السوريون يشهدون هطولاً وزخات شهابية غزيرة في سمائهم
هطلت زخات غزيرة من الشهب «زخات البرشاويات» ابتداءً من الساعة الحادية عشرة ليلة امس وحتى الساعة الثالثة صباحاً بمعدل 100 شهاب في الساعة وبسرعة هطل تراوحت بين 80 الى 110 كم في الثانية في ظاهرة يتم رصدها سنوياً في جميع أنحاء الكرة الأرضية ولكنها شوهدت هذا العام بالعين المجردة في سورية ولأول مرة نظراً لتوافر أجواء مناخية مناسبة.
حيث نظم منتدى الشبيبة للعلوم والمعلوماتية ومكتب المعلوماتية والأنشطة التقنية الفرعي منذ ساعات المساء الأولى في مارموسى في مدينة النبك رصداً فلكياً لهذه الأمطار الشهابية نتيجة التقاطع بين مدار المذنب سويفت تتل ومدار الأرض الذي يشاهد في الشمال الشرقي وحددت منطقة الرصد بين الشمال الشرقي ومشاهدة الظاهرة بالعين المجردة في أماكن مناسبة للرصد بعيداً عن التلوث الضوئي حيث تحدث ذروة الهطل الساعة 11 ليلاً وحتى الثالثة صباحاً.
والشهب عبارة عن حبيبات ترابية تخترق الغلاف الجوي لكرتنا مما يؤدي لاحتراقها وتبخرها نتيجة الاحتكاك، وبذلك تشكل خطاً مضيئاً يتحرك بسرعة في السماء لثوان أو جزء من الثانية، كما يتراوح قطر الشهاب مابين 1 ملم و 1سم، وقد سميت بزخات البرشاويات نسبة للبرج الذي سيكون في خلفية هذه الزخات.
ومذنب سويفت - تتل شوهد لأول مرة سنة 69 قبل الميلاد ويستغرق لإكمال دورته حول الشمس 130 عاماً، وتسير المذنبات الزائرة لمجموعتنا الشمسية أو ضمنها في مدارات متطاولة حول الشمس وأحياناً تخترق مسارات الكواكب في مسار الكواكب بالقطع الناقص، مما يؤدي لاجتياز الكواكب الذيل الغباري والغازي للمذنبات وهذا مايحدث لكوكب الأرض مع مذنب سويفت - تتل وبنتيجة الغلاف الجوي ودخول غبار الذيل يحدث الشهاب.
ويشكل الذيل الغباري أو الغازي أو كلاهما في بعض المذنبات من نواة المذنب الصلبة التي يصل قطر بعضها الى 16 كم وينتج الذيل عن ضوء الشمس والرياح الشمسية المشحونة كهربائياً التي تدفعها عكس الشمس ويبلغ طول ذيل بعض المذنبات أكثر من 150 مليون كم وما تم رصده بالأمس في جهة الشمال الشرقي للسماء /برج برشيوس - البرشاويات/ كان هطلاً غزيراً من الشهب ناتجاً عن اصطدام الحبيبات الترابية.
وتبدأ شهب البرشاويات بالظهور عادة في الفترة مابين 17 تموز وحتى 24 آب ومشاهدة البرشاويات تبدأ مع ظهور كوكبة فرساوس فوق الأفق الشمالي الشرقي.
عبد الرحمن جاويش
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد