هل نحن عبيد للجينات أم نتاج للبيئة ؟

03-06-2024

هل نحن عبيد للجينات أم نتاج للبيئة ؟

ماري ميدجلي:

هل سلوكنا البشري محدد سلفا بالجينات أم نُشكل من خلال التجارب والتربية؟ هذا هو السؤال الذي يمثل جوهر نقاش "الطبيعة مقابل التنشئة". 

تُقدم لنا الفيلسوفة ماري ميدجلي وجهة نظر ثاقبة في كتابها "مفهوم الوحشية". 

تنتقد ميدجلي الفريقين المتطرفين في هذا النقاش :

_معسكر "الطبيعة" :  يرى هذا المعسكر أن سلوكنا البشري مُبرمج في جيناتنا، ويستشهد بأمثلة من سلوك الحيوان.

_معسكر "التنشئة" :  يرى هذا المعسكر أننا نُولد كصفحة بيضاء وتُشكلنا البيئة والمجتمع بشكل كامل.

تؤكد ميدجلي أن كلا الرؤيتين مُبسطة للغاية.  فبينما نرث سمات محددة من أسلافنا، إلا أن  التفاعلات المعقدة مع بيئتنا وثقافتنا تلعب دورًا حاسمًا في تشكيلنا. 

وتقترح بدلاً من ذلك تبني نهج "علم الأخلاق الدقيق".  يدعو هذا النهج إلى دراسة سلوك الإنسان بطريقة مُشابهة لعلم الأحياء، مع التركيز على ملاحظة الأنماط وتحليل التفاعلات بين الغرائز "المفتوحة" - الميول العامة - والبيئة.
تُذكرنا ميدجلي أننا لسنا عبيدًا لجيناتنا ولا مجرد نتاج للبيئة.  نحن كائنات معقدة ذات تاريخ تطوري غني، وطبيعتنا عبارة عن مزيج مُعقد من الغرائز والتكيفات. 

في نهاية المطاف، تُؤكد ميدجلي أن الثقافة نفسها هي ظاهرة طبيعية. فنحن، كرئيسيات اجتماعية، نُطور ثقافات  كجزء أساسي من طبيعتنا، تمامًا كما تبني العناكب شبكاتها.

لذا، فإن  "الطبيعة مقابل التنشئة"  ليست معركة ثنائية.  بل هي رحلة مُستمرة من التفاعل والتطور، نُشكل فيها بيئتنا تمامًا كما تُشكلنا.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...