خبير سوري يحذر من شدة العواصف بالمناطق الساحلية!
كشف أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة تشرين د. رياض قرة فلاح أن هناك احترار واضح فوق مياه البحر الأبيض المتوسط يُسجل منذ أربعين عاماً؛ وهناك تحذيرات من ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة مياه البحر.
وقال قرة فلاح: “درجات الحرارة في بعض المناطق سجلت 31 درجة وهذا الرقم يعتبر استثنائي لم يسجل منذ أربعين عاماً وهذه الحرارة استثنائية لأن الحرارة عندما تكون أكثر من 28 درجة تعتبر درجة متطرفة فكيف إذا وصلت إلى حدود 31 درجة فهي تعتبر قمة في التطرف الحراري”، متابعاً:
“هذا الوضع يؤدي إلى حدوث تغييرات بيئية وله تغيّرات مختلفة على جميع النواحي المناخية أو البيئية فارتفاع درجة حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط ممكن أن يؤدي إلى زيادة تواتر وشدة العواصف في المناطق المتاخمة للبحر المتوسط ويؤدي إلى زيادة فرصة حدوث الأعاصير على قلتها في منطقة البحر المتوسط؛ ولكن أصبحت الآن متاحة بسبب وجود كمية كبيرة من بخار الماء الذي سيتبخر من المياه نتيجة هذه الحرارة المرتفعة”.
وأضاف: “وممكن أن يحدث تغيير في النظم البحرية، فالمياه الدافئة والمياه الحارة قد تؤثر على الحياة البحرية وتؤدي إلى انقراض بعض الحيوانات أو هجرة بعضها والتي لا تتواءم مع البيئة الجديدة الحارة التي أصبحت مستجدة في البحر الأبيض المتوسط مما يؤدي إلى التأثير على الأنواع البحرية، مثل انقراض بعض الأسماك أو وجود غيرها أو انتقال غيرها؛ فعندما تأتي أسماك تلائمها بيئة حارة لم تكن موجودة في مناطقنا أصلاً ممكن أن يؤثر ذلك على موضوع الدورة الهيدرولوجية أو يؤدي إلى زيادة معدلات التبخر وهذا يؤدي إلى تغيير نوع المطر وكثافة أكبر بالهطول؛ وبذلك يمكن أن يصبح لدينا حالات فيضانية في بعض المناطق نتيجة زيادة في كمية المياه المتبخرة وتبعا لذلك زيادة في كمية المياه المتكاثفة والهطول الأسرع للأمطار؛ عدا عن زيادة حرارة الجو المحيط بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه؛ ومن المعروف أن المياه تؤدي إلى تأخر في حدوث درجات حرارة أعلى؛ لذلك نلاحظ أن المناطق الساحلية درجات حرارتها تتأخر في الوصول إلى القمة على المناطق الداخلية؛ وهذا يمكن أن يكون أكثر في المستقبل”.
وشرح د. قره فلاح: “من المتوقع في المستقبل أن ارتفاع درجات الحرارة الحالي سيؤدي إلى زيادة في شدة الحرارة صيفاً مع تسجيل درجات حرارة قياسية لأننا لاحظنا آخر عشر سنوات كانت أسوأ عشر سنوات من حيث ارتفاع درجات الحرارة ومن حيث تكرار موجات الحر وهذا يؤثر بشكل أو بآخر على جميع المرافق أو النواحي زراعية- بيئية- هيدرولوجية- وحتى سياحية أو أي شيء”.
وتابع: “بالمستقبل سنلاحظ أن توزع الأمطار لم يكن كما كان، فقد أصبحت الأمطار تسقط بغزارة شديدة وفي فترة قصيرة؛ لذلك معظم هذه المياه تضيع عن طريق الجريان باتجاه البحر دون أن نستفيد منها وهذا يؤدي إلى حدوث فيضانات مفاجئة قد تؤثر على جميع المناطق المجاورة أو المتاخمة للأنهار سواء كانت تربة أو انهيارات في الصخور أو الترب أو حدوث فيضانات تؤثر على الأراضي الزراعية بشكل عام؛ رغم هذه الأمطار والعواصف التي ستكثر إلا أن الجفاف سيطول لأن الأمطار ستهطل لفترة قصيرة وغزيرة؛ لذلك الجفاف أمر متوقع ومتاح وخصوصاً إذا عرفنا أن كل 8 سنوات من أصل 10 سنوات هي عبارة عن سنوات جافة”.
وبيّن قره فلاح أن هناك عامين رطبين وثمانية أعوام جافة؛ ففي السابق كانت الأمور متعادلة الكفة 5 سنوات جافة و5 سنوات رطبة أو الرطب أكثر من الجاف، أما الآن السنوات الجافة هي الأكثر بوضوح.
ظواهر مناخية شاذة
أوضح قره فلاح أن هناك ظواهر شاذة قد تحدث مثل عواصف رملية؛ ودرجات حرارة متطرفة في غير موسمها (في غير وقتها).
وختم أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة تشرين د. رياض قرة فلاح كلامه قائلاً: “ارتفاع الحرارة بشكل عام وحرارة الماء بشكل خاص كون الماء هو المسؤول عن الرطوبة والهطول فهذا أمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لذلك ممكن أن تكون الفصول الانتقالية فصول مؤثرة جداً؛ مثلاً:
الربيع والخريف هي عبارة عن حد وسطي تنتشر فيها الضغوط الصيفية تارة والضغوط الشتوية تارة أخرى؛ أو هي منطقة تنازع بين الضغوط الصيفية والضغوط الشتوية؛ لذلك تعتبر هذه الفصول فصول قلقة قد تتعرض إما لفترات جفاف طويلة أو لفترات هطل غزيرة وأمور غير محسوبة، لذلك يجب أن يؤخذ موضوع التغيير المناخي عموماً والتغيير المناخي للبحر المتوسط خصوصاً على محمل الجد ووضعه في جميع الخطط الوزارية التي تراعي في المستقبل كل الظروف بما فيها الظروف المناخية التي يجب أن تكون على رأس أولوياتها”.
أثر برس
إضافة تعليق جديد