطن منصور الخطيب قال: انذرنا من قبل وزارة السياحة بالاخلاء خلال عشرة ايام ووقعنا على انذارات خلال سبعة ايام والمفارقة ان الخان ضمن حي اثري عريق في دمشق القديمة وفرحة العيد اقتنصتها السياحة لقلة الاذان الصاغية ولتمررها «على عينك يا تاجر» بحجة الاستثمار.
المواطن وليد قزاز قال: لكي نجبر على الاخلاء خلال سبعة ايام وقيل لنا كل تأخير يحرم الشاغل 25% من قيمة التعويض والمدة الممنوحة لنا مع انتهاء العيد تنتهي. وفي قانون الاستملاك مدة الانذار خمسة أشهر والموضوع لم يبت القضاء فيه فهل سياسة الأمر الواقع هي الأقوى.
وهم يريدون الاخلاء من اجل مشروع استثماري «خمسة نجوم» اي يجب أن يتوفر فيه مسبح مرآب للسيارات الخ..
والمرسوم 95 يتعارض مع انشاء المنشأة فالكتل حول الخان مصنفة لدى وزارة الثقافة اثرية ويمنع تغير مواصفاتها ونحن كنا ملاكين واصبحنا مستأجرين والآن بالشارع ترى هل هذا هو التطور والتحديث ام انه شعار ضد مصلحة المواطن يستخدمه بعض المسؤولين والمشكلة ان الاخلاء ليس إلا لاستثمار جديد لوزارة السياحة وبفروغ جديدة يتنافى مع المبادئ التي انشئت عليها الدولة واحدى فقراتها «مراقبة عدم اثراء الدولة على حساب المواطن».
علماً ان مجلس الشعب عام 1991 رفع توصية الى رئاسة مجلس الوزراء مفادها «إلغاء كل الاستملاكات التي لم توضع بالتنفيذ ومضى عليها 15 عاماً على صدور قرار الاستملاك.
والمواطن محمد يوسف النابلسي موجود بالسوق من 1978 ومروان لبابيدي منذ اكثر من 50 سنة ومازن سرور والده عدنان سرور «موجودين ابا عن جد» قالوا يريدون منا العيش في الشارع بعد هذا العمر بحجة الحرص على المواطنين ووضع البناء وان ينفذ الأمر بسرعة دون شوشرة مستغلين فترة الاعياد.
المواطن ياسين موجود بالسوق من 1943 قال: دفعنا ضريبة ارث عام 1985 (40) الف ليرة سورية وضريبة فروغ 69 الف ليرة سورية .
المواطن سامر شخاشيرو قال: انذرنا بالإخلاء الفوري بعطلة عيد الأضحى المبارك 13/12/2007 وقطع ارزاق العلائلات والنساء والأطفال والشيوخ في البزورية وحي الحمراوي وتقطيع اوصال المدينة التاريخية وطمس قيمتها الاثرية وتشريد اهاليها فوراً بموجب الانذار، عدد المحلات 89 والحمراوي 74 عقاراً سكنياً 65 عقاراً حرفياً ونحن نتعرض للاهمال والتقصير للاستيلاء على منازلنا ومقدرات تاريخنا وهويتنا والاساءة لوطننا وعاصمتنا وخاصة لانتشار الفساد على طريق السياحة والمطاعم والفساد، وانما الأمم الاخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.
ليس لنا بعد الله سوى رئيسنا الدكتور بشار الأسد المفدى لرفع التخريب والظلم والاعتداء على ممتلكات المواطنين وحقوقهم.
إن هذه الاستملاكات باطلة وليست للنفع العام.
نقول لو كان الاستملاك لشق طريق او نفق او اقامة خدمات عامة لتفهم المواطن الأمر ولكن من اجل استثمار آخر «فهذا ما يذهب العقل» وهذه بداية لا أكثر فهناك الحمراوي وغيرها وكأن هناك مخططاً لسرقة دمشق القديمة من روحها وأهلها وجعلها محرمة على أهلها ونحن والمواطنون نستشعر خطر الغول الآتي وهو الاستملاك او اتجار الدولة بالاستملاك لثراء الدولة على حساب مواطنيها.
يبقى السؤال لمصلحة من؟
عارف العلي- سناء يعقوب
المصدر: تشرين
متعلقات:
ورشة عمل للجمعية السورية البريطانية حول إعادة تأهيل دمشق القديمة
سعاد جروس تكتب عن عاصمة الـ «واوا»
إضافة تعليق جديد