ماذا تخطط إسرائيل لجنوب سوريا.. ولماذا تدرب واشنطن مسلحي إدلب في التنف؟

أكد الخبير الأمني السوري رفيق لطف أن أحد الأسباب الرئيسية وراء العدوان الأخير على سوريا هو تدهور وضع الجهات المرتبطة بإسرائيل. 

وأوضح أن بعض المناطق المتوترة داخل سوريا، إضافة إلى عناصر خارجية، تتواصل بشكل مباشر مع التحالف الدولي المتمركز في قاعدة التنف، وكذلك مع الكيان الصهيوني.

وأضاف أن إسرائيل وعدت تلك الأطراف منذ سبتمبر 2023 بأن هناك حدثاً سيغير المعادلة في سوريا لدعمهم.

وأشار لطف إلى أن كلما شعرت تلك الأطراف بالإحباط نتيجة فشلها في تحقيق أهدافها، يسعى الكيان الصهيوني إلى رفع معنوياتهم من خلال أعمال عدوانية، مثل العدوان الأخير الذي نفذه بهدف إعادة تنشيطهم بعد فترة من التراجع.

وأكد لطف، الذي اكتسب شهرة من تحقيق استقصائي قدمه في الأمم المتحدة عام 2012 وكشف عن تورط مراسلي BBC في تفجير أنابيب النفط في حمص، أن إسرائيل كانت تخطط منذ سبتمبر الماضي لشن هجوم بري على الجنوب السوري، إلا أن عملية “طوفان الأقصى” قلبت الموازين وأخرت تلك الخطط.

كما تحدث لطف عن تدريب مقاتلين في قاعدة التنف الأمريكية، مشيراً إلى أن هؤلاء المقاتلين يتم نقلهم من إدلب ومناطق أخرى في الشمال لتدريبهم وإرسالهم إلى درعا، حيث تُجهز لمعركة محتملة في الجنوب السوري.

ولفت إلى أن إسرائيل تخطط لإنشاء حزام أمني بعمق 20 كيلومتراً من القنيطرة إلى درعا والسويداء، استعداداً لمعركة قريبة في المنطقة، والتي قد تمتد إلى الجنوب اللبناني.

وأوضح لطف أن المشروع الإسرائيلي يهدف إلى حماية إسرائيل وتهجير عرب الـ48 وطائفة الموحدين الدروز إلى جنوب سوريا، وإنشاء دولة درزية تخدم مصالح إسرائيل في المنطقة.

وأشار إلى أن هناك خلافات بين “الإخوان المسلمين” الموالين لتركيا وإسرائيل، وأن التنسيق بين الأطراف بدأ يتغير بعد الانخراط مع السويداء.

وأكد لطف أن الجيش السوري وحلفاءه على دراية كاملة بهذه المخططات وهم مستعدون لمواجهتها، مشيراً إلى أن هذا المشروع يواجه رفضاً من سكان المنطقة والجيش السوري الذي لن يسمح بتمريره.

وأوضح أن الصراع يمتد إلى دول أخرى مثل لبنان والأردن والعراق، حيث تهدف إسرائيل إلى تقسيم المنطقة وتحويلها إلى كيانات متصارعة.

وفي الختام، أكد لطف أن القوى الكبرى مثل روسيا والصين لن تسمح بهزيمة سوريا، وأن هذا المشروع سيفشل نتيجة لتكاتف الجيش والشعب والقوى الإقليمية التي تعارض تقسيم المنطقة.

سبوتنيك