أنقـرة تسـتنفد الدبلوماسـية وتحشـد للحـرب
ألقت واشنطن بالأزمة الكردية التركية، على عاتق الحكومة العراقية، بعدما طالبتها امس بالتحرك «سريعا» لوقف أنشطة حزب العمال الكردستاني، الذي اعلن استعداده لوقف اطلاق النار، وذلك فيما انتقدت أنقرة دور الولايات المتحدة السلبي في الازمة، وصعدت من هجومها السياسي على الاحتلال الاميركي للعراق.
في هذا الوقت، واصلت تركيا حشد قواتها بمحاذاة الحدود العراقية، رغم تأكيد نيتها استنفاد الدبلوماسية قبل أي عمل عسكري. وقد نشرت أنقرة زهاء مئة ألف جندي تدعمهم دبابات ومقاتلات من طراز «أف ـ 16» ومروحيات. وبدأت شاحنات عسكرية تنقل مدافع وأسلحة أخرى إلى الحدود، فيما سمع دوي انفجارات قذائف المدفعية التركية التي استهدفت الجبال في منطقة سيرناك العراقية.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن أكثر من 200 من عناصر حزب العمال الكردستاني شاركوا في الكمين الذي نصب صباح أمس الأول في منطقة هاكاري الجبلية وقتل فيه 17 جنديا تركيا. واكد الجيش التركي امس ان 8 من جنوده فقدوا بعد الاشتباكات، علما ان حزب العمال الكردستاني اعلن في وقت سابق انه اسر 8 جنود.
واعلن حزب العمال الكردستاني في بيان «لدينا استعداد لوقف اطلاق النار اذا ما توقف الجيش التركي عن مهاجمة مواقعنا وتوقف عن التوغل في شمال العراق وأعلنوا (الأتراك) عن بدء عمليات السلام والهدوء». واضاف البيان الذي جاء بعد وقت قصير من اعلان الرئيس العراقي جلال طالباني نية الحزب إيقاف العمليات العسكرية «لدينا استعداد لمعالجة جذرية للقضية الكردية».
واضاف البيان «نحن نطالب بحرية العمل السياسي وحق الهوية والثقافة حسب المواثيق الدولية وحقوق الإنسان ونطالب بان يعترف الجانب التركي بالحقوق الكردية.. نحن أوقفنا الحرب في مرات عديدة من جانب واحد ولكن مع الأسف الحكومة والجيش هما من قام بمهاجمة قواتنا». وتابع «يشير حزب العمال في هذا البيان الى وجود تنسيق بين تركيا وايران أدى الى عدم معالجة للقضية الكردية وعلى أثره أضاعتا فرصا كثيرة للسلام».
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، حذر من ان فشل الولايات المتحدة في التحرك ضد حزب العمال الكردستاني يهدد العلاقات الوثيقة بين واشنطن وأنقرة، مشــيرا لصحيفة «التايمز» البريطانية ان الحزب الكردي يختبئ وراء الحكومتين الاميركية والعراقية ويستخدم اسلحة اميركية ضد القوات التركية.
واوضح اردوغان انه «اذا وفر بلد مجاور المأوى الآمن للإرهاب.. ولدينا حقوق بموجب القانون الدولي، فسنستخدم هذه الحقوق وليس علينا ان نحصل على إذن من احد». الا انه اضاف انه يمكن تجنب القيام بعمل عسكري اذا تحركت الولايات المتحدة والعراقيون لطرد عناصر حزب العمال الكردستاني.
وقال اردوغان ان المشاعر المعادية للولايات المتحدة تتزايد حاليا في تركيا، معتبرا ان «اميركا ربما خسرت صديقا مهما». واكد ان التواجد الاميركي في العراق اثار الاستياء، معتبرا ان واشنطن أخفقت في تحقيق اهدافها منذ غزو العراق. واوضح «لا أرى اي نجاح.. لا أرى سوى موت عشرات آلاف الاشخاص. هناك عراق انهارت بنيته التحتية ومؤسساته العليا بأكملها».
أميركيا، حث البيت الابيض بغداد على التحرك «سريعا» لوقف أنشطة المتمردين الاكراد. وأشار المتحدث طوني فراتو الى اتصالات اميركية متواصلة مع القادة الأتراك والعراقيين وأكراد العراق، موضحا «نريد ان تتحرك الحكومة العراقية سريعا لوقف أنشطة» حزب العمال الكردستاني.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو أن الرئيس جورج بوش اتصل بغول وبرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأوضح أن بوش والمالكي، اللذين تحدثا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، «اتفقا على العمل سوياً، بالتعاون مع الحكومة التركية، لمنع حزب العمال الكردستاني من استخدام أي جزء من الأراضي العراقية لشن هجمات إرهابية أو التخطيط لها».
وفي بغداد، اكد وزير الدولة للامن الوطني شيروان الوائلي امام مجلس النواب العراقي الذي عقد جلسة مغلقة لمناقشة الوضع المتأزم مع تركيا، ان العراق اتخذ مجموعة من الاجراءات لقطع الإمدادات عن عناصر حزب العمال الكردستاني. وقال ان «الحكومة التركية طالبت العراق خلال الاشهر الماضية بغلق مكاتب وإذاعات ومؤسسات المتمردين الاكراد وقد استجابت لهم وتم إغلاقها».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد