إيران لا تريد حرباً إقليمية… ولكن!

02-10-2024

إيران لا تريد حرباً إقليمية… ولكن!

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، أن طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية إذا أبدت الأطراف الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، استعدادها لذلك.

وأوضح عراقتشي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن إيران جاهزة لاستئناف المحادثات حول برنامجها النووي هذا الأسبوع إذا كان الآخرون مستعدين.

ومع ذلك، أقر الوزير بأن التوترات المتصاعدة في المنطقة قد تجعل من إحياء العملية تحديًا، مشيرًا إلى أنه “إذا كانت الأطراف الأخرى مستعدة، فيمكننا استئناف المفاوضات خلال هذه الزيارة”.

تصريحات عراقتشي جاءت قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الذي ألقى خطابًا أمام الجمعية العامة في 24 سبتمبر 2024.

وأكد عراقتشي، وفقًا لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، أنه سيبقى في نيويورك لأيام إضافية بعد عودة الرئيس لإجراء مزيد من الاجتماعات مع وزراء خارجية دول مختلفة.

تشير تصريحات عراقتشي إلى انفتاح إيران على الحوار مع الغرب ورغبتها في تهدئة التوترات مع الولايات المتحدة في محاولة لوقف التصعيد المحتمل من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نحو حرب إقليمية.

ويبدو أن الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، تسعى لاحتواء هذا التصعيد ومنعه.

اختيار بزشكيان لتشكيلة حكومته يعكس رغبته في إعادة التواصل مع الغرب، حيث عين عباس عراقتشي وزيرًا للخارجية، بينما تم تعيين وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، نائبًا للرئيس لوضع خطط شاملة للانفتاح على الغرب.

وجاءت هذه الخطوة بموافقة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، السيد علي خامنئي، الذي يدعم عادة المحافظين في إيران، إلا أنه أعلن بعد انتخاب بزشكيان أن “لا ضرر” في التعامل مع الغرب.

هذا التوجه الإيراني لا يعني تخليها عن دعمها للمقاومة الإسلامية في لبنان أو المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، لكنه يعكس رغبتها في تجنب التورط في حرب إقليمية واسعة كما يسعى نتنياهو.

وأكد الرئيس الإيراني، خلال لقائه مع مدراء وسائل الإعلام الأميركية، أن إيران تدافع عن غزة ولبنان، لكنها لا ترغب في حرب إقليمية تسعى إليها “إسرائيل”، مضيفًا أن إيران مستعدة للرد على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، منتقدًا في الوقت ذاته السياسات الأميركية الداعمة لإسرائيل.

وأشار بزشكيان إلى استعداد حكومته للحوار مع الإدارة الأميركية لحل الخلافات، بشرط أن تلتزم الولايات المتحدة بتعهداتها، مؤكدًا أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، وأن هذا لا يتماشى مع عقيدتها العسكرية.

كل هذه التصريحات تؤكد أن إيران تحاول تجنب الانجرار إلى حرب إقليمية ضد الولايات المتحدة والغرب في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل محاولات نتنياهو لجرها إلى هذه الحرب.

وكانت هناك رسائل إيرانية غير مباشرة إلى الولايات المتحدة تحذر من مخاطر التصعيد في المنطقة وتأثيره على المصالح الأميركية، خاصة في منطقة الخليج.

وفي هذا السياق، وبالتزامن مع استشهاد القيادي في حزب الله، إبراهيم عقيل، بعد ضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، أصدر تنظيم “سرايا الأشتر” في البحرين بيان تعزية، أكد فيه موقفه الثابت في دعم المستضعفين ومساندة المقاومة في الرد على الجرائم الصهيونية والأميركية في المنطقة.

البيان لم يكن لافتًا فقط بسبب إعلان التنظيم عن نفسه كفصيل مسلح في البحرين للمرة الأولى، بل أيضًا لأنه جاء من مجموعة بحرينية في دولة خليجية تستضيف قاعدة أميركية رئيسة، مما يشكل تحذيرًا من جانب محور المقاومة، وعلى رأسه إيران، من أن حربًا إقليمية قد تمتد لتشمل منطقة الخليج، وهو ما سيتسبب بآثار كارثية على الاقتصادات العالمية وأسعار النفط.

وقد جاءت هجمات على حقل كونيكو في ريف دير الزور شرقي سوريا كعينة لما يمكن أن تتعرض له القواعد الأميركية في المنطقة، مما دفع الجيش الأميركي إلى إرسال تعزيزات عسكرية. كذلك، أجرت قوات “التحالف الأميركي” تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في ريف الحسكة.

كل هذه التطورات تشكل رسائل من محور المقاومة، وعلى رأسه إيران، ضد التصعيد الذي يسعى له نتنياهو، محاولةً لاحتواء الموقف. السؤال الذي يبقى هو: هل ستستجيب الولايات المتحدة لهذه الرسائل وتسعى لاحتواء اندفاعة نتنياهو، أم أنها ستنجرّ وراءه إلى حرب ستكون عواقبها وخيمة على المصالح الأميركية والكيان الإسرائيلي؟

الميادين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...