تدويل أزمة دارفور في مؤتمر باريس
تستضيف العاصمة الفرنســية باريس، اليوم، اجتماعا استراتيجياً حول الوضع في إقليم دارفور، تشارك فيه 23 دولة ومنظمة دولية بينها الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان والأمــم المتحــدة والاتحاد الأوروبي، وذلك بغياب السودان واستنكاف أهم منظمات القارة الإفريقية، «الإتحاد الإفـريقي»، عن حضوره.
وكان مستحيلا العثور في باريس منذ يومين على أي ممثل للحــكومة الســودانية، فالســفير السوداني أحمد حامد الفلكي حامد غادر إلى الخرطوم، كذلك الملحق الصحافي، بالاضافة الى المتحدثين باسم السفارة، وذلك قبيل ساعات من إلتئام عقد لجنة الإتصال حول دارفور.
والحال أن حضورا سودانيا، ولو على بعد مربعين باريسيين من مركز المؤتمــرات الدولي في جادة كليبر، كان له أن يفــسر على أنه مشاركة عن بعد في اللقاء، ويشكل اختراقاً غربيا كبيراً في ثغرة الرفض السوداني لتدويل القضية.
ويتحلق حول وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس وزراء خارجية غالبية دول الإتحاد الأوروبي، وهو ما يقلق الخرطوم، ولن يطمئنها في الغياب، سوى مشاركة حليفها الصيني الذي رفع اهتمامه بدارفور ونفط السودان الذي يستهلك 56 في المئة منه، إلى حد تعيين ممثل خاص في الإقليم هو ليو جي جين، الذي مارس ضغوطا كبيرة على الرئيس السوداني عمر البشير لكي يوافق بعد رفض طويل على انتشار القوة الدولية الهجينة الإفريقية ـ الغربية في الإقليم السوداني المضطرب، وهو منعطف يفتح الباب أمام تدخل غربي في السودان تحت القبعات الزرقاء.
ونافل القول إن المشاركة الصينية وحدها جعلت إجتماع لجنة الإتصال ممــكنا. وكـان لقاء الموفد الصيني مع الرئيس السوداني الســبت المـاضي في الخــرطوم قد حاول خفض التوقعات التي يجب ألا تتجاوز «محاولة إقناع الفصائل الدارفورية المتمردة غير الموقعة على اتفاق آبوجا بالانضمام إلى مسيرة التسوية».
وكانت رايس أعربت عن تفاؤلها بنتائج اللقاء، وبجهود بكين مشيرة إلى أن «الصينيين كانوا أكثر توسعا في الحديث عن السودان، وعن ضرورة إحراز تقدم» في إنشاء القوة الدولية الهجينة.
وتتألف هذه القوة من عشرين ألف جندي إفريقي وغربي، ستكون مهمتهم التدخل في منطقة تبلغ مساحتها نصف مليون كيلومتر مربع، وخلافة قوة إفريقية فشلت في وقف نزاع بدأ منذ أربعة أعوام، وأوقع 200 ألف قتيل، وهجّر غالبية من سكان دارفور المليونين إلى مخيمات اللجوء.
ومن المنتظر أن يتوصل المجتمعون إلى قرار دولي جديد يحدد قواعد تدخل القوات الدولية الهجينة، بعدما رفض السودان أن تنتشر أي قوات غير إفريقية على أراضيه.
وتشترط الأمم المتحدة لتمويل هذه القوى التزاماً سودانياً واضحاً بالقــرارات الدولية. وحدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ثلاثة أهداف لاجتماع اليــوم، وهو إقرار إرسال 20 ألف جندي والدعم السيــاسي والتــوافق بين حركات التمـرد، والتوصــل إلى فــريق يمول عمليات العسكرية المقبلة، فيما قالت رايس إن كارثة بشرية حقيـقية تجري في دارفور وأن على الأسرة الدولية التدخل في الإقليم.
محمد بلوط
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد