600 ألف ليرة تكلفة علاج مريض السكري شهرياً

16-09-2023

600 ألف ليرة تكلفة علاج مريض السكري شهرياً

رغم الأحاديث الكثيرة عن الدعم المقدم لمرضى السكري ومساعدتهم في تأمين الدواء، لكن واقع الحال يشي بالعكس تماماً، وهناك صعوبات كبيرة بتأمينه سواء الصنف الوطني الجيد أم الأجنبي بأسعاره الخيالية، وهو ما أكده عدد من المرضى.

ويعد مرض السكري من الأمراض المنتشرة في سورية، وقد تضاعفت أرقام  المصابين في السنوات الأخيرة بسبب الضغوط النفسية وكواحدة من آثار الحرب التي طالت الصحة النفسية والجسيمة.

تروي ريما تجربتها مع مرض السكري وتعاني منه منذ 15عاماً حيث اكتشفت المرض بعد إجراء تحاليل لدملة ملتهبة في قدمها وأكدت إصابتها بمرض السكري من النوع الثاني، وكانت تأخذ  الأنسولين المختلط من نوع ميكستارد لمدة 10 سنوات، حتى بدأت تعاني من غيبوبة سكر بشكل متكرر، وهنا نصحتها طبيبتها المشرفة بتغيير الدواء وهو عبارة عن قلمين الأول من نوع نوفورابيد سريع، والثاني من نوع ليفيمير بطيء تستمر فاعليته لمدة 24 ساعة، وبالفعل كانت النتائج جيدة وتحسنت صحتها.

وتضيف ريما بغصة وحزن أنها كانت تشتري الدواء بأسعار مقبولة، ولكن خلال الفترة الماضية ومع ارتفاع أسعار الدواء عموماً إضافة إلى ارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة فقد أصبح شراء الدواء معاناة تزيد من مرضها، حيث تحتاج أسبوعيا إلى 150 ألف ليرة ثمن القلمين، أي تحتاج شهرياً إلى 600 ألف ليرة، وتؤكد بأن بطاقة التأمين الصحي لا تغطي تكاليف الدواء كاملة، حيث وافقت الصيدلية المركزية على صرف الدواء لمرة واحدة على مدار عام كامل.

وتشرح ريما تجربتها مع الجمعيات التي تدعي بأنها خيرية، ولكن بعد انتظار نحو ساعات طويلة مع العشرات من المرضى تحت أشعة الشمس على أبواب الجمعيات لعدم وجد غرف انتظار يأتي الجواب لا نستطيع تامين الدواء لأن المبالغ كبيرة.

بدورها، شرحت دينا معاناتها مع مرض السكري التي بدأت منذ خمس سنوات بعد أن اكتشفت تضرر كبير في شبكية العين لديها، وبعد إجراء تحليل سكر الدم تم تشخيص إصابتها بمرض السكري النمط الثاني. 

وأكدت بأن دواء السكري يلازمها كأنه جزء منها، مضيفة: ولكن تأمين الدواء اليوم أصبح في غاية الصعوبة، وعلى الرغم من كونها منتسبة للتأمين الصحي كموظفة إلا أنها تضطر لشراء أصناف أخرى على حسابها لأن التأمين لايتكفل بكامل التكاليف اللازمة.

وأضافت: إن هناك نقصاً شديداً وخاصة بالأدوية المزمنة كون وزارة الصحة لا تؤمن جميع الأدوية التي نحتاجها كمرضى، وهنا تبدأ معاناة البحث عن بدائل الجيدة عن طريق المعارف والأصدقاء، لافتة إلى أن الدواء الوطني يكون في مرات كثيرة عديم الفعالية.

مدير البرنامج الوطني لداء السكري سابقاً الدكتور سمير  بركات أكد لـ«غلوبال» بأن معظم حالات الإصابة التي تراجع العيادة هي لمرض سكري من النمط الثاني، وغالباً ما يكون سببه تناول الوجبات السريعة والغذاء غير الصحي، إضافة إلى الضغوط النفسية، وعامل الوراثة التي تزيد معدلات الإصابة، ويعد النمط الثاني الأكثر انتشاراً في العالم، ويمكن الشفاء منه في حال تم الالتزام بالحمية الغذائية والنشاط البدني.

وبالنسبة لداء السكري من النمط الأول فالمريض يحتاج الأنسولين مدى الحياة ولا يمكن الشفاء منه.

وأوضح بركات بأن عدد المصابين المسجلين في سورية عام 2014 بلغ حوالي 200 ألف مريض، مؤكداً زيادة نسبة الإصابات خلال السنوات الماضية بين 2- 5 بالمئة.

وأشار بركات إلى سورية تحتل مواقع أقل بعدد المرضى بين الدول العربية وفي العالم، فمثلاً ينتشر المرض في دول الخليج بنسبة 45 بالمئة من عدد السكان، أما في سورية فالنسبة لا تتجاوز الـ 2 بالمئة.

ولفت بركات إلى أن وزارة الصحة تدعم المرضى عبر تقديم الأدوية مجاناً سواء الخافضات الفموية أم الأنسولين، حيث تنتشر عيادات السكري في مديريات الصحة المنتشرة في المحافظات التي توزع الأدوية شهرياً للمرضى، مشيرة إلى أنه وسطياً يحتاج المريض إلى 50 ألفاً شهرياً و هذا العبء تتحمله الدولة  بالكامل.

وختم بركات بتقديم مجموعة من النصائح لتجنب الإصابة بمرض السكري، وأهمها اتباع نظام غذائي صحي يتكون من خمس وجبات وعدم الإفراط في تناول السكريات والمواد الدسمة وعدم الاعتماد على الوجبة الوحيدة لأنها تسبب مشاكل كثيرة.

غلوبال

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...