نظرية الملل
غالباً ما يصيبني يوم الجمعة بضجر شديد، فأحسّ أني مسترخٍ في الزمان كحياة هذه الأمة، وقد اكتشفت أن كل مهووس بالتجديد والتغيير هو شخص يعاني من الضجر، الملل، السأم ، وغير ذلك من التسميات لحالة الفراغ النفسي.. ففي البدء كان جدي آدم ضجراً فخلق الله له حواء كي يخرجه من ملله، وبعد مرور زمن ليس بالقليل ضجر آدم وحواء من بعضهما فراحا يلعبان بأسفل بعضهما حتى حبلت حواء وأنجبت بكرها قابيل، ثم ضجرت مرة ثانية فحبلت بهابيل، وظلت تضجر حتى أنتجت الآباء المؤسسين للضجر العالمي الذين اخترعوا الحروب للخروج من ضجرهم، كما اخترعوا المدينة، و أنواع الطعام، والموسيقى، والرقص مع فنون السكس للسبب نفسه، وهكذا أنتج لنا الضجر كل هذه المتع الجديدة التي نسعى للحصول عليها كل حين.. وأنا الآن أكتب للسبب نفسه الذي تقرأوني من أجله: للتخلص من الضجر الذي يشبه: تصريحات الحكومة، وخطبة إمام جامع حارتنا، و وصايا الأهل، ورشاوى شرطة المررو، وتوجيهات المسؤولين الحزبيين، وأغاني الطلائع والمنظمات الشعبية، وقصائد الزميل صابر فلحوط، الرئيس الرمزي لاتحاد الضجر العالمي..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد