لماذا تقف القبة الحديدية عاجزة أمام صاروخ بركان؟
صاروخ البركان هو صاروخ قصير المدى وثقيل الوزن يستخدمه حزب الله في حربه مع إسرائيل.
وقد أصبح هذا الصاروخ تحديداً مصدر قلق كبير لإسرائيل، وفقاً لتقرير نشره موقع “كالكاليست” الإسرائيلي، حيث ألقى الكاتب نيتسان سادان الضوء على آلية عمل صاروخ البركان الذي يعتبره البعض أبسط وأبطأ وأكثر تعقيدًا في ترسانة حزب الله.
وأوضح سادان أن صاروخ البركان يتميز بكونه سلاحاً مركباً يمكن تصنيعه من أجزاء صواريخ أخرى في ساعة واحدة تقريبًا دون الحاجة للّحام، وهو ينتمي إلى فئة الصواريخ الثقيلة الوزن.
وأضاف أن هذا الصاروخ يختلف عن الصواريخ التقليدية الأخرى، التي تعتمد بشكل كبير على الوقود للوصول إلى مسافات بعيدة ولكن بقدرة تفجيرية صغيرة نسبيًا.
كمثال، يشير الكاتب إلى صاروخ الكاتيوشا الذي يبلغ مداه 40 كيلومترًا، ويحمل قنبلة زنتها 25 كيلوغرامًا، ويعتمد على الكمية في الإطلاق، حيث يحتوي قاذف الكاتيوشا القياسي على 40 أنبوبًا يطلقها خلال 20 ثانية، مسببًا أضرارًا على مساحة واسعة.
في المقابل، تتميز الصواريخ الثقيلة مثل البركان بقدرتها على حمل شحنات متفجرة كبيرة جدًا، تتراوح بين 100 و500 كيلوغرام، بهدف إحداث ضرر كبير في منطقة محددة.
هذه الصواريخ ليست اختراعًا جديدًا، إذ استخدم النازيون خلال الحرب العالمية الثانية صواريخ مماثلة بمدى قصير لا يتجاوز 4 كيلومترات.
كما طورت إسرائيل نسخًا مشابهة لاختراق التحصينات، وكانت إحداها السبب في مقتل رئيس أركان الجيش المصري، عبد المنعم رياض، عام 1969.
ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الصواريخ ثقيلة الوزن أبسط في التصميم، حيث باتت عبارة عن برميل متفجرات مع محرك بسيط وذيل لتحقيق الاستقرار أثناء الطيران، يتم إطلاقها من أنبوب.
اكتشف حزب الله هذه الصواريخ خلال الحرب السورية، حوالي عام 2012، واستخدمها كأداة فعالة ورخيصة لتعطيل مواقع الجيش الإسرائيلي.
هذه الصواريخ أصبحت حلاً سهلًا لتعطيل الأهداف الإسرائيلية دون الحاجة لتعريض الجنود للخطر، حيث يمكن وضع منصتي إطلاق على شاحنة وإطلاقها بسرعة عند الحاجة.
لكن هناك عيوبًا لصواريخ البركان فهي بطيئة ويمكن رؤيتها في الهواء، مما يجعلها تبدو وكأنها تطير بشكل مرئي وواضح.
هذه الصواريخ البدائية تمثل تحدياً لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية التي تعتمد على رادار لتحديد مسار الصواريخ المهاجمة.
صواريخ البركان تطير لمسافة قصيرة جدًا ويتم إطلاقها من مسافات قريبة، مما يجعل وقت وصولها إلى الهدف حوالي 10 ثوانٍ، وهو وقت قصير جدًا لتتمكن القبة الحديدية من اعتراضها بشكل فعال.
الوسيلة الأكثر فعالية لإيقاف هذه الصواريخ هي باستخدام الليزر أو نظام “ماغن أور” الذي تطوره شركة رافائيل. هذا النظام قادر على تدمير الصاروخ في لحظة اكتشافه باستخدام موجات رادارية سريعة.
ومع ذلك، لا يزال هذا النظام قيد التطوير ولن يكون جاهزاً للاستخدام الفعلي قريباً.
إلى حين توفر هذه الحلول، يقترح سادان استخدام الطائرات بدون طيار والكاميرات القوية لرصد مواقع إطلاق الصواريخ وتدميرها قبل أن يتمكن مقاتلو حزب الله من استخدامها.
وعلى الرغم من نجاح هذه الاستراتيجية في تدمير عدة منصات لإطلاق صواريخ البركان، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في طول الحدود مع لبنان، ما يتطلب من إسرائيل النظر في خيارات عسكرية أخرى لطرد حزب الله بعيدًا عن مدى هذه الصواريخ.
الجزيرة
إضافة تعليق جديد