تكاليف صناعة المربيات أكبر من القدرة الشرائية
اعتادت العائلات السورية على عقد موعد سنوي مع فاكهة الصيف من عنب وتين وتفاح لصناعة المربيات وتخزينها مؤونة للشتاء، ولكن في السنوات الأخيرة تغيرت الأحوال الاقتصادية لتلك الأسر، ومعها تغيرت العادات وأصبحت الفواكه الموسمية سواء الربيعية منها أم الصيفية للفرجة فقط خاصة مع ارتفاع أسعارها، وأضيف إليها هذا الموسم عقبة جديدة وهي ارتفاع سعر كيلو السكر ليتجاوز
الـ 16 ألف ليرة.
ورغم اقتراب موسم العنب والتين من نهايته لايزال سعر كل منهما مرتفعاً مقارنة مع انخفاض القوة الشرائية للمستهلك، ويصل كيلو العنب في بعض الأنواع إلى 14 ألف ليرة، وأنواع أخرى تباع بستة آلاف ليرة، علماً بأن أفضل سعر سجله الموسم الفائت لم يتجاوز ال7 آلاف ليرة، وسعر كيلو التين بين 6 – 8 آلاف ليرة في سوق الهال، والتفاح يباع الكيلو أيضاً في سوق الهال بين 4 – 6 آلاف ليرة بزيادة 4 آلاف ليرة عن الموسم الماضي.
يقول الشاب علي صاحب بسطة فواكه موسمية في أحد الأحياء الشعبية بدمشق: إن الطلب على العنب لصناعة المربيات تراجع هذا العام بنسبة 70 بالمئة وأصبحت الناس تشتري كميات قليلة للأكل فقط، خاصة مع ارتفاع سعر السكر تزامناً مع موسم العنب.
بدوره، عبدالله الشغري صاحب محل فواكه في سوق الهال بدمشق أرجع أسباب ارتفاع الفواكه الصيفية إلى ارتفاع التكاليف على المزارعين بشكل كبير كما أدت موجات الحر السابقة إلى تضرر المواسم، وبالتالي قلت كمية الإنتاج وارتفعت الأسعار، مؤكداً بأن تصدير الفواكه له تأثير بسيط على ارتفاع الأسعار لا يتجاوز الـ10 بالمئة فقط.
وحول أسباب ارتفاع أسعار المربيات هذا العام، أكد نائب رئيس جمعية حماية المستهلك ماهر الأزعط لـ«غلوبال» بأن الأسواق يحكمها العرض والطلب، وبالنسبة للفواكه تستخدم للمربيات أو كفواكه مجففة، وفي ظل غلاء الأجور و ارتفاع أسعار المحروقات واليد العاملة إضافة إلى الارتفاع العالمي لسعر السكر، جميعها عوامل ساهمت في ارتفاع أسعار المربيات في الأسواق.
ولفت الأزعط إلى أن معظم المعامل تصنع منتجاتها للسوق الخارجية وليس للاستهلاك المحلي، كون القوة الشرائية للمواطنين معدومة.
وأشار الأزعط إلى أن الحظر والعقوبات الغربية المفروضة على سورية أثرت بشكل كبير على الصناعة السورية حيث يتم شحن القمر الدين مثلاً إلى لبنان وتركيا ويتم تغيير بلد المنشأ هناك، إضافة إلى افتتاح المعامل ذات العلامة التجارية الكبيرة في الدول العربية(مصر- الأردن)، ما أدى إلى انتقال الأيدي العاملة معها.
.
غلوبال نيوز
إضافة تعليق جديد