تقرير: بوتين على وشك خسارة شبه جزيرة القرم

وفقًا لما نشرته صحيفة “The Telegraph” البريطانية، في شهر أكتوبر الماضي، اعتبر وزير القوات المسلحة البريطانية، جيمس هيبي، أن أسطول البحر الأسود الروسي “قد تم تحييده فعلياً” بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها نتيجة لهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ.

ورغم أن الرئيس الروسي بوتين قد وصف سابقًا شبه جزيرة القرم بأنها “حاملة طائرات غير قابلة للغرق”، فإن الضربات المتكررة على سيفاستوبول وأزمة هروب العديد من السفن إلى ميناء نوفوروسيسك في روسيا منذ عام 2014 جعلت الوضع على الأرض معقدًا للغاية.

وأضافت الصحيفة أن استخدام مصطلح “الهزيمة” قد يكون سابقًا لأوانه، إذ لا يزال أمام تجارة الحبوب والأنشطة التجارية في الموانئ الأوكرانية بعض الوقت للتعافي.

ويرى بعض المراقبين أن طالما أن أسطول البحر الأسود يمتلك صواريخ كاليبر، فإن وصفه بأنه مهزوم لا يزال موضع نقاش.

كما أن قدرة روسيا على مراقبة واستهداف السفن في غرب البحر الأسود قد تراجعت، مما يحد من تهديد صواريخ كاليبر للسفن التجارية المتنقلة بين أوديسا والمياه الرومانية.

وفي تطور آخر، أصبحت شبه جزيرة القرم نفسها تحت ضغط متزايد، حيث باتت تتعرض لهجمات صواريخ ATACMS الباليستية التي قدمتها الولايات المتحدة، مما يشكل تهديدًا لكل مناطق العمليات العسكرية الروسية.

ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، فإن الجسور الهامة مثل جسر كيرتش، الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، تعد من الأهداف الرئيسية التي تسعى أوكرانيا لضربها، لكونها تشكل شريانًا حيويًا للإمدادات اللوجستية التي تدعم القوات الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأوكرانيين تمكنوا بالفعل من ضرب جسر كيرتش مرتين، في أكتوبر 2022 ويوليو 2023، ورغم جهود الإصلاح المستمرة، لم تعود الأمور إلى طبيعتها بعد.

وردًا على ذلك، قامت روسيا ببناء خط سكة حديد جديد في المنطقة، إلا أن هذه الخطوط لا تزال ضمن نطاق صواريخ ATACMS الأوكرانية، مما يعني أن إمكانية قطع خطوط الإمداد الروسية لا تزال قائمة.

وفي الوقت نفسه، تواصل الاستخبارات البريطانية مراقبة الوضع، حيث لاحظت أن روسيا أعادت تركيب الصنادل البحرية المدمرة في مضيق كيرتش، مما يعكس القلق الروسي المتزايد بشأن تلك الجسور.

ورغم أن إصلاح السكك الحديدية قد يكون أسهل من إصلاح الجسور، فإن مشاكل الإمداد في شبه جزيرة القرم قد تتفاقم بسرعة، مما يقلل من قدرة روسيا على استخدامها كقاعدة عسكرية فعالة.

وتطرقت الصحيفة إلى أن البعض بدأ يتساءل عن احتمالية قيام أوكرانيا بشن عملية هبوط برمائية في شبه جزيرة القرم، لتجنب مواجهة الدفاعات الروسية القوية على الجبهة الحالية.

ورغم أن هذا السيناريو قد يبدو بعيد المنال نظرًا لنقص الموارد البحرية لدى أوكرانيا، فإن الوضع على الأرض قد يجعل القوات الروسية في القرم عرضة للهزيمة.

وأخيرًا، تشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يواجه تساؤلات حول كيفية استغلال الضغط المتزايد على شبه جزيرة القرم، وتحديد الخطوات التالية في ظل الخنق والعزل المتزايد الذي تواجهه المنطقة.

لبنان 24