هل نأكل محاصيل مجهولة النسب؟
لم يعد السؤال في سورية يتعلق فقط بارتفاع أسعار الخضار والفواكه، بل أصبح الوضع أكثر تعقيدًا.
فإلى جانب الارتفاع الكبير في الأسعار، التي زادت بنسبة تتراوح بين 100% و150% مقارنة بالعام الماضي، يطرح السوريون سؤالًا أكثر إلحاحًا: ما هي جودة هذه المنتجات؟ ومن أين تأتي هذه الأصناف التي تبدو أقل جودة مما كانت تنتجه الأراضي السورية في السابق؟
أصناف زراعية مطورة أم مستلزمات إنتاج باهظة؟
بحسب مسؤول في وزارة الزراعة السورية، فإن المشكلة لا تكمن في الأصناف الزراعية المطورة، بل في ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج.
ومن جانبها، تشير جمعية حماية المستهلك إلى أن انتشار استخدام البذور المهربة والمستوردة يشير إلى بداية تراجع الزراعة في البلاد.
لذا، تدعو الجمعية وزارة الزراعة للتحرك وأخذ عينات من الخضروات، خاصة البندورة، لفحص جودتها.
ارتفاع تكاليف الإنتاج
مدير البحوث الزراعية في وزارة الزراعة، موفق جبور، أوضح أن مسؤولية أخذ العينات من الأسواق تقع على عاتق وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
وأشار إلى أن دور البحوث الزراعية يقتصر على تطوير الأصناف وإجراء أبحاث لتحديد الكميات المناسبة من الأسمدة والعلاجات اللازمة للآفات.
ويعزو جبور تراجع بعض المحاصيل إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم قدرة الفلاحين على تأمينها، بالإضافة إلى استخدام مياه غير نظيفة للري نتيجة ضعف الإمكانيات.
تراجع الزراعة
أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، أكد أن الزراعة في سورية تراجعت بشكل ملحوظ.
وأشار إلى أن الأسواق مليئة بأنواع سيئة من الخضروات مثل البندورة والبطيخ، التي فقدت جودتها ونكهتها.
وأوضح حبزة أن المشكلة تكمن في الاعتماد على بذور مستوردة ومهربة ذات جودة منخفضة، بالإضافة إلى استخدام مبيدات وأسمدة غير مناسبة.
أسباب ارتفاع الأسعار
وبخصوص أسباب ارتفاع أسعار الخضروات هذا العام، أوضح حبزة أن الزيادة الكبيرة في التكاليف، مثل تكاليف الطاقة والنقل، لعبت دورًا رئيسيًا.
فتكلفة نقل الخضار من سوق الهال إلى المناطق الريفية، مثل الغوطة الغربية بريف دمشق، قد تصل إلى 300 ألف ليرة.
كما أن تعدد الوسطاء وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، مثل الأسمدة والمبيدات، ساهمت في هذا الارتفاع.
وقد كانت هناك دعوات لإنشاء أسواق فرعية في الريف للتخفيف من أعباء النقل وتقليل تكاليف الوساطة.
هاشتاغ
إضافة تعليق جديد