سوريا تعيش موجة جفاف وتصحر هي الأسوأ منذ 70 عاماً
في تغريدة على حساب السفارة الأمريكية في سوريا على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، تم التنويه إلى أن سوريا تمر بأسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 70 عاماً، ما أثر سلباً على المحاصيل والأمن الغذائي في البلاد.
وجاء في التغريدة أن الشراكات بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمزارعين في شمال شرق سوريا تسهم في التخفيف من أزمة الغذاء وتعزز من قدرة المجتمعات المحلية على التكيف مع التغيرات المناخية.
وجاءت هذه التغريدة بمناسبة “اليوم العالمي لمكافحة التصحر” الذي يصادف 17 يونيو وفي نفس السياق، نشر إعلام “الإدارة الذاتية” تقارير وصفت بأنها صادمة عن حجم وأسباب الجفاف والتصحر في شمال وشرق سوريا.
وأوضحت دراسة لهيئة البيئة في الإدارة الذاتية أن حوالي 15 ألف هكتار من الأراضي قد تعرضت بالفعل للتصحر، وأن 85% من الأراضي مهددة بخطر التصحر. وتشير الأبحاث إلى أن التصحر بات يهدد مساحات واسعة من سوريا.
ونقلت وكالة أنباء “هاوار” عن عارف مسلم، الباحث والمسؤول البيئي، قوله إن مساحة الأراضي المتصحرة في المنطقة زادت مقارنة بالسنوات السابقة، وأوضح أن الأزمة السورية وغياب الرقابة على المشكلات البيئية أديا إلى تفاقم الوضع.
وأشارت دراسة ميدانية نشرتها الإدارة الذاتية إلى أن المناطق الأكثر تأثراً بالتصحر تشمل جنوب دير الزور، الرقة، الطبقة، ومدينة الحسكة.
وتواجه هذه المناطق تحديات متزايدة بسبب التغيرات المناخية، الجفاف، وزيادة معدلات انجراف وتملح التربة.
وأكد خبراء بيئيون أن التصحر المتزايد في شمال وشرق سوريا لن يبقى محصوراً في هذه المناطق فقط، بل من المحتمل أن يمتد إلى مناطق أخرى، مستندين إلى مؤشرات الإنذار المبكر لنوبات الجفاف والتغيرات المناخية.
كما لوحظ انتشار نباتات صحراوية في مناطق لم تكن توجد فيها من قبل، ما يشير إلى تفاقم ظاهرة التصحر. وشدد الخبراء على ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة.
في العام الماضي، حذر خبراء من أن احتمالات حدوث الجفاف قد تتضاعف إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين إضافيتين مقارنة بما كانت عليه في فترة ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما قد يحدث في العقود المقبلة إذا لم يتم الحد من استخدام الوقود الأحفوري بشكل سريع.
ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط” في مطلع يونيو الجاري تحقيقاً شاملاً عن الجفاف شمل تقارير من دمشق، القامشلي، إدلب، ودرعا.
ولفت التحقيق إلى أن منطقة شرق الفرات، التي تعتبر سلة غذاء سوريا، تواجه تهديدات خطيرة بسبب نقص الأمطار الموسمية للعام الثاني على التوالي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البذور والأسمدة وتكاليف حراثة الأرض، وهو ما يحدث أيضاً في شمال وغرب البلاد وكذلك في جنوبها.
وكالات
إضافة تعليق جديد