زيارة مرتقبة قريبة.. ما هي أهداف بوتين من لقائه كيم؟
أفاد مسؤولون في كوريا الجنوبية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يزور بيونغ يانغ الأسبوع المقبل لعقد لقاءات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وتثير هذه الزيارة قلق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مما يطرح تساؤلات حول تاريخ وتحسن العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا في السنوات الأخيرة.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، حذر مسؤولون من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من أن زيارة بوتين المحتملة إلى كوريا الشمالية قد تعزز العلاقات العسكرية بين البلدين، مما يعتبر “انتهاكاً” لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأشار نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي، كيم هونغ كيون، خلال اتصال هاتفي طارئ مع نظيره الأميركي كيرت كامبل، إلى أن زيارة بوتين لا يجب أن تؤدي إلى زيادة التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو بما يخالف قرارات مجلس الأمن.
وأكد كامبل، الذي يشارك كيم في مخاوفه، على استمرار التعاون لمعالجة التحديات الأمنية المحتملة في المنطقة.
وأوضحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان أن الطرفين اتفقا على مراقبة التطورات عن كثب والرد بحزم من خلال التعاون الوثيق لمواجهة أي استفزازات من كوريا الشمالية أو أفعال قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة
تطور العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية
مع زيادة “عزلة” روسيا عن الغرب بسبب حربها في أوكرانيا، أصبحت كوريا الشمالية تحظى بأهمية متزايدة لدى موسكو.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين لم تكن دائمًا قوية، كما كانت خلال فترة الاتحاد السوفييتي، إلا أن كوريا الشمالية تجد الآن فائدة واضحة من الحاجة الروسية إلى تعزيز علاقاتها الدولية.
تأسست كوريا الشمالية بدعم من الاتحاد السوفييتي في بدايات الحرب الباردة، وقد تلقت مساعدة كبيرة من موسكو والصين خلال الحرب الكورية 1950- 1953.
واعتمدت كوريا الشمالية لسنوات طويلة على المساعدات السوفييتية، وساهم انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات في حدوث مجاعة في الشمال.
وفي السنوات الأخيرة، أعادت كوريا الشمالية توجيه علاقاتها الدبلوماسية لتعزيز علاقاتها مع روسيا، خصوصاً بعد أن أصبحت موسكو وبكين معارضتين لفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
في مارس الماضي، رفضت روسيا تجديد التفويض السنوي للجنة خبراء مراقبة تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية، مما أدى إلى تقسيم مجلس الأمن الدولي لأول مرة منذ بدء فرض العقوبات على بيونغ يانغ في عام 2006.
التفاعل الحالي بين روسيا وكوريا الشمالية
بعد التجربة النووية لكوريا الشمالية في عام 2017، سعى كيم جونغ أون لتحسين علاقاته مع روسيا والتقى ببوتين لأول مرة في فلاديفوستوك في عام 2019.
وفي سبتمبر من العام الماضي، رحب بوتين بكيم في منشأة لإطلاق الفضاء في روسيا وتعهد بتقديم المساعدة لكوريا الشمالية في بناء أقمار صناعية وغيرها من أشكال الدعم.
وفي يوليو 2023، زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بيونغ يانغ، وقام بجولة في معرض للأسلحة تضمن صواريخ باليستية محظورة.
ومنذ لقاء كيم وبوتين في العام الماضي، كان هناك تدفق مستمر للوفود بين البلدين في مختلف المجالات.
تأثير حرب أوكرانيا على العلاقات
أعربت كوريا الشمالية عن دعمها لروسيا بعد حربها في أوكرانيا في فبراير 2022، وكانت من بين الدول القليلة التي اعترفت باستقلال المناطق الأوكرانية التي تطالب بها روسيا.
واتُهمت كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة لاستخدامها في النزاع الأوكراني، وهو ما نفته موسكو وبيونغ يانغ رغم تعهدهما بتعميق التعاون العسكري.
العلاقات الاقتصادية بين البلدين
في عام 2022، استأنفت روسيا وكوريا الشمالية رحلات السكك الحديدية التي توقفت خلال جائحة كوفيد-19، وشملت أولى الشحنات 30 حصانًا أصيلًا.
كما استأنفت روسيا تصدير النفط إلى كوريا الشمالية لأول مرة منذ عام 2020، وهي خطوة تشير إلى إمكانية أن تصبح روسيا شريكاً اقتصادياً مهماً لكوريا الشمالية بجانب الصين.
وناقش المسؤولون الروس علناً ترتيبات سياسية لتوظيف عشرات الآلاف من العمال الكوريين الشماليين، على الرغم من أن ذلك يعتبر انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، نوقشت إمكانية استخدام العمال الكوريين الشماليين للمساعدة في إعادة بناء المناطق المتضررة من الحرب.
الحرة
إضافة تعليق جديد