تركيا تتحايل على قرار وقف التصدير إلى إسرائيل

رغم الانتقادات المستمرة التي توجهها تركيا للكيان الإسرائيلي، وخاصة تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلا أن أنقرة ما زالت مترددة في اتخاذ أي إجراءات فعلية ضد إسرائيل، سواء على المستوى السياسي، الدبلوماسي، أو التجاري.

وحتى الآن، لم يتم تنفيذ قرار تعليق التجارة مع تل أبيب بشكل جدي، إذ يُتهم بأنه يتم الالتفاف عليه بطرق أخرى.

وفي إطار التمهيد لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، زار وزير الخارجية التركي، حاقان فيدان، القاهرة وتحديداً الجانب المصري من معبر رفح، حيث أعرب عن استيائه من “الوضع الإنساني المأساوي” على بعد أمتار قليلة من المعبر. وقال فيدان: “هناك إبادة، ولا يوجد دواء أو طعام أو ماء.

إخواننا الفلسطينيون يعانون من الجوع والعراء. أناشد العالم: إذا لم نوقف هذه المجزرة الوحشية معاً، فإن الإنسانية ستكون شريكة فيها”.

كما دعا إلى زيادة الضغط على إسرائيل وحث الولايات المتحدة على كسر صمتها وعدم التواطؤ في هذه الإبادة.

وفي هذا السياق، أثارت صحيفة “قرار” تساؤلات حول تأخر تركيا في تقديم طلب للمرافعة في دعوى الإبادة ضد إسرائيل التي قدمتها جنوب أفريقيا في ديسمبر الماضي، واستمرار العلاقات التجارية مع إسرائيل.

وعلى الرغم من إعلان تركيا منذ ثلاثة أشهر عن نيتها تقديم مرافعة، إلا أن الرئيس رجب طيب أردوغان برر التأخير بالتحضير للوثائق المطلوبة، فيما أكد وزير الخارجية حاقان فيدان أن تركيا ستقدم طلبها يوم الأربعاء.

من جانبه، انتقد رئيس “لجنة الشؤون الخارجية” في البرلمان التركي، أوغوز قاآن صالجي، التأخير في تقديم المرافعة، مشيرًا إلى أن دولًا مثل إسبانيا قد قدمت طلباتها بشكل أسرع.

كما أشار إلى أن الحزب الحاكم قد يكون مترددًا في الإضرار بعلاقاته مع إسرائيل والولايات المتحدة، متهماً إياه بتقديم تبريرات واهية.

أما فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل، فقد كشف الكاتب إبراهيم قهوجي عن معلومات تشير إلى استمرار تصدير البضائع التركية إلى إسرائيل عبر دول ثالثة، رغم الإعلان عن وقف التجارة. وأوضح أن تركيا صدرت بضائع بقيمة 2.62 مليار دولار إلى إسرائيل بين أكتوبر 2023 ومايو 2024، بما في ذلك مواد أساسية لدعم العمليات العسكرية في غزة.

كما أشار إلى أن التجارة التركية مع اليونان وقبرص الشمالية التركية شهدت ارتفاعًا كبيرًا بعد الإعلان عن وقف التجارة مع إسرائيل، حيث يشتبه في أن بعض الصادرات موجهة في الواقع إلى إسرائيل تحت غطاء دول أخرى.

وفيما يتعلق بفلسطين، أوضح قهوجي أن الصادرات التركية إلى “دولة فلسطين” شهدت زيادة غير مبررة، حيث ارتفعت من 9.36 مليون دولار في أبريل إلى 119.5 مليون دولار في يوليو، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام تثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الصادرات موجهة بالفعل لفلسطين أم أنها تخدم مصالح إسرائيل تحت غطاء فلسطين.

ختاماً، طرح قهوجي تساؤلات حول استمرار تركيا في سياستها الخارجية دون اتخاذ إجراءات فعلية ضد إسرائيل، على الرغم من الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في غزة.

الأخبار اللبنانية