مفوضية اللاجئين تحذر من تدهور أوضاع النازحين العراقيين
حذر اندرو هاربر مدير وحدة مساندة العراق في المفوضية العليا للاجئين بالامم المتحدة ان مئات الآلاف من النازحين العراقيين يواجهون صعوبات متزايدة في الانتقال من موضع الى آخر داخل العراق هربا من العنف.
واوضح هاربر في مقابلة مع البي بي سي ان 11 محافظة عراقية، من بين 18 محافظة في العراق، ترفض استقبال النازحين بسبب ضعف الموارد، وتمنع تقديم التعليم والمساعدات الغذائية لمن يتمكن من الدخول اليها.
وحذر هاربر من ان عدم وجود حل سريع لمشاكل النازحين العراقيين، الذين بلغ عددهم 2.2 مليون فرد داخل العراق حسب قوله، يهدد بتفجير الاوضاع في العراق.
واضاف هاربر ان عدد النازحين العراقيين يزيد في المتوسط بما يصل الى نحو 100 ألف فرد شهريا.
وقال هاربر انه ناقش المشكلة مع المسؤولين العراقيين في بغداد، واخبروه بانهم طالبوا المحافظات العراقية بالا تغلق ابوابها في اوجه القادمين من محافظات اخرى.
وتأتي تحذيرات هاربر في الوقت الذي قامت فيه دول مجاورة مثل سورية بفرض قيود على اللاجئين العراقيين بسبب عدم قدرتها على استيعاب الاعداد الكبيرة منهم.
وفي ذات السياق حذرت منظمات لاغاثة اللاجئين من ان الجهود الامريكية لمساعدة اللاجئين العراقيين تتسم بالبطء، وتعاني من ضعف التمويل، كما انها تتجاهل سورية التي تستضيف اكبر عدد من اللاجئين العراقيين.
وحسب تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالامم المتحدة، فان نحو 2.4 مليون عراقي اجبروا على النزوح من بلدهم منذ الغزو الامريكي عام 2003، الامر الذي خلق مشكلات كبيرة خاصة في سورية التي تستضيف نحو 1.4 مليون لاجئ، والاردن التي بها نحو 750 الف.
ويشير سارناتا رينولدز مدير برنامج اللاجئين في منظمة العفو الدولية الى ان تعهد واشنطن بقبول 12 ألف لاجئ عراقي في العام المقبل يمثل "بادرة طيبة" على حد وصفه.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش وجه مذكرة رسمية الى وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس قال فيها ان الولايات المتحدة ترحب بـ 8 آلاف لاجئ عراقي في الاثني عشر شهرا القادمة.
غير ان كثيرا من النشطاء في مجالات مساعدة ودعم اللاجئين يقولون انه من غير المحتمل ان يتحقق ذلك.
فقد قامت الهيئات التابعة للامم المتحدة بتسجيل نحو 200 ألف لاجئ عراقي في سورية والاردن، ولم ترشح هذه الهئيات سوى 11 ألف منهم لطلب اللجوء الى الحكومة الامريكية.
اما من بدأ خطوات اللجوء فلا يتعدى نصف هذا العدد.
وتقول انستاسيا براون مدير برنامج اللاجئين بمنظمة امريكية كاثوليكية لاغاثة اللاجئين ان نحو 5 آلاف فرد من اللاجئين العراقيين المرشحين من قبل الامم المتحدة لم يبدأوا خطوات اللجوء الطويلة، اذ ان على كل طالب لجوء الى الولايات المتحدة ان يمر باربعة مراحل من بينها عمليات فحص طبي وامني قد تستغرق نحو عام باكمله.
وتضيف براون ان من بين المشكلات القائمة وجود عدد قليل من الموظفين الامريكيين في الدول المستقبلة لاعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين، مثل سورية والاردن، الامر الذي يجعل اجراء المقابلات مع طالبي اللجوء "بطيئة بشكل مؤلم".
وتوضح براون ان التوتر السياسي القائم بين واشنطن ودمشق يزيد من تعقيد الامور.
ويقول جاك كيرتزر الناشط بمنظمة امريكية اخرى تدعى منظمة اللاجئين الدولية ان منظمته تطالب بمبلغ 1.4 مليار دولار اضافية لمساعدة اللاجئين من بين مبلغ 190 مليار دولار التي تخصصها واشنطن "للحرب على الارهاب".
ويضيف كيرتزر ان هذا المبلغ سيساعد في تقديم مساعدات للدول المستقبلة للاجئين العراقيين، مثل الاردن ومصر ولبنان، الا ان سورية ليست من بين هذه الدول بسبب الوضع السياسي.
وطالب كيتزر الاتحاد الاوروبي بتقديم مساعدات للاجئين العراقيين.
يشار الى ان واشنطن تتهم دمشق بتسهيل دخول المسلحين الى العراق، وهو ما تنكره دمشق.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد