تصعيد في دير الزور وتهدئة في الحسكة : “قسد” تواصل استفزاز دمشق!
شَنّ مقاتلون تابعون لـ”قوات سورية الديموقراطية”، مطلع الأسبوع، هجمات واسعة استهدفت نقاطاً تابعة للجيش والقوات الرديفة في ريف دير الزور الشرقي، في حادثة اشتباك هي الأولى من نوعها بين الطرفين في هذه المنطقة، منذ طرْد تنظيم “داعش” ونشوء نقاط تماس بينهما على امتداد سرير نهر الخابور، في عام 2017.
وتركزت هجمات عناصر “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ”قسد” في قرى وبلدات البوليل والطوب والكشمة، وأعقبت تمهيداً مدفعياً وصاروخياً، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد منهم.
وتبنّت “قسد”، في بيان رسمي، العملية التي قالت إنها جاءت “انتقاماً لدماء شهداء مجزرتَي الدحلة وجديد بكارة الذين استشهدوا بقصف لقوات النظام”، وقالت: “نفّذت قوات مجلس دير الزور العسكري، عملية انتقامية استهدفت الإغارة على ثلاث نقاط لقوات النظام في الضفة الغربية لنهر الفرات”، مضيفةً أن «هذه العملية تحذيرية لقوات النظام وميليشياته.
وفي حال مواصلة الجرائم ضدّ شعبنا، نشدّد على حقّنا في الدفاع المشروع عن النفس”.
وجاءت العملية بعد اتهام “قسد”، الجيش السوري والقوات الرديفة، بقصف أهالي قريتَي الدحلة وجديد بكارة، والذي أسفر عن سقوط 11 قتيلاً، وعدد من الإصابات، في وقت اتهمت فيه العشائر، “قسد”، بقصف القريتَين من داخل مناطق سيطرتها، لمنع نشوء أيّ حاضنة شعبية لـ”جيش العشائر”.
وأصدر عدد من مشائخ ووجهاء العشائر والقبائل في دير الزور بياناً تلاه قائد «جيش العشائر»، وشيخ مشائخ قبيلة «العكيدات»، إبراهيم الهفل، نفى فيه «وجود أيّ مواقع لجيش العشائر في بلدات الضفة الغربية لنهر الفرات، أو أيّ مدافع أو أسلحة ثقيلة»، متّهماً «قسد» بـ «ارتكاب مجازر يومية بحقّ المدنيين في منطقة الشامية، عبر قصف منازلهم وممتلكاتهم».
ولفت البيان إلى أن «جيش العشائر هو حركة مقاومة شعبية ليست لها أيّ صلة بأيّ جهة كانت، هدفها تحرير كامل ريف دير الزور من داعش»، داعياً أهالي مناطق سيطرة «قسد»، إلى «طرد عناصر ميليشياتها، وعدم السماح لهم بنصب أسلحة ومعدات بالقرب من منازلهم».
وتشير مصادر ميدانية إلى أن «هجمات العشائر ضرراً كبيراً بقسد، التي تخشى من تكرارها واتّساعها»، مبيّنةً أن «قسد، وعبر تصعيدها ضدّ الجيش السوري، تريد إقحامه في المعركة، بما قد يوجب تدخّلاً أميركيّاً جويّاً، يقوّي موقفها العسكري في دير الزور».
وتتوقّع المصادر أن «يستمرّ ضغط العشائر على قسد خلال المدة المقبلة»، مؤكدة «وجود إصرار على الضغط الميداني لتحقيق مكاسب، من شأنها فرض واقع جديد في دير الزور».
وترجّح أن «يتم فصل ملف دير الزور عن الحسكة، لكون الأول مرتبطاً بالوجود الأميركي، والثاني مرتبطاً في جزء منه بالوجود التركي وأهمية الحفاظ على وجود الجيش السوري على الحدود التركية».
في المقابل، نجحت الوساطة الروسية في تهدئة التوتّر القائم في مدينتَي الحسكة والقامشلي، وإنهاء حصار «قسد» الذي استمرّ على مدى سبعة أيام، لمركزَي المدينتَين.
وبهدف منع أيّ تصعيد إضافي بين الجيش و«قسد»، وصل قائد القوات الروسية في سورية، أندريه سيرديكوف، إلى مطار القامشلي للمرة الثانية خلال أربعة أيام، حيث التقى ممثلين عن «قسد»، من بينهم قائدها مظلوم عبدي. وأكدت مصادر، لـ«الأخبار»، أن «الاجتماع كان إيجابياً وركّز على أهمية عدم التصعيد الميداني»، مشيرة إلى أنه «تم الاتفاق على عودة الأمور إلى ما كانت عليه في الحسكة، وإعادة الجنود والضباط من الجيش السوري والشرطة في الحسكة والقامشلي».
ومن جهته، أفاد محافظ الحسكة، لؤي صيوح، بأن «كل الطرق التي كانت مغلقة أمام حركة السير وتنقُّل الأهالي، أعيد فتحها الثلاثاء»، مبيّناً أن «الحركة ستعود اعتيادية بين كل أحياء مدينتَي الحسكة والقامشلي، مع البدء في إدخال صهاريج المياه والوقود والأدوية والمواد الغذائية بشكل تدريجي».
الأخبار
إضافة تعليق جديد