أميركا ترتّب أوراقها في سوريا

12-09-2024

أميركا ترتّب أوراقها في سوريا

حادثة فرار خمسة من عناصر تنظيم “داعش” أثناء نقلهم من سجن إلى آخر في الرقة أعادت ملف معتقلي التنظيم لدى “قسد” إلى الواجهة.

الفارون، الذين يحملون الجنسيات الروسية والأفغانية والليبية، تمكنوا الأسبوع الماضي من الهروب من مركبة كانت تنقلهم من سجن “صوامع الرشيد” إلى سجن المدينة المركزي في الرقة، لكن تم القبض على اثنين منهم لاحقاً.

على أثر ذلك، استنفرت القوات الأمريكية دورياتها في المدينة ومحيطها بحثاً عن الفارين الثلاثة، وزارت عدة سجون منها “التعمير”، و”الأحداث”، و”المركزي” لسد أي ثغرات أمنية ومنع هروب سجناء آخرين.

في الوقت نفسه، نفذت “قسد” بدعم من التحالف الدولي، عدة مداهمات في الرقة والمناطق المحيطة بها بحثاً عن الفارين. كما ألقت القبض على شخص يُعتقد أنه قيادي في التنظيم.

في هذه الأثناء، أصدرت القيادة المركزية الأمريكية بياناً تعلن فيه عن اعتقال القيادي في تنظيم داعش، خالد الدندل، بتهمة مساعدة الفارين، محذرة من استمرار سعي التنظيم لتحرير عناصره المحتجزين بهدف إعادة ترتيب صفوفه.

كما أشارت مصادر ميدانية إلى أن “قسد” اعتقلت عدداً من الأفراد بتهمة تسهيل هروب العناصر الخمسة، وتواصل عمليات المداهمة اليومية في مناطق مختلفة من الرقة للبحث عن الفارين الثلاثة، وهم الروسي تيمور عبداش والأفغانيان شعيب العبدلي وعطال خالد زار.

تأتي هذه الجهود في إطار الضغط الأمريكي على “قسد” لضمان القبض على الهاربين.

وفي إطار التعامل مع هذه القضية، بدأت واشنطن إعادة ترتيب سجون معتقلي “داعش” في الرقة ودير الزور، ونقلت نحو 90 من عناصر التنظيم إلى سجن الثانوية الصناعية في الحسكة، حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية، مما يوفر أماناً أكبر للسجون.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة أوسع لنقل معتقلي “داعش” إلى مناطق أكثر تحصيناً استعداداً لإجلاء المحتجزين الأجانب بالتعاون مع دولهم، خاصة بعد تأهيل السجون من قبل البريطانيين.

من جهتها، تهدف واشنطن إلى تصفية ملف السجون والمخيمات الخاصة بـ “داعش” في سوريا قبل انسحابها المتوقع من العراق بنهاية 2026، وهو ما قد يتبعه انسحاب من سوريا.

وتواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في إدارة هذا الملف، حيث يوجد أكثر من 65 ألف معتقل في سجون “قسد”، منهم 10 آلاف من عناصر “داعش” المثبت انتماؤهم للتنظيم، فيما البقية متهمون بتقديم الدعم له.

المسؤولون الأمريكيون يرون أن الحل الأمثل يكمن في إعادة السجناء إلى دولهم الأصلية، لكن بعض الدول تواجه صعوبات في معالجة هذا الملف بسبب ضعف الإرادة السياسية والإمكانات اللازمة للتحقيق معهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم.

من جانب آخر، يبقى هذا الملف معلقاً بمستقبل الوجود الأمريكي في سوريا ومدى ارتباطه باستراتيجية واشنطن تجاه المنطقة.

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...