لماذا قرر المغرب شراء قمر تجسس إسرائيلي بمليار دولار؟
مر 280 يومًا على الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، ولا تلوح في الأفق أي نية لتوقف العدوان الإسرائيلي.
خلفت هذه الحرب المستمرة العديد من التداعيات والمشاهد العالقة في الأذهان، منها صراخ امرأة انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تقول: “خذلونا العرب يا رسول الله” وهذا الخذلان لم يقتصر عليها وحدها.
في 9 فبراير الماضي، وعندما كانت الحرب في شهرها الخامس، كتبت مقالاً بعنوان “الحرب على غزة… هل تخسر إسرائيل التطبيع مع المغرب؟”، توقعت فيه أن التطبيع بين إسرائيل والمغرب قد يتباطأ بسبب الحرب.
لكن، خاب توقعي حيث مضى المغرب قدماً في تطبيعه مع إسرائيل، بل ووقع صفقة بقيمة مليار دولار لشراء قمر تجسس إسرائيلي “أوفيك 13″، في وقت كانت الحرب في غزة تشتد قسوة.
وقبل أيام من وقوع مجزرتي مركز إيواء مدرسة العودة ومواصي خان يونس، أعلنت صحيفة “كلكليست” العبرية في 10 يوليو 2024 أن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية ستزود المغرب بقمر تجسس استخباري، في إطار صفقة تبلغ قيمتها مليار دولار.
الصفقة وقعها رئيس شركة الصناعات الجوية ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق عمير بيرتس بعد زيارة سرية إلى المغرب.
يثير هذا التوقيت تساؤلات حول سبب إقدام المغرب على هذه الخطوة في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وتوتر الأوضاع في شمال فلسطين المحتلة.
على الرغم من عدم كون المغرب جزءاً من محور المقاومة، فإن إصراره على المضي قدماً في هذه الصفقة يُعد غير مبرر.
العلاقة العسكرية والأمنية بين المغرب وإسرائيل ليست جديدة، لكنها تعززت بعد اتفاقيات أبراهام. وفي 10 مايو 2024، أصبح المغرب مصنعاً للطائرات الإسرائيلية العسكرية بدون طيار.
كما أبرم البلدان صفقة بقيمة 500 مليون دولار لتزويد المغرب بنظام الدفاع الجوي والصاروخي “باراك”.
وفي ضوء تقرير معهد البحوث الدولية حول السلام في ستوكهولم لعام 2023، تحتل إسرائيل 11% من حصة سوق توريد الأسلحة إلى المغرب.
تتعدد الأسباب التي قد تفسر قرار المغرب بشراء قمر تجسس إسرائيلي بمليار دولار، رغم امتلاكه لاثنين من الأقمار الصناعية “محمد السادس/أ” و”محمد السادس/ب” اللذين يتمتعان بقدرات عالية في الرصد والتجسس.
ومن المفارقات، أن المغرب قرر دفع مليار دولار لإسرائيل في وقت يعاني فيه من ديون كبيرة لصندوق النقد الدولي. وفقاً لموقع “إنسايدر مانكي”، المغرب ضمن الدول الأكثر مديونية للصندوق، بقيمة 1.34 مليار دولار.
لماذا إذن، قرر المغرب شراء قمر تجسس إسرائيلي بمليار دولار في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في غزة لأبشع أنواع العنف؟ لماذا مضى في تطبيعه مع إسرائيل على الرغم من عدم تحقيق أي تقدم فيما يخص الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ورغم المعارضة الشعبية القوية للتطبيع؟ هذه الأسئلة تبقى معلقة في ظل استمرار هذا التوجه.
الميادين
إضافة تعليق جديد