من المستفيد من نقل سوق الهال من دمشق ؟
ما زال مقترح نقل سوق الهال من دمشق يثير جدلاً واسعًا بين التأكيد والتريث، إذ يظل قيد البحث والنقاش بانتظار الوقت المناسب للتنفيذ. ففي الأسبوع الماضي، كشف مصدر مطلع في محافظة دمشق عن وجود مقترح لنقل السوق إلى منطقة الضمير، لكن أحد المسؤولين في المحافظة أكد لاحقًا أن مجلس المحافظة لم يوافق على المقترح حتى الآن، نظرًا لتبعاته المحتملة في زيادة تكاليف النقل وارتفاع الأسعار. ورغم ذلك، أشار المسؤول إلى أن عملية نقل السوق باتت ضرورية لتخفيف الازدحام ومنع دخول الشاحنات إلى المدينة.
بين المقترح الأول والتريث التالي كان هناك الكثير من الأحاديث والتأويلات. نُقل عن عضو لجنة مصدري الخضار والفواكه في سوق الهال، محمد العقاد، قوله إن هناك معلومات متداولة عن نقل سوق الهال من الزبلطاني في دمشق، مع تضارب حول الموقع. فبينما تشير محافظة دمشق إلى نقل السوق إلى الضمير، يقترح الريف نقله إلى الدوير، لكن في الواقع، المنطقتان غير مناسبتين.
وبين العقاد أن التجار مؤيدون للنقل ولكن إلى مكان مناسب على أوتوستراد درعا باعتبار أن 80% من الإنتاج يصدر منها، إلى جانب قربها من معبر نصيب لأجل عمليات الاستيراد والتصدير، مشيراً إلى أن الضمير تبعد عن دمشق 50 كم ما سيزيد من تكاليف النقل على باعة المفرق، وبالتالي تزداد الكلفة على المستهلك. وأكد عدم وجود أزمة محال في سوق الهال حالياً بل بساحات العرض والبيع وبالتالي أصبح نقل السوق أمراً ضرورياً. وقال أيضاً إن يومية العامل في سوق الهال تتراوح بين 40–60 ألف ليرة بالتالي تبلغ أسبوعيته 300 ألف ليرة، والسوق بحاجة إلى عمال دوماً.
بمطلق الأحوال يبدو أن مقترح نقل سوق الهال إلى خارج دمشق بات أمراً حتمياً، وهو على ذلك ربما بانتظار بعض الهامش الزمني لتنفيذه، وذلك على ضوء الخيارات المطروحة كأمكنة بديلة عنه ليس إلا!
وأشارت صحيفة " قاسيون" المحلية أنه وبغض النظر عن المبررات والذرائع المسوقة من أجل تنفيذ مقترح نقل سوق الهال إلى خارج المدينة، لكن يبدو أن الخيارات المطروحة كأمكنة هي خيارات سيئة بانعكاساتها السلبية بسبب بعد مسافتها عن دمشق، وخاصة على أجور النقل، بالإضافة إلى صعوبات وصول العاملين إليه!
فالأمر لا يقتصر على النوايا والمقترحات بهذا الصدد، بل بكل ما يتعلق بمهام وعمل هذا السوق بموقعه الحالي، وما يؤمنه من خدمات مباشرة على مستوى تسويق المنتجات الزراعية الآتية من مناطق الإنتاج في المحافظات القريبة والبعيدة، من خضار وفواكه ولحوم وغيرها، سواء للمواطنين مباشرة أو للأسواق الشعبية المنتشرة داخل المدينة، وللباعة بالمفرّق فيها ومن ثم للمستهلكين من مرتادي هذه الأسواق بالنتيجة، مع عدم تغييب ما يؤمنه السوق من فرص عمل داخله، حيث تشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن سوق الهال يشغل 5 إلى 6 آلاف عامل يومياً، ويمكن أن يستوعب أعداداً جديدة يومياً.
والسؤال واجب الإجابة عنه قبل الشروع بتنفيذ مقترح نقل سوق الهال إلى خارج المدينة، ما هي الانعكاسات السلبية على مستوى تكاليف نقل الخضار والفواكه إلى الأسواق الشعبية وصولاً إلى المستهلكين، وما هي الانعكاسات السلبية على العاملين في هذا السوق الذين سيضطرون للانتقال إلى مسافات أبعد بحسب الأمكنة المقترحة، وكيف سيتم تأمين وسائل المواصلات الكافية من وإلى هذا السوق لاحقاً!
من المفروغ منه أن أسعار الخضار والفواكه واللحوم سترتفع في أسواق ومحال المفرق بدمشق، كنسبة وتناسب مع بعد مسافة المكان المقترح للسوق الجديد، أياً كان موقعه، والتي سيضاف إليها الكثير من هوامش الاستغلال التي سيدفع ضريبتها المستهلك داخل المدينة بنهاية المطاف! فالمتضرر الأكبر من مقترح نقل سوق الهال إلى خارج دمشق هو المستهلك، الذي ستزيد عليه أعباء وتكاليف المعيشة أضعافاً مضاعفة عما هي عليه الآن!
لكن هل هناك مستفيد من ذلك؟!
الإجابة تبدو بسيطة وواضحة، فمنطقة سوق الهال في #الزبلطاني كبيرة نسبياً، ومن الممكن استثمارها بمشاريع تجارية وسياحية تدر الكثير من الأموال على مستثمريها، بالمقابل فإن المحافظة الباحثة عن جني المزيد من المكاسب لن تمانع في استثمار هذه الرقعة تحت عناوين البحث عن الموارد والاستثمار الأمثل لملكياتها، وهو الأمر المغيب من الحديث حتى تاريخه، لكن لن يطول الأمر عليه ليظهر للعلن بعد أول خطوة تنفيذية لنقل السوق خارج العاصمة!
المواطنون المتضررون من مقترح نقل سوق الهال إلى خارج المدينة، ولمسافة بعيدة عنها بعشرات الكيلومترات، سواء كانت في الضمير أو في الدوير، أو أي مكان آخر، كان لبعضهم رأي آخر بما يخص الذرائع المسوقة عن الازدحام ودخول الشاحنات!
وفيما يلي بعض تعليقات المواطنين التي وردت على بعض الصفحات التي تداولت موضوع نقل سوق الهال خارج العاصمة:
إذا الغاية تخفيف الازدحام كبروا عقلكم... لما بتمنع دخول سيارة بحمولة ١٠ ل ١٥ طن ح يدخل بدل عنها لا يقل عن ٣٠ سيارة ذهابا وإيابا بحمولات أقل... ماشاء اللة حولكم شو فهمانين!!
فوضى بفوضى إذا انتقل السوق رح تزيد أسعار النقل ورح تنعكس الأسعار عالمواطن... لك مشان الله قبل ما تتخذوا قراراتكن راعو شعور الفقراء اللي ما عم تاكل غير وجبه واحدة باليوم!
يمكن بدهم يهدوا منطقة سوق الهال ويعمروها فنادق وأبراج للسياحة!
الخضرجي يلي كان يدفع أجرة نقل ٥٠٠٠٠ ليرة بدو يصير يدفع ٤٠٠٠٠٠ ليرة يعني بدو يحمل الزيادة ع الخضرة زيادة تكلفة ع السعر... فقط أجور النقل و المتضرر المواطن!
إضافة تعليق جديد