لماذا لم يؤيّد أوباما ترشيح هاريس؟

بعد إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من سباق الرئاسة، سارعت العديد من الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي لإبداء دعمها لترشيح نائبته، كامالا هاريس.

ومع ذلك، برز غياب تأييد الرئيس السابق باراك أوباما، الشخصية المؤثرة في الحزب، حيث لم يعلن موقفه منها بعد.

ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، لم يذكر أوباما هاريس في بيانه الصادر عقب قرار بايدن الانسحاب. كتب أوباما: “كان جو بايدن واحدًا من أكثر رؤساء أمريكا تأثيرًا، وكذلك صديقًا عزيزًا وشريكًا لي”.

وأضاف: “سنبحر في مياه غير مستكشفة في الأيام القادمة، لكن لدي ثقة استثنائية في أن قادة حزبنا سيكونون قادرين على خلق عملية ينبثق منها مرشح متميز”.

فسّر الجمهوريون عدم تأييد أوباما لهاريس أو لأي مرشح آخر على أنه تجاهل لكن مقربين منه أكدوا أن صمته يتماشى مع نهجه في البقاء محايدًا في الشؤون الداخلية للحزب الديمقراطي والحفاظ على صورته كرجل دولة بعيد عن الصراعات الحزبية الداخلية.

تؤكد المصادر أن قرار أوباما بعدم إعلان تأييده الفوري لهاريس لا يعني وجود مرشح بديل في ذهنه، بل يُنظر إليه على أنه محاولة لمنح الحزب مساحة لاتخاذ قراراته دون تدخل مباشر منه.

يستند هذا الموقف إلى سابقة في تاريخه السياسي، حيث التزم أوباما الحياد في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية قبل أربع سنوات، على الرغم من الضغوط لإعلان تأييده لبايدن في مواجهة السيناتور بيرني ساندرز.

وفقًا لنيويورك تايمز، فإن التأييد المبكر لهاريس قد يُنظر إليه كخطأ سياسي، إذ يمكن أن يعزز الانتقادات بأن ترشيحها كان تتويجًا وليس نتيجة لعملية توافقية شاملة داخل الحزب يفضل أوباما أن يساعد في توحيد الحزب بمجرد أن يكون هناك مرشح رسمي.

يُذكر أن بايدن لم يغفر تمامًا لأوباما دعمه الهادئ لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في حملة عام 2016، ولا يزال يعتقد أنه كان بإمكانه هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب في ذلك العام لو أتيحت له الفرصة كما لم يكن بايدن مسرورًا عندما أخبره أوباما بضرورة التفكير في عدم الترشح في عام 2020.

كشف مسؤول سابق في البيت الأبيض، على اتصال منتظم بأوباما، أن الرئيس السابق كان حريصًا على تكريس إعلانه الأخير للاحتفاء بإنجازات بايدن وتقدير مسيرته السياسية، رافضًا الانجرار إلى قرارات متسرعة.

الحرة