تركية تحاول ضبط الفصائل الموالية لها وقسد تنادي باللامركزية
في وقت يزداد فيه التنسيق الروسي مع تركيا لفتح قنوات تواصل مع دمشق، تواجه أنقرة صعوبة في تحقيق خطوات ملموسة على هذا الصعيد، خاصةً فيما يتعلق بافتتاح معبر “أبو الزندين”.
هذا المعبر، الذي يربط مناطق سيطرة الفصائل في شمال سوريا بمناطق الحكومة السورية، ظل مغلقاً وسط تصاعد النزاع في شرق سوريا، خاصةً بعد موجة الهجمات التي شنتها العشائر في دير الزور.
في الأثناء، قامت روسيا بإعادة تفعيل الدوريات المشتركة مع تركيا قرب الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا في ريف الحسكة، بعد نحو عام من توقفها. هذه الدوريات، التي بدأت في عام 2019 بهدف طمأنة تركيا بشأن عدم وجود تهديدات كردية، استؤنفت الأسبوع الماضي بتسيير ثماني آليات عسكرية و40 جندياً من كلا البلدين، بالإضافة إلى مروحيات روسية من طراز “MI-8”.
وزارة الدفاع الروسية ذكرت أن الدورية جالت في محافظة الحسكة وبالقرب من مدينة القامشلي، مع مشاركة مدرعات روسية من نوع “تايغر” و”تايفون”، ومدرعات تركية من نوع “كيربي” و”VPK-URAL”.
في غضون ذلك، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن إعادة فتح المعابر بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة الحكومة السورية، بعد إغلاقها خلال محاولة فرض حصار على مدينة الحسكة عقب هجمات العشائر في دير الزور.
هذا الحصار انتهى بفضل التدخل الروسي، بينما لا تزال بعض المناطق في ريف دير الزور الغربي تحت حظر التجوال.
جاءت الهجمات العشائرية في وقت كان فيه التقارب بين دمشق وأنقرة مدعوماً من روسيا وإيران والعراق، مما زاد من قلق الأكراد الذين شعروا بتهديد وجودي.
وهذا دفعهم لمحاولة فتح حوار مع دمشق وأنقرة على حد سواء. ومع ذلك، يبدو أن الدعم الأميركي الأخير ضد العشائر قد غيّر موقف الأكراد قليلاً، حيث صرحت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، بأن دمشق أمام خيارين: إما الحوار مع “الإدارة الذاتية” أو مواجهة “جدار جديد”.
وأكدت أهمية قبول نظام الحكم اللامركزي الذي تسعى الأكراد لفرضه بدعم أميركي.
وفي الشمال السوري، تواجه تركيا تحديات كبيرة في تنفيذ اتفاق مع روسيا لفتح معبر “أبو الزندين” في منطقة الباب، بعد محاولتين فاشلتين بسبب الهجمات التي شنها مسلحون تصفهم أنقرة بأنهم “غير منضبطين”.
وقد قررت تركيا تعزيز قواتها العسكرية في المنطقة لردع المسلحين، بعد فشل الفصائل في تأمين المعبر.
يُتهم فصيل “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) بتأخير افتتاح المعبر، نظراً لنفوذه الكبير في إدلب وريف حلب، والذي قد يؤثر على التفاهمات السورية – التركية المقبلة.
من جانب آخر، عادت الولايات المتحدة لتنفيذ عمليات اغتيال جوية في إدلب ضد مسلحين مرتبطين بتنظيم “القاعدة”، بالتعاون مع “هيئة تحرير الشام”.
آخر هذه العمليات استهدفت السعودي “أبو عبد الرحمن الحارثي”، عضو مجلس شورى تنظيم “القاعدة” سابقاً، والذي كان قد اعتقلته “تحرير الشام” قبل الإفراج عنه لاحقاً بسبب تدهور حالته الصحية.
الأخبار
إضافة تعليق جديد