المنطقة على مفترق طرق: تصعيد مضبوط أم حرب بلا سقوف؟
المشهد في شرق البحر المتوسط يبدو غامضًا ومليئًا بالتساؤلات، وسط ترقب لردود “محور المقاومة” وما قد تترتب عليها من ردود أفعال إضافية.
التحشيدات العسكرية الأمريكية والأطلسية تزيد من تعقيد الأمور، ما يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين.
رغم هذا الغموض، فإن هناك بعض الحقائق والمعطيات التي يمكن الاستناد إليها لفهم الصورة بشكل أوضح، حتى لو لم نستطع الإحاطة بكل جوانبها.
من أبرز هذه المعطيات هو موقف محور المقاومة، الذي يهدف بشكل واضح إلى وقف الحرب على غزة، مع تجنب التورط في حرب إقليمية واسعة.
تجلت هذه المواقف من خلال تصريحات قادة المحور، بدءًا من الدبلوماسية الإيرانية وصولاً إلى حديث أمين عام حزب الله عن عدم الاستعجال في الدخول في مواجهة شاملة.
هذا الموقف يتوافق إلى حد ما مع مواقف دولية، بما في ذلك الإدارة الأمريكية، التي دعت إلى ضبط النفس لمنع تفاقم الأزمة.
مع ذلك، يبقى الغموض يكتنف المستقبل، خاصة مع التحركات العسكرية الأطلسية نحو البحر المتوسط. الأسئلة تتكاثر حول نوايا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وإمكانية تورط الولايات المتحدة في حرب موسعة رغم مصالحها الظاهرة في تجنب ذلك.
في هذه البيئة الضبابية، يزداد صعوبة التمييز بين الحقائق والتضليل الاستراتيجي، ما قد يؤدي إلى تقديرات خاطئة ومغامرات غير محسوبة.
الغموض يزداد بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على إيران ولبنان، والتي تثير تساؤلات حول سوء التقدير أو وجود نوايا خفية.
الأشهر الماضية شهدت سلسلة من التقديرات الإسرائيلية الخاطئة، التي أبرزها فشل شعبة الاستخبارات العسكرية في توقع رد فعل حماس قبل السابع من أكتوبر.
الاعتداءات الأخيرة على طهران وبيروت لا تزال تثير تساؤلات حول ما إذا كانت نتيجة سوء تقدير أم حسابات محسوبة من الجانب الإسرائيلي.
على صعيد العلاقة بين نتنياهو والبيت الأبيض، يبدو أن نتنياهو يستغل ضعف الإدارة الأمريكية الحالية لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، لكن هذا النهج قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه.
رغم الدعم الأمريكي الظاهر لإسرائيل، فإن المصالح الأمريكية العليا قد تدفع واشنطن في نهاية المطاف إلى كبح جماح نتنياهو إذا كانت المواجهة الإقليمية تهدد أمنها القومي.
في النهاية، تبقى كل الخيارات مفتوحة، والسيناريوهات متعددة، حيث يعتمد الكثير على مواقف الولايات المتحدة ومحور المقاومة في الأيام والأسابيع المقبلة.
الميادين
إضافة تعليق جديد