أميركا تزود "قسد" بمنظومة الدفاع الجوي أفنجر
كشفت تقارير إعلامية عن بدء القوات الأميركية في شمال شرقي سورية بتدريب “قوات سورية الديمقراطية (قسد)” على استخدام أنظمة الدفاع الجوي من طراز “أفنجر” (Avenger)، وذلك تمهيدًا لتزويدها بهذه الأنظمة.
هذه الخطوة تعكس استمرار الدعم الأميركي لقوات “قسد” في وقت يبدو أن السياسة الخارجية الأميركية تتجه بعيدًا عن الشرق الأوسط.
تزويد “قسد” بمثل هذه المعدات العسكرية المتقدمة ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل يحمل أيضًا دلالات استراتيجية قد يكون لها تأثيرات تتجاوز النزاع القائم في سورية.
يُذكر أن القوات الأميركية أدخلت منظومة “أفنجر” إلى شمال شرقي سورية لأول مرة في فبراير 2021، وتوالت شحنات أخرى كان آخرها في يونيو الماضي.
هذا التحرك أثار تساؤلات بين المحللين وصناع القرار، خصوصًا في ظل محاولات الولايات المتحدة تقليص وجودها العسكري المباشر في المنطقة.
مع ذلك، يعكس تزويد “قسد” بأنظمة “أفنجر” التحديات المستمرة التي تواجهها الولايات المتحدة في التعامل مع توازن القوى في سورية، حيث تتشابك مصالح قوى إقليمية وعالمية بشكل معقد.
نظام الدفاع الجوي أفنجر: تاريخ وتقنية
تم تطوير نظام “أفنجر” في الثمانينيات من قبل شركة بوينغ، ليكون نظام دفاع جوي متنقل وقصير المدى قادرًا على مواجهة التهديدات الجوية على ارتفاعات منخفضة، مثل الطائرات بدون طيار والمروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة.
دخل النظام الخدمة في عام 1987، وهو مثبت على مركبة هامفي (HMMWV) مما يجعله قادرًا على التحرك بسهولة عبر مختلف التضاريس.
يتمتع كل نظام “أفنجر” بمنصتين لإطلاق صواريخ “ستينغر” (FIM-92)، مع مدفع رشاش عيار 0.50 كدفاع ثانوي.
الأهمية الاستراتيجية
منذ دخوله الخدمة، تم استخدام نظام “أفنجر” في العديد من النزاعات، من حرب الخليج إلى أفغانستان، حيث ساهم في حماية القوات البرية من الهجمات الجوية.
ومع تقدم التكنولوجيا وظهور تهديدات جديدة مثل الطائرات بدون طيار، أصبحت أهمية “أفنجر” أكثر وضوحًا في الحروب غير التقليدية.
التداعيات الإقليمية
تزويد “قسد” بأنظمة “أفنجر” يأتي في وقت حساس، حيث تواجه القواعد الأميركية في سورية زيادة في الهجمات، خاصة من قبل القوات الموالية لإيران باستخدام الطائرات بدون طيار.
كما أن تصاعد العمليات العسكرية التركية في شمال سورية، التي تستهدف “قسد”، يعزز الحاجة إلى تعزيز الدفاعات الجوية لهذه القوات.
من خلال هذه الخطوة، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق عدة أهداف، منها تعزيز قدرة “قسد” على مواجهة التهديدات الجوية المنخفضة وتثبيت الوضع الأمني في شمالي سورية، مما يسهم في تحقيق توازن جديد في المنطقة.
إضافة تعليق جديد